متفرقات

خطواط لتحقيق الراحة النفسية

  • ١ مقدمة
  • ٢ كيف تحقق الراحة النفسية
    • ٢.١ التقي بالأصدقاء الجيدين
    • ٢.٢ التزم بالعبادة
    • ٢.٣ توقف عن ملاحقة الكلام الفارغ
    • ٢.٤ ابتعد عن أصدقاء السوء
    • ٢.٥ سامح الآخرين قبل نومك
    • ٢.٦ اعتمد الابتسامة في جميع تعاملاتك

مقدمة

في كثير من الأحيان نشعر بالكبت، وعدم القدرة على متابعة الحياة، ولو نظرنا إلى أحوالنا نحن المسلمون اليوم لوجدت أننا نعيش حالة من الركود الأخلاقي نتيجة انعدام الثقة بين الآخرين، وعدم القدرة على التواصل مع بعضنا البعض بما يحقق لنا السلم في الدنيا والآخرة، فالراحة النفسية التي ننشدها في حياتنا لا تأتي عبثاً، وإنما تأتي نتيجة أفعال يجب أن نقوم بها من أجل الوصول إلى أفضل أحوالنا.

كيف تحقق الراحة النفسية

وقبل الحديث عن طرق الوصول إلى الراحة النفسية ينبغي أن نعرف أن الراحة النفسية من الممكن أن نصل إليها إن أمنا بوجودها فعلاً، وهي أمر لا يمكن التهاون فيه؛ لأن الله قد أودع في القلب أموراً تحقق هذه الراحة التي نتحدث عنها، وفي غالب الأمر فإن الحياة الطبيعية التي يعيشها المؤمن من عبادة وتوجهات سليمة قد تساعده في حياته بشكلٍ أو بآخر. وفي حديثنا اليوم سنتطرق إلى أبرز الأمور التي تساعد في الوصول إلى الراحة النفسية التي ننشدها والتي يجب أن تكون موجودة في حياتنا حتى نستطيع أن نعيش أيامنا هذه بدون أي معيقات.

التقي بالأصدقاء الجيدين

فالصديق الجيد هو الصديق الذي يدلك على درب الخير، ويحاول أن يشد يدك حتى لا تقع في الزلات والأخطاء، فحاول أن تجد هذه الفئة من الناس وتقرب إليهم بالقول أو الفعل، وكن على يقين أن البقاء بجانب صديق جيد قد يساعدك في الوصول إلى أفضل الأحوال التي لطالما أردت أن تصل إليها، ولا تكّن في قلبك سوءاً لأحد، وتذكر أن الصديق وقت الضيق كالأخ وأكثر. والصديق الجيد هو الصديق الذي يبدو عليه سمات الصدق والأخلاق الحميدة، والذي يحب أن يفعل الخير بدون أن ينتظر المقابل، فلو نظرت إلى قلب هذا الصديق لوجدت أنه ملئ بالحب والطيبة والراحة التي لطالما أردتها، وكلما تقربت منه شعرت أن الله قد أرسله إليك ليجذبك إلى طريق الحق.

التزم بالعبادة

فأكثر الأمور التي تريح القلب تلك الوقفة بين يدي الله عز وجل وقت الصلاة، ووقت تأدية العبادة، فيشعر الإنسان أنه قد خلق لأداء الفرائض التي تقربه من رب العباد، وتمنحه الفرصة للفوز في الدارين الدنيا والآخرة، ولا تستهن بدعوة من قلب صافٍ لرب كريم، فهو يعلم ما في الصدور، فادع الله أن يغفر لك ذنوبك، وأن يريح قلبك، ويعينك على الوصول إلى مبتغاك، فبعد كل صلاة تجد أن المسلم يشعر براحة غريبة كأن الله قد صب عليه من الطمأنينة ما تمكنه من العيش بسعادة طوال اليوم، وحاول أن تخلص النية لله في كل الأعمال التي تقوم بها، فالمرأة من الممكن أن تنال الخير في كل الأعمال التي تقوم بها حتى تنظيف المنزل وتربية الأولاد، فقط عليها أن تحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى، وتفوض أمرها لله، والله لن يخذل عبداً لجأ إليه مطلقاً. ومن أبرز العبادات التي تحقق الراحة النفسية الصلاة والزكاة والجلوس مع المحتاج ومعرفة حاجته، هذه أمور قد تخفف عنا ضيق الحياة، وتوصلنا إلى ما نحتاج حقاً.

