الأمومة والطفولة

اسباب مرض السكري , علاج مرض السكري عند الاطفال

ما هو مرض السكري

يشمل مصطلح مرض السكري (البوالة – Diabetes) عددا من الاضطرابات في عملية هدم وبناء – الايض – (Metabolism) الكربوهيدرات. القاسم المشترك بينها هو ارتفاع مستوى (تركيز) السكر في الدم. الكربوهيدرات التي يحصل عليها الجسم من اكل الخبز، البطاطا، الارز، الكعك وغيرها من اغذية عديدة اخرى. تتفكك وتتحلل بشكل تدريجي. تبدا عملية التفكك والتحلل هذه في المعدة، ثم تستمر في الاثني عشر (Duodenum) وفي الامعاء الدقيقة. تنتج عن عملية التفكك والتحلل هذه مجموعة من السكريات (كربوهيدرات – Carbohydrate) يتم امتصاصها في الدورة الدموية.
خلايا الافراز الداخلي (Internal secretion) الموجودة في البنكرياس (المعثكلة – Pancreas)، والتي تسمى خلايا بيتا (Beta cells)، حساسة جدا لارتفاع مستوى السكر في الدم وتقوم بافراز هرمون الانسولين (Insulin). والانسولين هو جسر اساسي لدخول جزيئات السكر، الجلوكوز، الى داخل العضلات حيث يتم استعماله كمصدر للطاقة، والى انسجة الدهن والكبد حيث يتم تخزينه. كما يصل الجلوكوز الى الدماغ، ايضا، ولكن بدون مساعدة الانسولين. وثمة في البنكرياس، ايضا، نوع اخر من الخلايا هي خلايا الفا (Alpha cells)، التي تفرز هرمونا اضافيا اخر يدعى الغلوكاغون (Glucagon). هذا الهرمون يسبب اخراج السكر من الكبد وينشط عمل هرمونات اخرى تعيق عمل الانسولين. والموازنة بين هذين الهرمونين (الانسولين والغلوكاغون) تحافظ على ثبات مستوى الجلوكوز في الدم وتجنبه التغيرات الحادة.
اصحاب الوزن السليم الذين يكثرون من النشاط البدني يحتاجون الى كمية قليلة من الانسولين لموازنة عمل الجلوكوز الواصل الى الدم. وكلما كان الشخص اكثر سمنة واقل لياقة بدنية اصبح بحاجة الى كمية اكبر من الانسولين لمعالجة كمية مماثلة من الجلوكوز في الدم. هذه الحالة تدعى “مقاومة الانسولين” (Insulin resistance).
عندما تصاب خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس بالضرر، تقل كمية الانسولين المفرزة بشكل تدريجي. وتستمر هذه العملية سنوات عديدة. واذا ما ترافقت هذه الحالة مع وجود “مقاومة الانسولين”، فان هذا المزيج من كمية انسولين قليلة ومستوى فاعلية منخفض، يؤدي الى انحراف عن المستوى السليم للجلوكوز (السكر) في الدم، وفي هذه الحالة يتم تعريف الشخص بانه مصاب بمرض السكري (Diabetes). والمعروف ان المستوى السليم للسكر في الدم بعد صوم ثماني ساعات يجب ان يكون اقل من 108 ملغم/ دسلتر، بينما المستوى الحدودي هو 126 ملغم/ دسلتر. اما اذا كان مستوى الجلوكوز في الدم لدى شخص ما 126 ملغم/ دسلتر وما فوق، في فحصين او اكثر، فعندئذ يتم تشخيص اصابة هذا الشخص بمرض السكري.
السكري من النوع الاول (Diabetes type 1) (او: السكري النمط الاول / السكري لدى الاطفال/ السكري لدى اليافعين – Juvenile Diabetes): هو مرض يقوم الجهاز المناعي خلاله باتلاف خلايا بيتا في البنكرياس، لاسباب غير معروفة ولم يتم تحديدها، حتى الان. عند الاولاد، تجري عملية الاتلاف هذه بسرعة وتستمر من بضعة اسابيع حتى بضع سنين. اما عند البالغين، فقد تستمر سنوات عديدة. العديد من الاشخاص الذين يصابون بمرض السكري من النوع الاول (Diabetes type 1) في سن متقدم، يتم تشخيص حالتهم، خطا، بانها مرض السكري من النوع الثاني (Diabetes type 2).
