النطق والتخاطب للرضع ، علاج النطق والتخاطب للرضع
هل تعتبر مشاكل السمع منتشرة في الأطفال المصابين بمتلازمة داون؟
يصاب جميع الرضطبع والأطفال في سنواتهم الأولى بالتهابات في الأذن بصورة مستمرة ولكن ولاختلافات تشريحية في تركيب الأذن عند أطفال داون (في القنوات القصيرة والضيقة) يكونون عرضة بصورة أكبر لتجمع السوائل خلف طبلة الأذن. يُطلق على هذه الحالة مرض التهاب الأذن الوسطى المصلي أو الالتهاب ذو الانصباب (ome) وينتج عن احتباس السوائل والالتهاب في الأذن الوسطى وأحيانا يصاحبها عدوى. ويعاني الطفل بسبب تجمع السوائل من صعوبة في السمع ومن ثم يبدأ بفقدان السمع المؤقت.
لابد أن يزور الطفل طبيب الاطفال وطبيب أنف وأن وحنجرة وإجراء اختبار لحاسة السمع عند أخصائي السمع ويمكن القيام بهذا الاختبار بعد الولادة مباشرة.
لابد من القيام باختبار حاسة السمع كل ستة أشهر حتى يبلغ الطفل الثالثة ومرة واحدة سنويًا إلى أن يصل الثانية عشر. يتضمن علاج مشاكل السمع استخدام المضادات الحيوية أو أن يقوم الطبيب بإدخال أنابيب لسحب السوائل. تطبق هذه التوصيات تبعًا للائحة المذكورة في دليل العناية الصحية للمصابين بمتلازمة داون.
ما الأثر الذي قد يتسبب به فقدان حاسة السمع على عمليتي النطق والتخاطب؟
يكتسب الانسان القدرة على النطق والتخاطب بواسطة حاسة السمع والرؤية واللمس لذا فهي مهمة جدًا لإتمام عملية النطق وقد أثبتت الدراسات أن تطور عملية النطق يتأثر سلبيًا بتجمع السوائل المزمن.
يعاني أطفال داون من فقدان السمع المتذبذب بسبب تجمع السوائل المتتابع وتتأثر حاسة السمع بوجود السوائل وتتحسن بزواله. وإذا عانى الطفل من عدم القدرة على السمع جيدًا وبشكل مستمر، سيواجه صعوبة في تعلم ربط الأحداث والأصوات بعضها مع بعض مثلًا صوت الجرس أو صوت شخص يناديه. من المهم جدًا أن ينتبه الوالدين من سلامة حاسة السمع عند أطفالهم لأن العلاج يتطلب مراقبة دقيقة. لقد حقق أطباء الأطفال وأطباء الأنف والأذن والحنجرة نجاح باهر لعلاج تجمعات السوائل في الأذن.
تعد عملية النطق وظيفة ثانوية للتركيب التشريحي بعد عمليتي التغذية والتنفس. وتؤثر العضلات المنخفضة (نقص توتر العضلات) على التغذية وأيضًا على عملية النطق ويكتسب الأطفال في عملية التغذية القدرة على تقوية العضلات والتنسيق بينها وهي التي سيتم استخدامها لاحقًا في عملية النطق. ينبغي أن يطلب الأم أو الأب المساعدة والتوجيه من اختصاصي التغذية (أخصائي في علاج أمراض النطق والتخاطب أو اخصائي علاج طبيعي) عندما يواجه الطفل صعوبة في عملية التغذية. يساعد العلاج بالتغذية في تقوية عضلات الفم التي تؤثر بشكل إيجابي على عملية النطق.
