اهميه زهر البيلسان
يقول مطلع إحدى الأغنيات الشهيرة للسيدة فيروز: (وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان)، ولطالما أثار هذا المطلع الفضول في نفسي من أجل رؤية هذه الزهرة و معرفة المزيد عنها.
فلو رجعنا إلى أحد المراجع اللغوية لوجدنا وصفه كما يلي: جنس شجر من فصيلة البخوريّات ، أوراقه متقابلة ، وثماره عنبيّة ، وله زهر أبيض صغير كهيئة العناقيد ، يُستخرج العِطر من بعض أنواعه ومن أسمائه : بَلَسان، أما بالرجوع للمراجع العلمية نجد أن زهر البيلسان يعرف بالاسم العلمي Sambucus nigra وله عدة أسماء مثل: بلسان – بلسم مكة – بشام (اليمن) بلسم إسرائيل – خشبها أو عودها، ثمر البلسان أو حب البلسان ، ويسمى المنشم ، بشام (أبو شام ).
و نبات البيلسان من أزهار الزينة الرائعة الجمال والتي يصل إرتفاعها إلى 5 أمتار، وأزهارها صغيرة الحجم بيضاء اللون أو صفراء اللون عطرة تتواجد على قمم الأغصان في مجاميع على شكل مظلة وتفوح منها رائحة اللوز المر، أما بالنسبة لثمارها فهي كروية صغيرة وسوداء ثلاثية البذور.
و عن الموطن الأصلي لزهر البيلسان فهي قارة أوروبا ويزدهر نموها في الكثير من المناطق المعتدلة حول العالم؛ فعلى الغالب ما يتم زراعتها حيث ينبت من الفسائل الجزء المستعمل من هذا النبات كالأوراق أو الأزهار أو الثمار.
يمتلك زهر البيلسان فوائد جمة؛ فهو علاج لحالات عسر البول، ويساعد على إفراز العرق، وفعال في مقاومة الزكام والسعال ونزلات البرد، كما فعال في مقاومة الإلتهابات بشكل عام، وله العديد من الإستخدامات والإستطبابات في الطب قديماً وحديثاً، ومن هذه الإستطبابات قديماً:
• غستخدام الفراعنة لها كعلاج لحالات الحمى فقد كانوا يشربون مغلي الأزهار والقشور والأوراق، كما كانوا يستعملونها على هيئة كمادات لتسكين الآلام، وعلى شكل قطرة للعين لمنع الإصابة بالمياه البيضاء وتحسين حدة الإبصار.
• ابن سينا كان يستخدمها أيضاً ويقول عنها: “البيلسان شجرة مصرية لجلو الغشاوة دهاناً، أما عوده وحبه فينفعان من الربو وضيق التنفس ووجع الرئة، وينفع الهضم، وينقي المعدة، ويقوي الكبد، ويدر البول، وينفع المفصل، ويقاوم السموم”.
أما عن الطب الحديث فلقد أثبتت الأبحاث أنّ أزهار البيلسان تقوي البطانات المخاطية للأنف والحلق مما تزيد من مقاومتها للعدوى البكتيرية؛ فهي توصف للنزلة ولعدوى الأذن، إضافة إلى أن المغلي لأزهار البيلسان له تأثير مرخ ٍللجسم، ومخفض للحمى.
كما يستعمل قناع البيلسان تجميلياً لتبييض البشرة والحفاظ على نضارتها، ويدخل استعمالها في المستحضرات الطبيةوالعلاجات الخاصة للتوقف عن التدخين. إضافةً إلى أن دهن البيلسان نافع في حالات الاستسقاء والروماتزم، حيث تنتج عصارة أوراقها الطازجة ومغلي منقوع أزهارها بمعدل ملء ملعقة من الأزهار مع ملء كوب ماء مغلي ثلاث مرات في اليوم.
وختاماً فإنّه من الطريف عن زهر البيلسان الإعتقاد الذي ساد عنه في القرن السابع عشر في أوروبا؛ حيث أنه إذا تم وضع خشب شجر البيلسان على الأبواب والنوافذ فإن ذلك يمنع دخول العفاريت إلى المنزل.