الماء في الرئة
الماء في الرئة
يصاب بعض الأشخاص بمرض يعرف بين عامّة الناس باسم الماء على الرئة، أمّا مسمّى المرض العلمي والطبي فهو استسقاء الرئة، ويشخص المريض بإصابته باستسقاء الرئة نتيجة لتجمّع السوائل بداخل الرئتين، حيث تبدو هذه السوائل وكأنها مياه تحوم على الرئتين، ممّا يؤدي إلى صعوبة في التنفّس نظراً لعجز واضح في قيام الرئتين بوظيفتها الأساسية وهي تبادل الغازات، وغالباً ما يكون ذلك ناتجاً عن عدم قدرة القلب عل سحب السوائل الزائدة في الدورة الدموية التي تمر بالرئتين، أو نتيجة لتعرّض الرئتين لضر ما.
أعراض الماء في الرئة
تنقسم الأعراض المصاحبة لتكوّن الماء في الرئة إلى:
أعراض مبكرة
تظهر هذه الأعراض كإنذار وتنبيه لحدوث ضرر ما في الرئتين، وعادةً ما تكون واضحة ومميّزة، حيث يسهل على الطبيب تشخيص الإصابة بالماء في الرئة بمجرد ملاحظة الكحة القوية، مع بصق قطرات من الدماء أثناء ذلك، وضيق في النّفس، واصفرار الوجه، وخروج العرق بغزارة، وخروج بلغم على هيئة الزبد، مع شعور المريض بالقلق المستمر.
أعراض متأخرة
تأتي هذه الأعراض بعد أن تكون السوائل قد تجمعت بشكل كبير في الرئتين، ويكون المريض قد وصل إلى مرحلة متقدّمة ممّا يصعّب علاجه، وتتمثّل هذه الأعراض في التبوّل بشكل مستمرّ خاصةً في الليل، مع حدوث تورّم في الأرجل، مع عدم القدرة على التنفس عند الاستلقاء، مع التعرّض لحالات ضيق التنفس أثناء النوم، وفي حالة عدم تلقي العلاج المناسب قد يتطور ذلك إلى حالات من الإغماء المفاجئ.
تشخيص الماء في الرئة
يشكّ الطبيب المعالج بإصابة المريض بالماء في الرئة في الحالات التي تعاني من تاريخ طبي يتمثّل في الإصابة بأحد الأمراض المزمنة وأمراض الأوعية الدموية، بالإضافة إلى سماع الطبيب لصوت خشخشة عند فحص تنفس المريض، أو سماع دقة ثالثة لعضلة القلب، كما يلجأ الطبيب إلى إجراء عدد من الفحوصات للتأكد من إصابة المريض بالماء في الرئتين، وتتمثّل هذه الفحوصات في فحوصات الدم للالكتروليت والتي تعمل على قياس مستوى الصوديوم والبوتاسيوم، بالإضافة إلى فحوصات أنزيمات الكبد وفحوصات التخثر، وغيرها من الفحوصات، إلّا أنّ أفضل هذه الفحوصات تشخيصاً لوجود الماء في الرئة هو فحص الأشعة السينية للرئة، حيث تظهر هذه الأشعة أيّ زيادة في كمية السوائل الموجودة في حويصلات الرئتين أو الأوعية الدموية الموجودة هناك، أمّا في الحالات التي يتعذر فيها تحديد ذلك يلجأ الأطباء إلى تخطيط صدى القلب