السكري من النوع الثاني (Diabetes type 2) (او: سكري النمط الثاني/ سكري البالغين): هو مرض يتم خلاله تدمير واتلاف خلايا بيتا في البنكرياس لاسباب وراثية، على الارجح، مدعومة بعوامل خارجية. هذه العملية بطيئة جدا وتستمر عشرات السنين.
ان احتمال اصابة شخص يتمتع بوزن صحي وبلياقة بدنية جيدة بمرض السكري ضئيل، حتى وان كان لديه هبوط في افراز الانسولين. اما احتمال اصابة شخص سمين لا يمارس نشاطا بدنيا بمرض السكري فهو احتمال كبير، نظرا لكونه اكثر عرضة للاصابة بـ “مقاومة الانسولين” (Insulin resistance) وبالتالي بمرض السكري. وتشير الاحصائيات الى ان عدد المصابين بمرض السكري النمط الثاني في العالم, سجل ارتفاعا كبيرا جدا خلال العقود الاخيرة، اذ وصل الى نحو 150 مليون انسان، ومن المتوقع ان يرتفع الى 330 مليون مصاب بمرض السكري, حتى العام 2025. ومن الاسباب الرئيسية لهذا الارتفاع الحاد بالاصابات بمرض السكري: السمنة، قلة النشاط البدني والتغيرات في انواع الاطعمة. فالاغذية الشائعة اليوم تشمل الماكولات الجاهزة تسبب السكري, كونها غنية بالدهنيات والسكريات التي يتم امتصاصها في الدم بسهولة، مما يؤدي الى ازدياد “مقاومة الانسولين”. وبالاضافة الى ذلك، تظهر لدى غالبية مرضى السكري اعراض اخرى تشمل ارتفاعا تدريجيا في ضغط الدم، اضطرابات مميزة في دهنيات الدم، وخاصة ارتفاع ثلاثي الغليسريد (Triglyceride) وانخفاض البروتين الشحمي رفيع الكثافة (الكولسترول الجيد – HDL). ويشكل ضغط الدم المرتفع (فرط ضغط الدم – Hypertension)، الخلل في دهنيات الدم وارتفاع نسب الجلوكوز في الدم (السكري او فرط سكر الدم – Hyperglycemia) – هي عوامل الخطر الاساسية لنشوء مرض التصلب العصيدي (تصلب ثرودي – Atherosclerosis). وهذا ما يفسر النسب المرتفعة جدا من المراضة (Morbidity) والموت جراء امراض قلبية وسكتات دماغية بين مرضى السكري مقارنة بالمجموعات السكانية الاخرى. فمنذ سبعينات القرن الماضي، وحتى الان، يسجل انخفاض ملحوظ في المراضة والموت جراء امراض القلب وامراض الاوعية الدموية بين عامة السكان في الدول الغربية، بينما لم يسجل انخفاض مماثل بين مرضى السكري. لا بل اكثر من ذلك، فقد سجل بين النساء المريضات بمرض السكري ارتفاع ملحوظ في نسبة الاصابة بامراض القلب. وبالاضافة الى ذلك، يصاب مرضى السكري اجمالا باضرار مميزة: في الكليتين، في شبكيتي العينين (Retina) وفي الجهاز العصبي. وبالرغم من ان نسبة مرضى السكري من بين البالغين لا تزيد عن 10% الا ان نسبتهم من بين المرضى الذين يخضعون لعلاج غسيل الكلى (ديال – Dialysis) تفوق الـ 50%. كما ان مرض السكري هو السبب الاكثر شيوعا لفقدان البصر في “سن العمل”. ومع ذلك، يمكن الوقاية من جميع مضاعفات مرض السكري وتجنبها، اذا تم تلقي علاج ناجع وفي مرحلة مبكرة من الاصابة بمرض السكري. ومن اجل تجنب هذه المضاعفات هنالك حاجة ماسة للتعاون المشترك بين المريض وبين الطاقم المعالج. ان المحافظة على ضغط الدم بمستوى طبيعي وسليم، ادنى من 130/80 ملم زئبق، على مستوى طبيعي وسليم من الدهنيات في الدم (من خلال النشاط البدني، الحمية الصحيحة والادوية عند الحاجة) وعلى مستوى قريب قدر الامكان الى المستوى السليم والطبيعي من السكر في الدم – من شانها ان تضمن لمرضى السكري مؤمـل حياة (متوسط العمر المامول / المتوقع – Life expectancy) وجودة حياة بمستوى قريب من مستواهما لدى الاشخاص المعافين.
أسئلة وأجوبة

ما هي مستويات السكر المرتفعة والمنخفضة في الدم؟
ما الذي يزيد من مخاطر الاصابة بمضاعفات السكري من نوع 2؟
ما هو الهيموغلوبين A1C?

أعراض مرض السكري

تختلف اعراض السكري تبعا لنوع السكري . واحيانا، قد لا يشعر الاشخاص المصابون بـ “مقدمات” السكري (Prediabetes) او بالسكري الحملي (Pregnancy diabetes)، باية اعراض اطلاقا. او قد يشعرون ببعض من اعراض السكري النمط الاول والسكري النمط الثاني، او بجميع الاعراض سوية.
من اعراض السكري :

العطش
التبول كثيرا، في اوقات متقاربة
الجوع الشديد جدا
انخفاض الوزن لاسباب غير واضحة وغير معروفة
التعب
تشوش الرؤية
شفاء (التئام) الجروح ببطء
تلوثات (عدوى) متواترة، في: اللثة، الجلد، المهبل او في المثانة البولية.
مرض السكري من النوع 1 قد يصيب الانسان في اية مرحلة من العمر، لكنه يظهر، في الغالب، في سن الطفولة او في سن المراهقة. اما مرض السكري من النوع 2، فهو الاكثر شيوعا، يمكن ان يظهر في اي سن ويمكن الوقاية منه وتجنبه، غالبا.
أسباب وعوامل خطر مرض السكري

اسباب وعوامل مرض السكري متعددة.
عوامل مرض السكري من النوع الاول:
في مرض السكري من النوع الاول، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المسؤولة عن افراز الانسولين في البنكرياس ويتلفها، بدلا من مهاجمة وتدمير الجراثيم و/او الفيروسات الضارة، كما يفعل في الحالات الطبيعية (السليمة) عادة. ونتيجة لذلك، يبقى الجسم مع كمية قليلة من الانسولين، او بدون انسولين على الاطلاق. في هذه الحالة، يتجمع السكر ويتراكم في الدورة الدموية، بدلا من ان يتوزع على الخلايا المختلفة في الجسم.
ليس معروفا، حتى الان، المسبب العيني الحقيقي لمرض السكري من النوع 1، لكن يبدو ان التاريخ العائلي يلعب، على الارجح، دورا مهما. فخطر الاصابة بمرض السكري من النوع الاول يزداد لدى الاشخاص الذين يعاني احد والديهم او اخوتهم واخواتهم من مرض السكري. وهنالك عوامل اضافية، ايضا، قد تكون مسببة لمرض السكري، مثل التعرض لامراض فيروسية.
عند المصابين بـ “مقدمات السكري” – التي قد تتفاقم وتتحول الى السكري من النوع الثاني – والسكري من النوع الثاني، تقاوم الخلايا تاثير عمل الانسولين بينما يفشل البنكرياس في انتاج كمية كافية من الانسولين للتغلب على هذه المقاومة. في هذه الحالات، يتجمع السكر ويتراكم في الدورة الدموية بدل ان يتوزع على الخلايا ويصل اليها في مختلف اعضاء الجسم. والسبب المباشر لحدوث هذه الحالات لا يزال غير معروف، لكن يبدو ان الدهنيات الزائدة – وخاصة في البطن – وقلة النشاط البدني هي عوامل مهمة في حدوث ذلك. ولا يزال الباحثون يبحثون عن اجابة حقيقية ودقيقة على السؤال التالي: لماذا تصيب حالتا “مقدمات السكري” و السكري من النوع 2 اشخاصا محددين، بعينهم، دون غيرهم. ومع ذلك، هنالك عدة عوامل من الواضح انها تزيد من خطر الاصابة بمرض السكري، من بينها:

الوزن الزائد
قلة النشاط الجسماني
التاريخ العائلي
السن. يزداد خطر الاصابة بالمرض مع التقدم في السن، وخاصة فوق سن 45 عاما
السكري الحملي
متلازمة المبيض متعدد الكيسات
حالات اخرى يمكن ان تكون لها علاقة بالاصابة بمرض السكري، تشمل:

فرط ضغط الدم
فرط الكولسترول الضار (LDL)
مستوى مرتفع من ثلاثي الغليسريد، وهو نوع اخر من الدهنيات الموجودة في الدم.
عندما تظهر هذه العوامل – فرط ضغط الدم، فرط سكر الدم ودهنيات في الدم اعلى من المستوى الطبيعي – سوية مع السمنة (الوزن الزائد) تنشا علاقة بينها، معا، وبين مقاومة الانسولين.
السكري الحملي:
خلال فترة الحمل، تنتج المشيمة هرمونات تساعد الحمل وتدعمه. هذه الهرمونات تجعل الخلايا اشد مقاومة للانسولين. وفي الثلثين الثاني والثالث من الحمل، تكبر المشيمة وتنتج كميات كبيرة من هذه الهرمونات التي تعسر عمل الانسولين وتجعله اكثر صعوبة.
في الحالات العادية الطبيعية، يصدر البنكرياس ردة فعل على ذلك تتمثل في انتاج كمية اضافية من الانسولين للتغلب على تلك المقاومة. لكن البنكرياس يعجز، احيانا، عن مواكبة الوتيرة، مما يؤدي الى وصول كمية قليلة جدا من السكر (الجلوكوز) الى الخلايا، بينما تتجمع وتتراكم كمية كبيرة منه في الدورة الدموية. وهكذا يتكون السكري الحملي (السكري اثناء فترة الحمل).
قد تتعرض اية سيدة حامل للاصابة بمرض السكري الحملي، لكن ثمة نساء هن اكثر عرضة من غيرهن. اما عوامل خطر الاصابة بمرض السكري فتشمل:

