اهمية قناة السويس
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد،
إن قناة السويس، أو بالإنجليزية (Suez Canal): هي قناة مائية اصطناعية تربط بين البحر الأبيض المتوسط، وبين خليج السويس الذي يتصل بالبحر الأحمر. وتقع هذه القناة في الجهة الشمالية الشرقية لمصر، فهي من جملة الأراضي التابعة لمصر. وتعتبر قناة السويس برزخاً اصطناعياً يفصل بين الأراضي المصرية التي تقع في قارة آسيا، والأراضي المصرية التي تقع في قارة أفريقيا. وتمر هذه القناة في عدة محافظات مصرية، وهي: محافظة بور سعيد المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ومحافظة الإسماعيلية، ومحافظة السويس المطلة على خليج السويس الذي يتصل بالبحر الأحمر.
بدأت عمليات حفر قناة السويس في أواسط القرن التاسع عشر، وبالتحديد في عام 1859م، بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث التي تتناول هذا المشروع العظيم، مع العلم بأن فكرة إنشاء هذه القناة لم تكن وليدة تلك الفترة، وإنما تعود لقرون طويلة. واستمرت عمليات الحفر لمدة 10 سنوات، حيث عمل أكثر من 30 ألف عامل في حفر هذه القناة، وأكثرهم من المصريين. وقد تم الإنتهاء من حفرها في عام 1869م، وتم افتتاحها في نفس السنة.
يبلغ طول قناة السويس حوالي 190 كيلو متر، ويبلغ عمقها 24 متر تقريباً. أما عرضها سطحها في الشمال، فيبلغ حوالي 345 متر، بينما يبلغ عرض القاع حوالي 215 متر. أما في الجنوب فيبلغ عرض السطح حوالي 280 متر، بينما يبلغ عرض القاع حوالي 195 متر.
إن لقناة السويس أهمية تجارية واقتصادية كبيرة جداً، حيث تمر فيها آلاف السفن سنوياً، ومن فوائد هذه القناة أنها مكنت السفن القادمة من أمريكا، وأوروبا، من الوصول للمحيط الهندي والتوجه نحو قارة آسيا بأقصر السبل. فبعد حفر هذه القناة استغنت تلك السفن عن الطريق الطويل الذي كانت تمر عبره سابقاً، وهو طريق رأس الرجاء الصالح، فبالتالي قد وفرت عليها هذه القناة الجديدة الكثير من الوقت والتكاليف. كما أن السفن القادمة من آسيا والجزيرة العربية استفادت من هذه القناة أيضاً، في اختصار الطريق للوصول إلى أوروبا، وأمريكا.
ولقناة السويس أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لمصر، فالقناة ليست ملكاً للقطاع الخاص، وإنما تملكها الحكومة المصرية، وتستفيد من إيراداتها، حيث أن تلك الإيرادات التي تأتي منها ليست بالقليلة، فإيراداتها قد حققت في عام 2013 أعلى مستوى في تاريخ القناة، حيث سجلت 37 مليار جنيه مصري؛ أي ما يقارب 5 مليارات دولار أمريكي.