ما هي المهارات الأخرى التي تحسّن في عملية النطق والتخاطب؟
هناك مهارات أخرى مهم اكتسابها قبل النطق والتخاطب وهما المقدرة على التقليد وأصوات الصدى ومهارات تبادل الأدوار (يمكن تعلمها من الألعاب مثل الغميضة) ومهارات مرئية (النظر إلى الأشخاص والأشياء) ومهارات سمعية (سماع الموسيقى والنطق والتدرب على نطق الأصوات لفترات طويلة من الوقت) ومهارات اللمس (تعلم اللمس واستكشاف الأشياء في الفم) ومهارات تحريك أجزاء الفم (استخدام اللسان وتحريك الشفتين) ومهارات معرفية (فهم ديمومة الأشياء والعلاقة السببية).
ويستطيع الوالدان تحفيز هذه المهارات في المنزل ويمكن أن يطلبوا المساعدة من المختصين فيما يتعلق بعلاج أمراض النطق والتخاطب (slp) وسوف يساعدونهم في تعلم المهارات اللازمة لمساعدة طفلهم لتعلم النطق والتخاطب.
متى سيتمكن الطفل من النطق بأول كلمة له؟
لا يمكن تحديد السن الذي يتمكن فيه الطفل المصاب بمتلازمة داون من النطق بأول كلمة لكن عادة ما يبدأ باستخدام كلمات فردية بين الثانية والثالثة من عمره وقد تتخذ الكلمة الأولى شكلًا من أشكال لغة الإشارة لا كلمات منطوقة لأن غالبية أطفال داون يتواصلون منذ سن الولادة بالبكاء والنظر أو استخدام لغة الإشارة. وتظهر لديهم الرغبة للتواصل لمعرفتهم أن البكاء أو إصدار الأصوات قد تؤثر على البيئة من حولهم وتجلب لهم إما المساعدة أو اللعب أو لفت الانتباه.
إن العديد من أطفال داون يفهمون العلاقة بين الكلمة والمفهوم عند بلوغهم العشرة أشهر والسنة ولكن، في ذلك السن، لا يمتلك الطفل مهارات عصبية وحركية كافية ومؤهلة لتساعده من الحديث لذا من المهم جدًا توفير نظام آخر يساعد الطفل على التواصل وتعلم اللغة قبل أن يتمكن من الكلام.
ما المقصود بالتواصل الكلي؟
يرمز له بالرمز tc وهو استخدام الإشارات والرموز مع النطق لأجل تعليم الطفل اللغة. التواصل الكلي يزود الطفل بنظام إنتاجي للتواصل إذا لم يتلقى التدريب الكاف لتطوير مهاراته لعملية النطق.
يلجأ البالغون إلى استخدام لغة الإشارة والنطق عندما يتحدثون للطفل ومنها يتعلم كيفية الربط بينهما ومن ثم استخدام الرموز في عملية التواصل. تعتبر لغة الإشارة نظام انتقالي لأطفال داون ومن الخيارات الاخرى الصور المعروضة على لوحة التواصل أو في نظام التواصل التبادلي أو أنظمة التواصل الالكترونية تستخدم الكلام المركب.
يتمكن معظم أطفال متلازمة داون من استخدام النظام اللغوي بشهور أو حتى عدة سنوات قبل أن يتمكنوا من النطق والتواصل بشكل فعال لذلك يجب توفير نظام التواصل الانتقالي من الصور ولغة الإشارة أو الأصوات المركبة لهم. وقد يقدم اخصائي علاج النطق والتخاطب المساعدة للوالدين في وضع نظام تواصل انتقالي لطفلك. غالبية أطفال متلازمة داون سيستخدمون النطق كوسيلة أساسية في عملية التواصل لاحقًا.
ما الذي يستطيع الوالدان فعله لمساعدة طفلهم ليتعلم النطق والتخاطب؟
الوالدان هما جهات التواصل الرئيسية التي يتفاعل معها الطفل منذ نعومة أظفاره ولهما الأثر الكبير في مساعدة الطفل ليتعلم كيفية التواصل. فالمنزل هو أفضل بيئة يكتسب فيها الطفل مهارات ما قبل النطق والتخاطب السابق ذكرها.