توقف عن ملاحقة الكلام الفارغ

لا تنتظر من الآخرين أن ينقلوا لك كلاماً قيل من وراء ظهرك، فالكلمات التي تخرج من ورائك بالتأكيد هي كلمات فارغة لا أصل لها، ولا يجوز لك بأي حال من الأحوال أن تعيرها اهتمامك بشكلٍ عام؛ لأن اهتمامك بها يعني أن تشعر بالكبت والضيق، وتبدأ بملاحقة من قالها ولمن قالها، وما سبب قولها وما إلى ذلك، ولكن الشخص الحكيم هو الشخص الذي يترك كلام الناس وراء ظهره، ويلتفت إلى حياته ويحاول أن يصلح فيها قدر المستطاع، أما الأشخاص الذين ينقلون الكلام، فهؤلاء أشخاص لا يستحقون البقاء في حياتك، ولتكون جيداً وتعيش براحة نفسية فعليك التخلص من هذه الفئة والنظر إلى المستقبل الذي ينتظرك بشكلٍ أو بآخر، وحاول أن تتجنب الاستماع إلى الآخرين، ولو حدث أن جاء أحدهم ليخبرك بأن فلان يتحدث عنك فكن كالحكيم الذي قال أن فلاناً رماني بسهم وأنت حملت السهم وغرسته في قلبي، فلا يضرك إلا من نقل الكلام إليك، وعليه يجب عليك مقاطعته، وتوفير حسن نيتك للأشخاص الذين يستحقون ذلك، وحاول أن تعف عمن ظلمك أو أساء إليك، حتى تجد في يوم الموقف العظيم من يعف عنك زلاتك، ويوقيك من النار.

ابتعد عن أصدقاء السوء

فالصديق الذي يجبرك على السير في طرق غير مستقيمة هو نفس الشخص الذي يحاول دوماً أن يجرك إلى عقيدة غير العقيدة التي تربيت عليها منذ الصغر، والصديق السوء كالشيطان الرجيم، الذي يحاول بكل الطرق أن يجعلك تعيش حالة من التعاسة التي يظن أنها سعادة بفضل المعاصي التي يرتكبها بحق نفسه وحق دينه، وليس هذا فقط، بل ويحاول أن يجرك معه، فامنع هذا الشخص من الاقتراب منك، وأوقفه عند حده، وأخبره أنك لن ترافقه بعد اليوم، فالإنسان الذي تكثر أخطاؤه لا يمكن أن يشعر بملذات الحياة مطلقاً، وتجده دوماً متخوفاً أن ينكشف فعله، ولذلك حاول أن تكون على قدر كبير من المسؤولية تجاه نفسك، وتوكل على الله، والصديق الذي يجرك إلى الهاوية اتركه يجر أشخاصاً أخرين، وابتعد عنه كل البعد، واحذر أن تقع في شباكه، حتى تنعم براحة القلب والضمير.

سامح الآخرين قبل نومك

قبل أن تخلد للنوم يومياً، تذكر أن هناك أشخاص قد أسأت إليهم لربما هم بحاجة ماسة لمحادثة منك ليصفحوا عنك، وقد تجد نفسك أيضا قد ظلمت من أحدهم، وتبدأ بتذكر ما فعلوا بك، ولكن اجعل قلبك طيباً، واعف عن جميع الناس قبل أن تنام، وقل اللهم إني عفوت عن جميع عبادك، فاعف عني يا كريم، فتجد نفسك قد أصبت براحة لا مثيل لها، وتفضل لو أنك فعلت هذه الخطوة منذ الصباح، فجميل أن يبات قلب الإنسان براحة نفسية ورضا من الله عز وجل، وتفاؤل بأن الغد أجمل، فهذه أمور قد تساعدك في تحقيق ما أردت يوماً.

اعتمد الابتسامة في جميع تعاملاتك

فالابتسامة هي الطريق الأوحد لقلوب الجميع، فحاول أن تحافظ عليها، وتبقيها في حياتك عنوانا للأمل والتفاؤل، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة) فحتى الدين الحنيف قد أوصانا بضرورة التمسك بالابتسامة التي تفتح لك جميع الأبواب المغلقة، وتدخلك لقلوب الناس بدون أن تشعر، ولو نظرت إلى نفسك مثلاً لوجدت أنك تميل بقلبك وعقلك ووجدانك للشخص المتبسم على الدوام، أما الشخص المتجهم فتفضل الابتعاد عنه؛ لأنك تخشى أن يصدك بكلمة أو أمر ما قد يوصلك إلى حد الألم، وفي غالب الأمر فإن الابتسامة عنوان المحبة والألفة بين البشر، ولو نظرت إلى ابتسامة الآخرين لرأيت طيبة وبياضاً ناصعاً في قلوبهم وعيونهم، وهؤلاء تشعر بالقرب منهم أنهم مرتاحون بشكلٍ عام، وتفضل لو تقضي بقية حياتك بجانبهم، فلو أردت أن تكون مرتاحاً في حياتك فقابل من أساء لك يوما بابتسامة، لو أحس بها فقد نلت قلبه، وإن لم يحس بها فقد غظته وهذا هو سر الابتسامة العظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى