اشعار وابيات عن الغزل
نزار قبّاني
شاعر الحبّ والحرب، امتاز بقصائدة الرّائعة التي تم تحويلها إلى أغانٍ خالدة. تحدّث في شعره عن الحبّ، والمرأة، والحرب، والظّلم، وغيرها من قضايا الوطن العربي المعاصر، وامتاز شعره بالوضوح والصّدق في المشاعر.
أجمل قصائد نزار قبّاني
من الصّعب أن نزعم أيّ القصائد أجمل، لكن نختار لكم باقة من جميل شعره علّها تنال إعجابكم.
كلمات
يُسمعني حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسـودُ في عيني
يتساقـطُ زخاتٍ، زخات
يحملـني معـهُ، يحملـني
لمسـاءٍ ورديِ الشُّرفـات
وأنا كالطّفلـةِ في يـدهِ
كالرّيشةِ تحملها النّسمـات
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ
بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات
يهديني شمسـاً، يهـديني
صيفاً، وقطيـعَ سنونوَّات
يخـبرني أنّي تحفتـهُ
وأساوي آلافَ النّجمات
و بأنّـي كنـزٌ، وبأنّي
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوّخـني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ، أعودُ لطـاولـتي
لا شيءَ معي، إلّا كلمات
رسالة حبّ صغيرة
حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ
أقولُهُ، لديَّ شيءٌ كثيرْ
من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي
وكلُّ ما فيكِ أميرٌ، أميرْ
يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي
ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ
هذي أغانيَّ و هذا أنا
يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصّغيرْ
غداً إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ
واشتاقَ مِصباحٌ وغنّى سرير
واخْضَوْضَرَتْ من شوقها أحرفٌ
وأوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ
فلا تقولي: يا لهذا الفتى
أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ
واللّوزَ، والتّوليبَ حتّى أنا
تسيرُ بِيَ الدّنيا إذا ما أسيرْ
و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ
إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
غداً يراني النّاسُ في شِعْرِهِ
فَمَاً نَبيذِيّاً، وشَعْراً قَصيرْ
دعي حَكايا النّاسِ لَنْ تُصْبِحِي
كَبيرَةً إلّا بِحُبِّي الكَبيرْ
ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ
لو لَمْ تكنْ عَيناكِ، ماذا تصيرْ؟
خمس رسائل إلى أمّي
صباحُ الخيرِ يا حلوة
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوة
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّة
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النّعناعِ والزّعتر
وليلكةً دمشقيّة
أنا وحدي
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التّعبِ
وطفتُ الهندَ، طفتُ السّندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمّي
أيا أمّي
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ، فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ
تلكَ الطّفلةُ الطّفلة
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها
ويطعمها
ويغمرها برحمتهِ
وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ
وتسألُ عن جريدتهِ
وتسألُ –حينَ يأتي الصّيفُ-
عن فيروزِ عينيه
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ
دنانيراً منَ الذّهبِ
سلاماتٌ
سلاماتٌ
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرّحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ، فرحةِ (ساحةِ النّجمة)
إلى تختي
إلى كتبي
إلى أطفالِ حارتنا
وحيطانٍ ملأناها
بفوضى من كتابتنا
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرّشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ يا أمي
ووجهُ دمشقَ
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا
وينقرنا
برفقٍ من أصابعنا
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ
قد زُرعت بداخلنا
كأنَّ مشاتلَ التّفاحِ
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا
أتى أيلولُ يا أماهُ
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ، أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ؟
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرّحمنُ مثواهُ
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشّمشيرِ
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً
من ضفائره صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ.
لا بد أن أستأذن الوطن
يا صديقتي
في هذه الأيام يا صديقتي
تخرج من جيوبنا فراشة صيفيّة تُدعى الوطن
تخرج من شفاهنا عريشة شامية تُدعى الوطن
تخرج من قمصاننا
مآذن، بلابل، جداول، قرنفل، سفرجل
عصفورة مائيّة تُدعى الوطن.
أريد أن أراك يا سيدتي
لكنّني أخاف أن أجرح إحساس الوطن
أريد أن أهتف إليك يا سيّدتي
لكنّني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن
أريد أن أمارس الحبّ على طريقتي
لكنّني أخجل من حماقتي
أمام أحزان الوطن.
القصيدة الدمشقيّة
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
ألا تزال بخير دار فاطمة
فالنّهد مستنفرٌ والكحل صبّاح
إنّ النّبيذ هنا نارٌ مُعطّرة
فهل عيون نساء الشّام أقداح
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
وللمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـا
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ “أبي المعتزِّ” منتظرٌ
ووجهُ “فائزةٍ” حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
حتّى أغازلها والشّعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً وأجزائي مبعثرةٌ
فوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتّى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التّاريخِ أفراحُ؟
والشّعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشّعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
على دفتر
سأجمع كلّ تاريخي
على دفتر
سأرضع كلّ فاصلة
حليبَ الكلمةِ الأشقرْ
سأكتبُ لا يهمُ لمنْ
سأكتبُ هذه الأسطرْ
فحسبي أن أبوح هُنا
لوجه البَوْح لا أكثَرْ
حروفٌ لا مباليةٌ
أبعثرها
على دفترْ
بلا أملٍ بأن تبقى
بلا أملٍ بأن تُنشرْ
لعلَّ الرّيحَ تحملُها
فتزرع في تنقّلها
هنا حرجاً من الزّعترْ
هنا كرْماً
هنا بيدرْ
هنا شمساً
وصيفاً رائعاً أخضرْ
حروفٌ سوف أفرطها
كقلب الخَوخة الأحمرْ
لكلّ سجينة تحيا
معي في سجني الأكبرْ
حروفٌ
سوف أغرزها
بلحم حياتنا خنجرْ
لتكسر في تمرّدها
جليداً
كان لا يُكْسر
لتخلعَ قفلَ تابوتٍ
أُعِدَّ لنا لكي نُقْبَرْ
كتاباتٌ أقدّمها
لأية مهجةٍ تشعُرْ
سيسعدني إذا بقيتْ
غداً مجهولةَ المصدرْ.
أحاولُ إنقاذَ آخِرِ أُنْثَى قُبَيْلَ وُصُول التّتارْ
أَعُدُّ فناجينَ قهوتِنَا الفارغاتِ
وأمضَغُ
آخرَ كَسْرَةِ شِعْرٍ لديَّ
وأضربُ جُمْجُمَتي بالجدارْ
أعُدُّكِ جُزءاً فجزءاً
قُبيلَ انسحابكِ منّي، وقَبْلَ رحيلِ القطارْ.
أعُدُّ أناملكِ النّاحلاتِ،
أعدُّ الخواتمَ فيها
أعدُّ شوارعَ نَهْدَيكِ بيتاً فبيتاً
أعُدُّ الأرانبَ تحت غِطاءِ السّريرِ
أعدُّ ضلوعَكِ، قبلَ العِناقِ وبعدَ العناقِ
أعُدُّ مسَاَمات جِلْدِكِ قبل دُخُولي، وبعد خُرُوجي
وقبلَ انتحاري
وبَعدَ انتحاري.
أعُدُّ أصابعَ رِجْلَيكِ
كي أتأكَّدَ أنّ الحريرَ بخيرٍ
وأنَّ الحليبَ بخيرٍ
وأنَّ بيانُو (مُوزارْتٍ) بخيرٍ
وأنَّ الحَمَام الدمشقيَّ
مازالَ يلعبُ في صحن داري.
أعُدُّ تفاصيلَ جِسمِكِ
شِبراً فشِبرا
وبَرَّاً وبَحْرا
وساقاً وخَصْرا
ووجهاً وظهرا
أعُدُّ العصافيرَ
تسرُقُ من بين نَهْدَيْكِ
قمْحاً، وزهْرَا
أعُدُّ القصيدةَ، بيتاً فبيْتاً
قُبيْلَ انفجار اللُّغاتِ،
وقبلَ انفجاري.
أحاولُ أن أتعلَقَ في حَلْمَة الثدْيَ،
قبل سُقوط السَّمَاء عليَّ،
وقبل سُقُوط السِّتَارِ.
أُحاولُ إنقاذَ آخرِ نهْدٍ جميلٍ
وآخرِ أُنثى
قُبيلَ وُصُولِ التَّتَارِ
أقيس مساحةَ خَصْركِ
قبل سُقُوط القذيفةِ فوق زجاج حُرُوفي
وقبلَ انْشِطاري
أقيسُ مساحةَ عِشقي فأفشلُ
كيفَ بوسع شراعٍ صغيرٍ
كقلبي
اجتيازَ أعالي البِحَارِ؟
أقيسُ الذي لا يُقاسُ
فيا امرأةً من فضاء النُّبُوءَاتِ
هل تقبلينَ اعتذراي؟
أعُدُّ قناني عُطُوركِ فوق الرُّفُوفِ
فتجتاحُني نَوْْبةٌ من دُوارِ
وأُحصِي فساتينكِ الرّائعاتِ
فأدخُلُ في غابةٍ
من نُحاسٍ ونارِ
سَنَابلُ شَعرِكِ تُشْبِهُ أبعادَ حُرّيتي
وألوانُ عَيْنَيْكِ
فيها انْفِتَاحُ البَرَاري.
أيا امرأةً لا أزالُ أعدُّ يديها
وأُخطئُ
بينَ شُرُوق اليدينِ وبينَ شُرُوق النَّهَارِ
أيا ليتَني ألتقيكِ لخَمْسِ دقائقَ
بين انْهِياري وبينَ انْهِياري
هي الحَرْبُ تَمْضَغُ لحمي ولَحْمَكِ
ماذا أقولُ؟
وأيُّ كلامٍ يليقُ بهذا الدَّمَارِ؟
أخافُ عليكِ، ولستُ أخافُ عليَّ
فأنتِ جُنُوني الأخيرُ
وأنتِ احتراقي الأخيرُ
وأنتِ ضريحي وأنتِ مَزَاري
أعُدُّكِ
بدءاً من القُرْطِ، حتَّى السِّوارِ
ومن منبع النَّهْرِ حتّى خليجِ المَحَارِ
أعدُّ فناجينَ شهوتنا
ثمّ أبدأُ في عَدِّها من جديدٍ.
لعلّي نسيتُ الحسابَ قليلاً
لعلّي نسيتُ الحسابَ كثيراً
ولكنّني ما نسيتُ السّلامَ
على شجر الخَوْخ في شفتيكِ
ورائحةِ الوردِ، والجلَّنارِ.
أُحبُّكِ
يا امرأةً لا تزال معي في زمان الحصارِ
أُحبُّكِ
يا امرأةً لا تزالُ تقدِّمُ لي فَمَها وردةً
في زمانِ الغُبَارِ.
أحبُّكِ حتّى التقمُّصِ، حتّى التوحُّدِ،
حتّى فَنَائيَ فيكِ، وحتّى اندثاري.
أُحِبُّكِ
لا بُدَّ لي أن أقولَ قليلاً من الشّعرِ
قبلَ قرارِ انتحاري.
أُحبُّكِ
لا بُدَّ لي أن أحرِّرَ آخرَ أُنثى
قُبيلَ وصول التَّتَارِ.
إنَّهُمْ يخطفونَ اللّغة، إنَّهُمْ يخطفونَ القصيدةْْ
لا أدري ماذا أكتُبُ إليكِ؟
وفي زمن اللّاحوارْ
لا أعرفُ كيف أحاورُ يديْكِ الجميلتينْ.
وفي زمن الحُبّ البلاستيكيّْ
لا أجِدُ في كلِّ لغات الدّنيا
جُمْلةً مُفيدَهْْ
أزيّنُ بها شَعْرَكِ الطريّْ
كصُوف الكشْميرْ.
فالأشجارُ ترتدي الملابسَ المُرقَّطة
والقَمَرْ
يلبسُ خُوذَتّهُ كلَّ ليلَةْ
ويقوم بدَوريَّةِ الحراسة
خلفَ شبابيكنا
مخفرُ بوليسٍ كبيرْ
لكي نُثْبِتَ:
أنّنا لا نقربُ النِّساءْ
ولا نتعاطى إلاَّ العَلَفَ والماءْ
ولا نعرفُ شيئاً عن زرْقَة البحرْ
وتُوركوازِ السَّمَاءْْ.
وأنّنا لا نقرأ الكُتُبَ المقدَّسة
وليس في بيوتنا
مكتبةٌ ولا دفاترُ ولا أقلامُ رصاصْ
وأنّنا لا نزالْ
(أمواتاً عند ربِّهِم يُرْزَقُونْ).
في هذا الزَّمن الذي باع كُلَّ أنبيائِهْ
ليشتريَ مكيِّفاً للهواءْ
ليقتنيَ جهازَ فيديو
وقصيدةَ الشّعرْ بحذاءْ
في هذا الزّمن المُدجَّجِ بموسيقا الجاز
وسراويل الجينزْ
وشيكّات (الأميركان إكسبرسْ).
في هذا الزّمن الذي يعتبر سيلفستر ستالوني
أعظمَ من الإسكندر المقدوني
ويصبحُ فيه مايكل جاكسونْ
أكثرَ شعبيةً من السيِّد المسيحْ
أشعرُ بحاجةٍ للبكاء على كتفيكِ
قبل أن يفترسنا عصرُ الفورمايكا
وعصرُ تأجير الأرحامْ
أشعرُ بحاجةٍ، يا حبيبتي،
لقراءةِ آخرِ قصيدةِ حُبٍٍّ، كتبتُها
قبلَ أن تُصبحي آخرَ النّساءْ
وأصبحَ أنا
آخرَ حيوانٍ يقرضُ الشِّعْر.
في زمن الميليشيّات المثقَّفَة
والكتابات المُفَخَّخَهْ
والنّقد المُسلَّح
في زمن الأيديولوجياتِ الكاتمةِ للصّوتْ
والفتاوى الكاتمةِ للصّوتْ
بسبب أنوثتها
وخَطفِ المرأةِ
بسبب شمُوخ نَهْديْها
وخَطْفِ اللّغَةْ
بسبب أسفارها الكثيرةِ إلى أوروبا
وخطفِ الشّاعرْ
بسبب عَلاقاتِهِ المشبُوهَة
مع رامبو، وفيرلين، وبول إيلور، ورينه شارْ
وغيرهم من الشّعراء الصليبييّنْ
في زمن المسدّس الذي لا يقرأ ولا يكتُبْ
أقرأُ في كتاب عينيكِ السّوداوَينْ
كما يقرأ المعتقلُ السياسيّْ
كتاباً ممنوعاً عن الحريّة
وكما يفرح المسجون
بعلْبَةِ سجائرٍ مُهرَّبةْ
في زمن هذا الإيدز الثقافيّْ
الذي أكل نصفَ أصابعنا ونصفَ دفاترنا
ونصفَ ضمائرنا
في زمن التّلوث الذي لم يترك لنا غصناً أخضر
ولا حرفاً أخْضَرْ
في زمن الكَتَبَةِ الخارجينَ من رحمِ النَّفْطْ
والبقيّةُ تأتي.
صارَ فيه (وُوْل سترِيتْ)
أهمَّ من سُوق عُكاظْ
وسلطانُ بن بروناي
أهمَّ من أبي الطيب المُتنبِّي
كما تلتجيءُ الحمامةُ إلى بُرْج كاتدرائية
وكما تتخبّأُ غَزَالَةٌ بين القَصَبْ
من بواريد الصيَّادينْ.
في عصر أدبِ الأنابيبْ
والأدباءِ الذين تُربِّيهُمُ السّلطةُ في الأنابيبْ.
في زَمَنٍ صار فيه الغَزَلُ بالكومبيوتر
واللُّواطُ الفكريّ بالكومبيوتر
وهزُّ الأرْدَاف بالكومبيوترْ
وهزُّ الأقلام بالكومبيوترْ
في هذا الزّمن الذي تساوت فيه تسعيرةُ الكاتب
وتسعيرةُ المومِسْ.
حيثُ السّباحةُ لا تزالُ ممكنَة
في زَمَنٍ يخافُ فيه القلمُ من الكلام مع الورقَهْ.
ويخافُ فيه الرّضيعُ من الاقتراب من ثدي أُمّه
ويخافُ فيه اللّيلُ أن يمشيَ وحدَهُ في الشّارع
وتخافُ فيه الوردةُ من رائحتها
والنَّهْدَانِ من حَلْمَتَيْهِمَا
والكُتُبُ من عناوينها
في زمنٍ لا فَضلَ فيه لعربيٍّ على عربيّْ
إلاَّ بالقدرةِ على الخوفْ
والقدرةِ عل البُكَاءْ
أنادي عليكِ
والتي كتبتها على دفترٍ مدرسيٍّ صغيرْ
حتّى لا يسقطَ بين أنياب المتوحِّشِينْ.
في زَمَنٍ
سافر فيه اللهُ دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ.
أتوسَّلُ إليكِ
أن تظلّي معي.
حتّى تظلَّ السّنابلُ بخير
والجداولُ بخَيرْ
والحريَّةُ بخيْر
وجُمْهُوريةُ الحبِّ رافعةً أعلامَها
بكل الكلمات التي أحفظُها من زمن الطّفولة
والتي كتبتها على دفترٍ مدرسيٍّ صغيرْ
طَمَرتُهُ في حديقةِ البيت
حتّى لا يسقطَ بين أنياب المتوحِّشِينْ.
في زَمَنٍ
سافر فيه اللهُ دونَ أن يتركَ عُنْوانَهْْ
أتوسَّلُ إليكِ
أن تظلّي معي.
حتى تظلَّ السّنابلُ بخير
والجداولُ بخَيرْ.
والحريَّةُ بخيْر.
وجُمْهُوريةُ الحبِّ رافعةً أعلامَها.
افتراضاتٌ رماديّة
صَعْبٌ عليَّ كثيراً
أن أتصوَّرَ عالماً لا تكُونينَ فيهْ
صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ
بحراً لا يلبسُ قُبَّعتهُ الزّرقاءْ
أو قَمَراً لا يستحِمُّ برَغْوَة الحليبْ
أو نجمَةً لا تلبسُ أساورَها
أو بَجَعَةً لا تحترفُ رقْصَ (الباليهْ)
أن تدورَ الكواكبُ،
وأن ترتفعَ السنابلْ،
وتتكاثرَ الأسماكْ،
وتُثرثرَ الضّفادعُ النهريَّةْ،
وتُغنّيَ صراصيرُ الغابةْ،
وتستديرَ أكوازُ الصُنَوبَرْ،
وتشتعلَ أشجارُ الكَرَزْ،
دون إشارةٍ منكْ.
صَعْبٌ جداً.
أن يكونَ هناكَ فصولٌ أربعةْ
إذا لم تقرأي عليها مزاميرَكِ
صَعْبٌ جداً
أن تنجحَ ثورةٌ،
أو يَشْتَهِرَ رَجُلٌ
أو تطيرَ حَمَامَةٌ
دون إرادة نَهْدَيْكِ
صَعْبٌ جداً.
أن يسقُطَ مَطَرٌ
خارجَ أقاليمكْ
ويصيحَ ديكٌ، لا يقفُ كالمَلِكْ
على بياض رُكْبَتَيْكِ.
صَعْبٌ عليْ
صَعْبٌ عليَّ كثيراً
أن أتصوَّرَ تاريخاً لا يُؤرِّخُكِ
وكتابةً لا تكتُبُكِ
وقصيدةً لا تُشكّلينَ إيقاعها الرئيسيّْ
لا تشربُ من ينابيعكْ
أو عَمَلاً تشكيليّاً لا يَسْتَلْهِمُكِ
أو منحوتةً من البرونز، أو الحَجَرْ
لا تكون على مقياس جَسَدِكْ
صَعْبٌ عليّْ.
صَعْبٌ عليَّ كثيراً
أن أتصوّرَ بُلْبُلاً
لا يدخُلُ إلى الكونسرفاتوارْ
أو فراشةً
لا تدخُلُ أكاديميةَ الفنون الجميلهْ
أو وردةً لا تشتركُ
صَعْبٌ عليّْ
صَعْبٌ عليَّ كثيراً
أن أتصوَّرَ نهْداً
لا يُنقِّطُ ذهباً
وامرأةً لا تُنقِّطُ أنوثَةْ
وعُيُوناً لا تُمْطِرُ كحْلاً
وقصيدةً لا تُمطِرُ موسيقا
صَعْبٌ عليَّ كثيراً
أو مكاناً لا تملأينَ أبعادَهْ
صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرَ مقهى،
لا يحملُ رائحتكِ
وشاطئاً رَمْليّاً
لا يحملُ آثارَ أقدامِكْ.
صَعْبٌ عليّْ
أن أتصوَّرَ
وكيف يتشكَّلُ قَوْسُ قُزَحْ
ولا تكونينَ معهْ
وكيف يُشرقُ الشّروقُ، ولا تكونينَ معهْ
وكيف يغربُ الغروبُ، ولا تكونينَ معهْ
وكيفَ تُعلنُ الحمائمُ زفافَها على شبابيكِنا
ولا تكونينَ معي.
صَعْبٌ
لا تكونينَ وراءَها
لم تشتركي في كتابتِهْ
وصعبٌ أن تتفوّقَ عاشقةٌ على نَفْسِهَا
لم تتلمَذْ على يَدَيْكِ.
صَعْبٌ
أن يجلسَ رجلٌ وامرأةٌ على طاولة
ولا تتدخَّلينَ في صياغة حوارِهِمَا
وأن يتبادلا قُبْلةً طويلَهْ
لا تتدخَّلينَ في توقيتِها
أن يَقْبَلَ عُمَّالُ النّسيجِ
أن يصنعوا قميصاً من الحريرْ
إلاَّ لكِسْوَة نَهْدَيْكِ
صَعْبٌ
أن يكونَ في العالم عِطْرٌ
لا يُستقْطَرُ من أزهارِكْ
وأن يكونَ هناكَ نبيذٌ
أن يكتشفَ علماءُ الآثارْ
أبجَديَّةً
ليس فيها حُرُوفُ اسْمِكْ.
صَعْبٌ
أن يجدَ جسداً نموذجياً للنَحتْ
صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ
ماذا تفعلُ الشّهورُ والأعوامُ بدونكْ
وماذا تفعلُ أيامُ الآحادِ بدونكْ
وماذا تفعلُ مقاعدُ الحدائقْ
وأكشاكُ بيع الجرائدْ
بدونِكْ
صعبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ
ماذا تفعلُ يدايَ بدونِكْ
صَعْبٌ عليَّ – يا سيّدتي-
أن أتصوَّرَ شَكلَ الشِّعْرِ،
وشَكْلَ الحُريَّةِ
بدونكْ.
أبجَديَّةً
ليس فيها حُرُوفُ اسْمِكْ.
صَعْبٌ
على ميكيل أنجلو
أن يجدَ جسداً نموذجياً للنَحتْ
أكْمَلَ من جَسَدِكْ.
صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ
ماذا تفعلُ الشّهورُ والأعوامُ بدونكْ
وماذا تفعلُ أيامُ الآحادِ بدونكْ
وماذا تفعلُ مقاعدُ الحدائقْ
والمكتباتُ
وأكشاكُ بيع الجرائدْ
ومقاهي الرّصيفْ
بدونِكْ
صعبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ
ماذا تفعلُ يدايَ بدونِكْ
صَعْبٌ عليَّ – يا سيّدتي-
صَعْبٌ جداً
أن أتصوَّرَ شَكلَ الشِّعْرِ،
بدونِكْ
وشَكْلَ الحُريَّةِ
بدونكْ.