يجب على الوالدين إتباع ما يلي لتطوير مهارات الطفل:
(1) تذكر أن اللغة تتعدى الكلمات المنطوقة. لتعليم الطفل كلمة أو مفهوم ما، يجب التركيز على إيصال المعنى للطفل من خلال اللعب أو الإحساس (سماع، لمس، رؤية).
(2) توفير العديد من النماذج. يحتاج الطفل المصاب بمتلازمة داون تكرار الكلمات والأحداث مرارًا ليتعلم كلمة واحدة فقط. يجب ترديد ما يقوله الطفل وتقديم نموذجًا لمساعدته على ترسيخ الكلمة في ذهنه.
(3) توفير النماذج والمواقف الحقيقة. لكي يكون التواصل جزء من حياة الطفل، يقوم أحد الوالدين باستخدام الأنشطة والمواقف الواقعية واستغلالها ليتعلم طفلهم مفهوم ما مثلًا، عند تناول الطفل الطعام يستطيع الوالدان تعليم الطفل مسميات الطعام أو أسماء أعضاء الجسد عند الاستحمام أو حتى المفاهيم البسيطة (تحت، في، على) عند اللعب معه.
(4) القراءة للطفل. يساعد الوالدان ابنهم لتعليمه المفاهيم الجديدة عبر القراءة له عنها والقيام بجولات في الحي وشرح المواقف اليومية.
(5) تتبع ما يريده الطفل. إذا أظهر الطفل اهتمامه بشيء ما أو شخص أو حدث، يجب أن يقوم الوالدان بإخبار الطفل بالكلمة المناسبة لذلك المفهوم. هناك العديد من نقاط التحول الإيجابية التي سيلاحظها الوالدين على نطق طفلهم. سيستجيب الطفل عند سماعه صوتًا مألوفًا وسيميز الأشخاص وسيتفاعل مع الأصوات المختلفة ويصدر العديد منها وإطلاق أصوات خاصة ليشير لأمه وأبيه (بابا – ماما).
(6) يستمتع معظم الأطفال بالنظر إلى المرآة عن طريق إصدار الأصوات والتمتمة. يمكن للوالدين تطوير هذه المهارات وتطبيقها بفعالية داخل المنزل من خلال حضور جلسات المداخلة أو الكتب أو ورش العمل أو أخصائيي علاج النطق والتخاطب.
متى يجب البدء بزيارة أخصائي علاج أمراض النطق والتخاطب؟ وما المقصود بالتدخل اللغوي المبكر؟
يمكن زيارة اخصائي علاج أمراض النطق والتخاطب منذ فترة الرضاعة وقد يتضمن العلاج المقدم تحفيز صوتي ولغوي مصحوبًا باللعب والتغذية وتمارين حركية للفم وأساليب تدريبية أخرى ولابد من حضور العائلة باعتبارهم المعلم الرئيسي للطفل لعملية النطق والتخاطب. يطلق مسمى التدخل اللغوي المبكر للخدمات المقدمة للطفل منذ الولادة وحتى سن الثانية. وتعتبر خدمات علاج أمراض النطق والتخاطب أساس من خطة العلاج المتكاملة لنفس الفئة العمرية وقد تكون جلسات منزلية أو في المركز أو جزءًا من مهام فريق مكون من أخصائيي علاج طبيعي وبدني.
ويعتبر معظم أطفال داون مؤهلين للحصول على خدمات علاج أمراض النطق والتخاطب وقد يستمر تقديم الخدمات بعد سن الثالثة عن طريق برامج مدعومة تقدم في المدارس بالاشتراك مع iep (البرنامج التربوي المنفرد لذوي الإعاقة) أو المؤسسات المجتمعية أو الممارسين في القطاع الخاص أو العيادات الجامعية والمراكز الطبية ومصادر أخرى مختلفة.