العناصر الكيميائيّة الأكثر شهرةً
يعتبر الزئبق أحد العناصر الكيميائيّة الأكثر شهرةً بين الناس وهذا لاستخداماته المتعدّدة في الصناعة والتطبيقات المختلفة حول العالم، وفي الاستعمالات اليوميّة والتي ربما يعتبر أشهرها لدى العديد من الناس هو ميزان الحرارة الزئبقي المستخدم في قياس درجات الحرارة، وللاستخدامات الطبيّة، وقياس درجة حرارة الجو وغيرها، فالزئبق يوجد في الطبيعة في حالته السائلة والتي يكون فيها فضي اللون، والزئبق هو من العناصر التي اكتشفت منذ قديم الزمان فقد كانت الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونيّة، والاغريق، والرومان وغيرهم يستعملون هذا العنصر ويسمونه بتسمياتٍ مختلفةٍ.
ويعتبر الزئبق أحد العناصر عالية الكثافة، ولهذا السبّب ولوجوده في الحالة السائلة يتمّ استخدامه في الموازين المختلفة كميزان الضغط ومقياس الحرارة وغيرها من التطبيقات المختلفة، وهذا لأنه يحتل مساحةً أصغر بكثير ممّا يحتلها سائلٌ آخر، فعندما كان الماء يُستخدم على سبيل المثال في قياس الضغط كان ارتفاع ميزان الضغط يقاس بالأمتار حيث يصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار وهو ارتفاع عالٍ جداً وليس عمليّاً للتعامل معه في القياسات المختلفة، ولهذا السبب يتم استخدام الزئبق عالي الكثافة في مثل هذه التطبيقات.
أمّا أحد التطبيقات الأخرى التي يتم استخدام الزئبق فيها مصابيح الفلوريسنت، والتي يتم استعمال بخار الزئبق فيها، فبسبب خصائص الزئبق الكهربائيّة يقوم بإطلاق أشعةٍ فوق بنفسجية تقوم بالتحول إلى شعاع أبيض عند اصطدامها بالمادة الفلورية الموجودة على السطح الداخلي للمصباح، أمّا في جسم الإنسان فلم يتوصل العلماء إلى أي أهميةٍ للزئبق بل إنّه على العكس تماماً يعتبر أحد العناصر السامّة التي قد تؤدي إلى أضرارٍ كبيرةٍ في الدماغ وخاصةً عند استنشاقها في الحالة البخارية كما يحدث عندما ينكسر ميزان حرارةٍ زئبقي أو مصباح فلوريسنت، وهو ما أدّى بعض المناطق في العالم إلى حظر بيع الموازين التي تستخدم الزئبق والحدّ من استعمال الزئبق في المجالات الطبيّة على وجه التحديد كحشوات الأسنان الفضيّة التي تحتوي على نسبة خمسين بالمائة تقريباً من الزئبق.
ويعتبر الزئبق أحد العناصر النادرة الوجود في القشرة الأرضية، ولكن ولأن الزئبق لا يرتبط أو يختلط مع الخامات الأخرى في القشرة الأرضية يقوم الزئبق بالتركّز في أماكن معينة في القشرة الأرضيّة، حيث تحتوي خامات الزئبق العالية التركيز على ما يقارب 2.5% من الزئبق وحتّى الأقل تركيزاً من خامات الزئبق على 0.1% من الزئبق، كما ويتواجد الزئبق في بعض الأماكن في العالم كروسيا، وأمريكا، والصين التي تعتبر من أكبر مستخرجي ومنتجي الزئبق في العالم بحيث قامت بإنتاج ما يقارب 1160 طن من الزئبق في عام 2006م.