التدخين والحمل
التدخين للحامل
من المعروف مدى الضرر الذي يسببه التدخين للصحة فهو تهديدٌ مباشرٌ للحياة، ومع ذلك لا يزال من أكثر العادات السيئة انتشاراً، والأسوأ أنّها منتشرة لدى النساء أيضاً، وهذا ما يشكل خطراً مضاعفاً عندما تمرّ المرأة في فترة الحمل، وبعض النساء يعرفون أنّ هذا خطر عليهم وعلى الجنين لكنهم لا يستطيعون الإقلاع عن هذه العادة.
مخاطر التدخين على الحامل
التبغ يحتوي على سموم متنوّعة، ومن هذه المواد النيكوتين المسبّب لأمراض السرطان والرئة، وعندما تستشقها المرأة تصل السموم المواد الكيميائية إلى الطفل.
فما هو مؤكد علمياً أنّ الأم الحامل عندما تدخن تعرّض طفلها لمخاطر جمّة، وتعد نسبة حدوث مشاكل لدى الأطفال لأم مدخنة 25%، وترتفع النسبة لتصل إلى 65% إن كانت الأم مفرطة في التدخين.
يزيد تدخين الأم الحامل من نسبة حدوث الإجهاض والنزيف وموت الجنين أو وفاة الطفل بعد الولادة، ونسبة الوفيات في الأسبوع الأول للأطفال من أم مدخنة أكثر بثلاث مرّات من وفاة الأطفال لأم غير مدخنة، فترتفع النسبة لأكثر من 35% إن كانت الأم من النساء اللواتي يدخنّ أكثر من علبة في اليوم.
يتسبب التدخين في ولادة الأطفال قبل أوانهم، ويكونون أصغر من المُعتاد، فيزن الطفل للأم المدخنة مئتي غرام، وهو أقل من الطفل للأم غير المدخنة، فالأم المدخنة نسبة انجابها طفل صغير الحجم هي أكثر من الأم غير المدخنة بثلاث مرات، فامتناع الأم وسيطرتها على هذا الادمان يقلل من نسب اصابة أطفالهم بالسكري أو داء الضغط في سن مبكرة.
تقول الدراسات الطبية أنّ السجائر تحتوي على أكثر من أربعة آلاف مادة كيميائية، منها مواد تصنف بالخطرة جداً، مثل السيانيد، وعلى الأقل ستين مادة توصف بالمسرطنة، وعندما تدخن الأم تنتقل السموم عبر الدم إلى الجنين، فيمتصها مع الغذاء والأكسجين الذي يستهلكه من جسم الأم.
من المهم ذكر أنّ النيكوتين يؤثر على كميات الأكسجين التي يستهلكها الجنين من أمّه، فتضيق الأوعية الدموية في جسمه وبالأخص التي تصل إلى المشيمة، فيكون الأمر وكأن الأم تجبر طفلها على التنفس من قشّة ضيّقة، ولا تسمح له بالتنفس بعمق.
أظهرت الدراسات أنّ الحمل خارج الحمل له علاقة بكون الأم مدخنة حيث يحدث إخصاب البويضة خارج الرحم، ويقلل من فرص حدوث الحمل مرة أخرى، كما يزيد من فرص تشكّل طفل مشوّه خلقياً، كما تزيد نسبة إصابة الأطفال بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشُعب الهوائية.
يقلل التدخين من نسب إدرار الحليب فيصب الحليب الطبيعي غير كافٍ للطفل، ممّا يجعل الطفل غير مُكتفٍ من حليب أمّه فتلجأ إلى الحليب الطبيعي، وهذا يقلل من مناعة الطفل.
على الأم أن تعرف أنها في حال توقفت عن التدخين فستحسن حالة طفلها فوراً، فستنظف رئتيها وترفع نسبة الأكسجين لتعود إلى وضعها الطبيعي.