(الجبل الأشم)
:: يوم أمس، مُخاطباً حفل إفتتاح مركز صحي السلمابي بحي إمتداد ناصر، والي الخرطوم : (مأمون حميدة واقف كالجبل الأشم رغم الانتقادات).. لقد صدق والي الخرطوم، بدليل رفض الدكتور حسن بشير، مدير صندوق الدواء الدائري بولاية الخرطوم، المثول أمام لجنة التحقيق المركزية التي شكلها مجلس الأدوية والسموم، ثم برر الرفض بالنص : (ما جاي، مأمون شكل لي لجنة)، ..خلاص .. أي بتعليمات من الجبل الأشم رفض مدير صندوق الدواء الدائري المثول أمام لجنة التحقيق ..!!
:: ولترسيخ القضية في الأذهان، قلت بأن لإحدى الشركات السعودية دواء يسمى (روفيناك)، ويباع للمستهلك بـ(160 جنيهاً).. ولكن باع وكيلها- شركة دال الدوائية – مائة ألف صندوق من هذا الدواء لصندوق الدواء الدائري بولاية الخرطوم، بسعر (70 جنيهاً)، أي بنسبة تخفيض بلغت (52%) عما عليه في الصيدليات.. وبدلاً عن توزيعها للمرضى بهامش ربح مناسب، باع الصندوق كل الكمية لصيدليات الهلالي، بسعر (75 جنيهاً)، وهذا مخالفٌ للقانون وغير أخلاقي.. !!
:: ثم باعتها صيدليات الهلالي لسمسار بسعر (80 جنيهاً).. ثم باعها السمسار لشركة توزيع بسعر (82 جنيهاً)، لتوزعها إلى الصيدليات ، بحيث يباع للمواطن بـ(160 جنيهاً).. فرق السعر ما بين سعر الوكيل وسعر الصيدليات – 80 جنيهاً – ذهب لخزائن القطط السمان.. وبعد أن سحب ترخيص صيدليات الهلالي، شكل مجلس الأدوية لجنة تحقيق برئاسة مولانا محمد علي حمزة المستشار القانوني بوزارة العدل…ولكن بتوجيه من الجبل الأشم، رفض مدير الصندوق المثول أمام لجنة التحقيق المركزية.. !!
:: والمضحك، بعد توجيه مدير الصندوق بعدم المثول أمام لجنة التحقيق المركزية، شكل الجبل الأشم لجنة تحقيق لذات المدير في ذات القضية.. نعم، فالصندوق الذي يًتاجر في أدوية البلد تابع للجبل الأشم، ومع ذلك شكل لجنة تحقيق بحيث تكون (الخصم والحكم).. والمدهش، قبل أن تجتمع لجنته وتبرئ الصندوق، سبقها في الإعلان عن البراءة قائلاً لصحف الأمس : (الحديث عن وجود فساد بصندوق الدواء شوشرة لا معنى لها، والصندوق مثالٌ يُحتذى به في تقديم الخدمات الدوائية).. !!
:: ومن بطولات الجبل الأشم، ما جاء بصحف الأمس .. (لجنة اتحادية لاسترجاع المستشفيات المرجعية، وحميدة يرفض التعامل معها)، هكذا الخبر الجديد .. نعم، لقد خاطب الجبل الأشم وزير الصحة الاتحادية (رافضاً) ..والشاهد، قبل وزارة الصحة الاتحادية، وتوطئة لتنفيذها،برئاسة الدكتور صلاح سوار الذهب، ناقشت لجنة الصحة بالبرلمان – قبل أسابيع – توصية إلغاء آيلولة المشافي والمراكز إلى الولايات، وهي من توصيات مؤتمر الحوار الوطني .. وهذا يعني أن السادة بكل أجهزة الدولة يسعون لتنفيذ توصية (إلغاء الأيلولة)، ما عدا الجبل الأشم الذي يسعى لتعطيل هذه التوصية ..!!
:: وفي الخاطر، عندما هاجم الجبل الأشم الوزارة الاتحادية – قبل أشهر – بالنص : ( الموضوع انتهى، وكل المستشفيات آلت لولاية الخرطوم، والصحة الإتحادية بتشاغل ساي، وفي ذلك مضيعة للزمن)، كنت قد انتقدته..وقلت فيما قلت بأن مراجعة قرار إيلولة المراكز و المشافي المرجعية، بحيث تعود كما كانت، ليست من مطالب وزارة الصحة الاتحادية،بل هي من توصيات الحوار الوطني التي تواثقت على تنفيذها كل القوى السياسية، ثم وجه مجلس الوزراء – وزارة الصحة الاتحادية – بتنفيذها .. ولقد أخطأت التقدير، بحيث لم أكن على علم بأن هذا الجبل الأشم أقوى من البرلمان ومجلس الوزراء والحوار الوطني (ذاتو)..!!