الغش في الامتحانات سرقة جهد الآخرين من دون وازع
على الرغم من الإجراءات المشددة التي يتخذها المراقبون لامتحانات ، إلا أن بعض الطلاب بدؤوا بابتكار أساليب وتقنيات جديدة للغش، وعلى الرغم من تحريمه شرعاً، وعدم قبوله اجتماعياً، إلا أن بعضهم يعتبره من باب «الصديق وقت الضيق!. فهل تلجأ المراهقات إلى الغش في الامتحانات، وما هي الأساليب التي يتبعنها، وهل يعتبرن الغش تعاوناً فيما بينهن، أو أنه سرقة للجهد والتعب؟، وبالتأكيد، نحن ضد الغش بكافة أشكاله وانواعه ومهما كانت التقنيات والطرق التي
يخترعها الطلبة لذلك. فالمهم ان يجد المرء وينجح بتعبه وليس بتعب الاخرين. تاليًا وجهات نظر حول اساليب مرفوضة وأخرى مبررة للغش.
خدمة مقابل خدمة
بداية تقول فتاة،عمرها 16 سنة أغش حسب تساهيل الأمور، وانشغال المراقبة، ولو كنت مستعدة للمادة ومتمة لدراستها جيداً أعتبره حراماً، أما إذا لم أكن متأكدة من إجاباتي فـ (سأغش وستكون خدمة مقابل خدمة من صديقتي، فالصديق وقت الضيق.
سرقة للجهد
أما تقول فتاة،عمرها 21 سنة، فلها وجهة نظر مختلفة، تقول أنا لا أغش ولا أحب الغش إلا لو كانت صديقتي المقربة بحاجة لسؤال واحد فقط، فلا مانع من مساعدتها، ثقتي بنفسي كبيرة ودراستي ممتازة، ولست بحاجة لمثل هذه الحيل، وأعتبره سرقة للجهد وأفضل اجتنابه، ولست على قناعة بأن للغش علاقة بمسألة الصداقة، لندرجه تحت عنوان (الصديق وقت الضيق)
تحدد مصيري
بينما تقول فتاة،عمرها 17 سنة، قد تبرره مرة واحدة فقط، وتقول أنا بعمري لم أغش، ولم أستخدم أي طريقة غير شرعية للحصول على أي علامة، لكن هذه السنة هي التي تحدد مصيري، فإذا سنحت لي الفرصة لذلك، فلن أرفض، وأكيد سيقع اختياري على تعاون إحدى صديقاتي، وكما هو دارج (الصديق وقت الضيق) ولن يكون هناك حاجة لها إذا لم تساعدني الآن
محترفة غش
وتعترف فتاة،عمرها 19 سنة، بأساليبها للغش فتقول أنا محترفة (برشمة) منذ أن كنت بالصف السادس، واليوم وبعد دخولي الجامعة أعتبره فناً لا يتقنه أي شخص، وعندي أساليب خطيرة، مثل الكتابة على المريول بالرصاص، لف « المعلومات» على القلم تحت الغطاء، أو وضعها تحت الساعة، وآخر أسلوب هو الكتابة على غطاء الآلة الحاسبة. ولا أعتبر ذلك تضييعاً للجهد ولا سرقة، بل على العكس هي مساعدة، ومساعدة الآخرين واجبة، فالصديق عند الضيق.
محرم شرعا
وتقول فتاة طالبه جامعية: الغش محرم شرعا فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول «من غشنا فليس منا». فمن المؤكد أن من يريد شيئا محرما فيحلله على كيفه وهواه فهم يقولون هو تعاون وتضامن البعض مع البعض وتبادل المعلومات وهذا خطأ هو امتحان ولا يجوز أن نتبادل المعلومات فيه لانه مقياس لجهودنا الشخصية لا للجهود الجماعية ولو كان هذا الأمر محبذا لما وجدت امتحانات ولما وقف المراقبون لكي يراقبوا، وهم يعلمون ان هذا الشي خطأ ولكن رب عذر اقبح من ذنب، فليعتمد كل منا على نفسه. لماذا اسرق جهد غيري وبإمكاني ان اعتمد على نفسي واواظب على دروسي. كما يواظب غيري وهناك اساليب تخترع كثيرة جدا للغش فلو يشغلون تفكيرهم في القراءة أفضل لهم من هذه الابتكارات العجيبة.