أُحبُّكِ حتّى ترتفعَ السّماءُ قليلاً
كي أستعيدَ عافيتي
وعافيةَ كلماتي
وأخْرُجَ من حزام التلوُّثِ
الذي يلفُّ قلبي
فالأرضُ بدونكِ
كِذْبَةٌ كبيرَة
وتُفَّاحَةٌ فاسِدَةْ
حتّى أَدْخُلَ في دِينِ الياسمينْ
وأدافعَ عن حضارة الشِّعر
وزُرقَةِ البَحرْ
واخْضِرارِ الغاباتْ
أريدُ أن أحِبَّكِ
حتّى أطمئنَّ
لا تزالُ بخيرْ
لا تزالُ بخيرُ
وأسماك الشِّعْرِ التي تسْبَحُ في دَمي
لا تزالُ بخيرْ
أريدُ أن أُحِبَّكِ
حتّى أتخلَّصَ من يَبَاسي
ومُلُوحتي
وتَكَلُّسِ أصابعي
وفَرَاشاتي الملوَّنَةْ
وقُدرتي على البُكَاءْ.
أريدُ أن أُحبَّكِ
حتّى أَسْتَرجِعَ تفاصيلَ بيتنا الدِمَشْقيّْ
غُرْفةً غُرْفةْ
بلاطةً بلاطةْ
حَمامةً حَمامَةْ
وأتكلَّمَ مع خمسينَ صَفِيحَةِ فُلّْ
كما يستعرضُ الصّائغُ
أريدُ أن أُحِبَّكِ، يا سيِّدتي
في زَمَنٍ
أصبحَ فيه الحبُّ مُعاقاً
واللّغَةُ معاقَةْ
وكُتُبُ الشِّعرِ، مُعاقَةْ
فلا الأشجارُ قادرةٌ على الوقوف على قَدَميْهَا
ولا العصافيرُ قادرةٌ على استعمال أجْنِحَتِهَا
ولا النّجومُ قادرةٌ على التنقُّلْ
أريدُ أن أُحبَّكِ
من غُزْلان الحريَّةْ
وآخِرُ رسالةٍ
من رسائل المُحِبّينْ
وتُشْنَقَ آخرُ قصيدةٍ
مكتوبةٍ باللّغة العربيَّةْ.
أُريدُ أن أُحِبَّكِ
قبل أن يصدرَ مرسومٌ فَاشِسْتيّْ
وأريدُ أن أتناوَلَ فنجاناً من القهوةِ معكِ
وأريدُ أن أجلسَ معكِ لدَقيقَتينْ
قبل أن تسحبَ الشّرطةُ السريّةُ من تحتنا الكراسي
وأريدُ أن أعانقَكِ
قبلَ أن يُلْقُوا القَبْضَ على فَمي وذراعيّْ
وأريدُ أن أبكيَ بين يَدَيْكِ
قَبْلَ أن يفرضُوا ضريبةً جمركيةً
على دُمُوعي
أريدُ أن أُحِبَّكِ، يا سيِّدتي
وأُغَيِّرَ التّقاويمْ
وأعيدَ تسميةَ الشّهور والأيَّامْ
وأضبطَ ساعاتِ العالم
على إيقاع خطواتِكْ
ورائحةِ عطرِك
التي تدخُلُ إلى المقهى
قبلَ دُخُولِكْ
إنّي أُحبِّكِ ، يا سيدتي
دفاعاً عن حقِّ الفَرَسِ
في أن تصهلَ كما تشاءْ
وحقِّ المرأةِ في أن تختار فارسَها
كما تشاءْ
وحقّ الشَّجَرةِ في أن تغيّرَ أوراقها
وحقِّ الشّعوب في أن تغيِّر حُكامَها
متى تشاءْ
أريدُ أن أحبَّكِ
حتّى أُعيدَ إلى بيروتَ رأسَها المقطوعْ
وإلى بَحْرِها معطَفَهُ الأزرقْ
وإلى شعرائِها دفاترَهُمْ المُحْتَرقَةْ
أريدُ أن أُعيدَ
لتشايكوفسكي بَجَعتَهُ البيضاءْ
ولبول إيلوار مفاتيحَ باريسْ
ولفان كوخ زهرةَ (دوَّار الشّمسْ)
ولأراغون (عيونَ إلْزَا)
ولقيسِ بنِ المُلوَّحْ
أمشاطَ ليلى العامريَّة
أريدُكِ أن تكوني حبيبتي
حتّى تنتصرَ القصيدةْ.
