التعليمي

تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة

يقول الله تعالى في كتابه الكريم في أول آية نزلت من الكتاب: “اقرأ باسم ربك الذي خلق” إشارة منه إلى وجوب العلم والتعلم بالقراءة والكتابة على جميع البشر، فأوجبها على قوم العرب الذي كانوا بصحبة النبي وأوجبها على المسلمين من بعدهم كافة صحيحهم ومصابهم، ولما كان من أثر التعليم المهم في عصرنا المتقدم اليوم الذي بدأت فيه الأمية تختفي إلى غير رجعة بإذن الله، كان التفات العالم واجبًا إلى وهم ذوي الاحتياجات الخاصة لتعليمهم والعلو بهم من وحل الجهل وظلماته إلى نور المعرفة وضيائها.

من الفوائد التي تعود على المجتمع بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، أن تعطيهم الفرصة الكبيرة في ممارسة حقوقهم الآدمية في مجتمع مدني قادرين على ممارسة حقوقهم في العلم والعمل والابداع والانتاج في هذا المجتمع، مما يثمر على المجتمع بكثير من الطاقة المبذولة من طرفهم لخدمة المجتمع والسهر على حمايته والتقدم به.

يجب النظر دائمًا إلى أن تعليمهم ينبغي أن يكون له مدارس ومعاهد خاصة تراعي كل فئة منهم، فأصحاب مشكلة السمع يتم تعليمهم لغة الإشارة والقراءة والعمل، وإعطائهم الفرصة لهم في الإبداع، وأصحاب مشكلة البصر تعليمهم لغة براين والتحدث والسماع والتعامل مع المجتمع وإعطائهم مهام تناسبهم، أمّا من كانت المشكلة في العقل، فمعاهد تدعمهم وتساعدهم في تجاوز تلك العقبة ليصبحوا فاعلين ومنتجين في مجتمعهم؛ فينفعوا أنفسهم ويحققوا ذاتهم وينفعوا مجتمعاتهم بعطائهم وإبداعهم.

من المهم أيضًا إعطائهم الفرصة على الاختلاط بالمجتمع والمدارس والمعاهد العادية ليتعلموا فن التواصل مع المجتمع، ويبنوا شخصيتهم الخاصة ومهاراتهم الحياتية، ويستشعروا بوجودهم وأهميتهم في المجتمع، وعلى المجتمع أن يدفع لهم ثمن ما فعلوه بهم فهم السبب في وصولهم لهذه الحالة بإهمالهم لهم منذ الصغر أو حتى الفحوص الطبية وإجبار المقبلين على الزواج من اجتيازها والتحريز عليها قدر المستطاع، فيقدم المجتمع بعض ما يعتذرون به أمام الله عن خطئهم وأمام من أصابهم هذا الأمر، ويضعوهم في مكانهم المناسب في المجتمع دون نظرة احتقار أو تقليل.

ولعل البعض يقول بعدم قدرتهم على النجاح مع النقص الذي يملكونه، ولكن كل من تعلموا من هذه الفئة أثبتوا وجودهم وعنوانهم بقدرة عالية، فاستطاعوا خوض مضامير الحياة والإبداع فيها، فنسمع كثيرًا عن مصاب بفقد البصر حفظ القرآن ويتقنه وصوته جميل فيه ويؤم الناس هنا وهناك، ونسمع عن مصاب بفقد قدميه ولكنه مصور بارع من فوق كرسيه المتحرك، يسجل أفضل الصور ويحقق أفضل الجوائز، ونسمع عن بيتهوفن ذلك الأصم الذي أسمع العالم اتحوفات موسيقية لم يستطع أهل السماع حتى اليوم أن ينتجوا مثلها، أو دافنشي المصاب بالمرض العقلي الديسلكيا الذي أدهش العالم برسماته الشهيرة بالغة الإتقان، أو نيوتن المصاب بنفس مرض دافنشي الذي وضع للعالم قوانين رائعة في الفيزياء والحركة والأمثلة تطول وتطول… وكما تقول القاعدة ما نقدمه لهم من علم يعود على المجتمع من عمل وإبداع… فيجب أن لا نبخل بما نستطيع.

زر الذهاب إلى الأعلى