ظاهرة متفشية
ويقول معلم في احدى المدارس، تحدد مختلف التشريعات المدرسية المنظمة للامتحانات مسؤولية الأطر الإدارية والتربوية في السهر على تنظيم الامتحانات والحفاظ على النظام العام، لضمان السير العادي لعمليات الامتحانات، كما تحدد واجبات وحقوق الممتحنين أثناء حصة الاختبار فمن حقوقهم توفير مناخ سليم لأداء الاختبارات وإنجاز المواضيع المطروحة في ظروف جيدة ومريحة، ومن واجباتهم احترام النظام العام وتجنب كل ما من شأنه أن يعكر صفو الامتحانات كالتشويش والإزعاج وعدم احترام المراقبين والمسؤولين على الامتحان والغش أو محاولة الغش؛ ما يؤدي بهم إلى عقوبات تأديبية وفق النصوص التشريعية المعمول بها في حالة المشاركة في الغش أو القيام بالغش بأي وسيلة كانت. وقد تكاثرت حالات الغش في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، وأضحى الغش ظاهرة متفشية في صفوف التلاميذ بجميع مراكز الامتحانات بشكل ملفت للنظر حيث يتمثل الغش في الامتحانات وإنجاز المواضيع الاختبارية في حصول التلميذ على الإجابة، أو المطلوب من السؤال وذلك عن طريق النقل من وثيقة جاهزة أو من مصدر آخر أو من زميل أو أي شخص آخر، لتمرير متطلبات دراسية دون اعتبار لتعلم المادة أو شعور شخصي بأهميتها لحياته و مستقبله . و يعتبر الغش سلوكا غير خلقي ينم عن نفس غير أمينة أو غير سوية، لا يؤتمن صاحبها، ولا ثقة فيه، ولا يصلح للقيام بأي مهمة في المجتمع مهما كان نوعها سياسية أو إدارية أو اجتماعية أو تربوية.
الاكثر تعقيدا
وترى محللة نفسية ان ظاهرة الغش تعد من أكثر المشاكل تعقيدا وأخطر الظواهر المتفشية في الوسط التعليمي التي يواجهها التعليم المدرسي والجامعي، وأوسعها تأثيراً على حياة التلميذ والطالب والمجتمع عامة، إذ ماذا يمكن انتظاره من شخص يغش نفسه ومحيطه الأسري والاجتماعي إن الغش يطال مجالات شتى في المجتمع، ولكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في المجال التربوي والتعليمي، و ذلك لعظيم أثره وشره على التلاميذ والمجتمع ككل، و من هذه الشرور والآثار السلبية استشراء الفساد والتأخر وعدم الرقي، ذلك أن المجتمعات لا تتقدم إلا بالعلم وبالشباب الصالح والمتعلم والمؤهل مهنيا والسوي أخلاقا. فإذا كان أفراد المجتمع لا يحصلون على الشهادات إلا بالغش، فماذا سوف ينتج المعتمدون على الغش؟ ما هي المسؤولية التي يتحملونها؟ وما هو الدور الذي سيقومون به للمساهمة في بناء المجتمع؟، لا شيء، بل غاية همهم وظيفة بتلك الشهادة المزورة يحققون من خلالها مآربهم واهدافهم التي رسموها بالغش كذلك. وهكذا تبقى الأمة متعثرة لا تتقدم بسبب الغش الذي ينخر جسدها وينهك جسمها. إن الغشاش، غدا، قد يتولى منصبا ، وربما يكون موظفا أو عاملا، و بالتالي سوف يمارس غشه في الوسط الذي يوجد فيه، بل ربما يعلم غيره الغش وخيانة المجتمع، إن الذي يغش سوف يرتكب كثيرا من المخالفات والجرائم إضافة إلى الغش والسرقة والخداع والكذب والاستهانة بالآخر وعدم الإخلاص في العمل وممارسة الظلم والتعدي على الآخرين. إن الوظيفة التي يحصل عليها الغشاش في الامتحانات بهذه الشهادة المزورة التي لايستحقها سوف يكون راتبها حراما، وأي حرام فالنار أولى به وكما أن التلميذ كلما أعفى نفسه من التذكر والاهتمام بالدروس داخل الفصل وخارجه، وأعفى نفسه من المراجعة والأجتهاد والتمرن على الإنجاز والكتابة والبحث، فإن مستواه المعرفي لن يزيد إلا تدهورا، وسوف يحصل على الشهادة وهو خاوي الوفاض أكاديميا وغير مؤهل مهنيا للقيام بأي عمل، فتفقد الثقة في الشهادات وفي قدرات حاملها ومؤهلاته الفكرية والمعرفية والمهاراتية وايضا تعاون التلاميذ على الغش هو من باب التعاون على الإثم والعدوان والخيانة والمعصية والمنكر وغير ذلك من الصفات الذميمة، حيث يؤدي الغش إلى انحطاط الأخلاق والمجتمع.