على المسدَّسِ الكاتِمِ للصّوتْ
وينتصرَ التّلاميذْ
وتنتصرَ الوردةْ
وتنتصر المكتباتْ
على مصانع الأسلحةْ.
أريدُ أن أحبَّكِ
حتّى أستعيد الأشياءَ التي تُشْبِهُنِي
والأشجارَ التي كانَتْ تتبعُني
والقِططَ الشاميّةَ التي كانت تُخَرْمِشُني
والكتاباتِ التي كانَتْ تكتُبُني
أريدُ أن أفتحَ كُلَّ الجواريرْ
التي كانتْ أمّي تُخبِّئُ فيها
خاتمَ زواجها
ومسْبَحَتها الحجازيَّةْ
بقيت تحتفظُ بها
منذُ يوم ولادتي
كلُّ شيءٍ يا سيِّدتي
دَخَلَ في (الكُومَا)
فالأقمارُ الصناعيّةْ
انتصرتْ على قَمَر الشُّعَرَاءْ
والحاسباتُ الالكترونيَّةْ
تفوَّقتْ على نشيد الإنشادْ
وبابلو نيرودا.
أريدُ أن أُحبَّكِ، يا سيدتي
قبل أن يُصْبحَ قلبي
قِطْعَةَ غيارٍ تُباعُ في الصّيدلياتْ
فأطِبَّاءُ القُلُوبِ في (كليفلاندْ)
يصنعونَ القلوبَ بالجُمْلَهْْ
كما تُصنعُ الأحذيَةْ
السّماءُ يا سيِّدتي، أصبحتْ واطِئَةْ
والغيومُ العالية
أصبحتْ تَتَسَكَّعُ على الأَسْْفَلتْ
وجمهوريةُ أفلاطونْ.
وشريعةُ حَمُّورابي.
ووصايا الأنبياءْ.
صارت دون مستوى سَطْح البحرْ
ومشايخُ الطُرُقِ الصُوفِيَّة
أن أُحِبَّكِ
حتّى ترتفعَ السّماءُ قليلاً
انتصرتْ على قَمَر الشُعَرَاءْ
والحاسباتُ الالكترونيَّةْ
تفوَّقتْ على نشيد الإنشادْ
وقصائدِ لوركا وماياكوفسكي
وبابلو نيرودا.
أريدُ أن أُحبَّكِ، يا سيدتي
قبل أن يُصْبحَ قلبي
قِطْعَةَ غيارٍ تُباعُ في الصّيدلياتْ
فأطِبَّاءُ القُلُوبِ في (كليفلاندْ)
يصنعونَ القلوبَ بالجُمْلَهْْ
كما تُصنعُ الأحذيَةْ
السّماءُ يا سيِّدتي، أصبحتْ واطِئَةْ
والغيومُ العالية
أصبحتْ تَتَسَكَّعُ على الأَسْْفَلتْ
وجمهوريةُ أفلاطونْ.
وشريعةُ حَمُّورابي.
ووصايا الأنبياءْ.
وكلامُ الشّعراء.
صارت دون مستوى سَطْح البحرْ
لذلكَ نَصَحني السَّحَرةُ، والمُنجِّمونَ،
ومشايخُ الطُرُقِ الصُوفِيَّة
أن أُحِبَّكِ
حتّى ترتفعَ السّماءُ قليلاً