النساء فوق سن 25 عاما
التاريخ العائلي او الشخصي
الوزن الزائد.
مضاعفات مرض السكري

تختلف المضاعفات الناتجة عن مرض السكري تبعا لنوع السكري.
مضاعفات السكري من النوعين الاول والثاني:
المضاعفات القصيرة المدى الناجمة عن السكري من النوعين الاول الثاني تتطلب المعالجة الفورية. فمثل هذه الحالات التي لا تتم معالجتها، فورا، قد تؤدي الى حصول اختلاجات (Convulsions) والى غيبوبة (Coma).

فرط السكر في الدم (Hyperglycemia)
مستوى مرتفع من الكيتونات في البول (حماض كيتوني سكري – Diabetic ketoacidosis)
نقص السكر في الدم (Hypoglycemia).
اما المضاعفات طويلة المدى الناجمة عن السكري فهي تظهر بشكل تدريجي. ويزداد خطر ظهور المضاعفات كلما كانت الاصابة بالسكري في سن اصغر ولدى الاشخاص الذين لا يحرصون على موازنة مستوى السكر في الدم. وقد تؤدي مضاعفات السكري، في نهاية المطاف، الى حصول اعاقات، او حتى الى الموت.

مرض قلبي وعائي (في القلب والاوعوية الدموي)
ضرر في الاعصاب (اعتلال عصبي – Neuropathy)
ضرر في الكليتين (اعتلال الكلية – Nephropathy)
ضرر في العينين
ضرر في كفتي القدمين
امراض في الجلد وفي الفم
مشاكل في العظام وفي المفاصل.
مضاعفات السكري الحملي:
غالبية النساء اللواتي تصبن بمرض السكري الحملي تلدن اطفالا اصحاء. ومع ذلك، فاذا كان السكري في دم المراة الحامل غير متوازن ولم تتم مراقبته ومعالجته كما ينبغي، فانه قد يسبب اضرارا لدى الام والمولود، على السواء.
مضاعفات قد تحصل لدى المولود بسبب السكري الحملي:

فرط النمو
نقص السكر في الدم
متلازمة الضائقة التنفسية (Respiratory distress syndrome)
اليرقان (Jaundice)
السكري من النوع الثاني في سن متقدم
الموت
مضاعفات قد تحصل لدى الام بسبب السكري الحملي:

مقدمات الارتعاج (pre – eclampsia)
السكري الحملي في الحمل التالي ايضا
مضاعفات مقدمات السكري:
قد تتطور حالة مقدمات السكري وتتفاقم لتصبح مرض السكري من النوع الثاني.
تشخيص مرض السكري

هنالك العديد من فحوصات الدم، التي يمكن بواسطتها تشخيص اعراض السكري النمط الاول او اعراض السكري النمط الثاني، من بينها:

فحص عشوائي لمستوى السكري في الدم.
فحص مستوى السكري في الدم اثناء الصيام.
اذا تم تشخيص اصابة شخص ما بعراض السكري، طبقا لنتائج الفحوص، فمن المحتمل ان يقرر الطبيب اجراء فحوصات اضافية من اجل تحديد نوع مرض السكري (السكري النوع الاول ام السكري النوع الثاني)، وذلك بهدف اختيار علاج السكري المناسب والناجع، علما بان طرق العلاج تختلف من نوع السكري الى اخر. كما يمكن ان يوصي الطبيب، ايضا، باجراء اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (Hemoglobin A1C / Glycosylated hemoglobin test).
فحوصات لكشف مرض السكري الحملي:
اختبارات الكشف عن مرض السكري الحملي هي جزء لا يتجزا من الفحوصات العادية، الروتينية، في فترة الحمل. وينصح معظم المهنيين في المجال الطبي بالخضوع لفحص دم لمرض السكري يدعى “اختبار تحدي الجلوكوز” (Glucose Challenge Test). والذي يجرى اثناء الحمل، بين الاسبوع الرابع والعشرين والاسبوع الثامن والعشرين من الحمل، او قبل ذلك لدى النساء الاكثر عرضة للاصابة بمرض السكري الحملي.
ويبدا “اختبار تحدي الجلوكوز” بشرب محلول شراب السكر. وبعد مرور ساعة على ذلك يجرى فحص دم لقياس مستوى (تركيز) السكري في الدم. اذا كان السكري في الدم اعلى من 140 ملمول/لتر (7,8 ملغرام/ دسلتر)، فهذا يدل عادة على وجود السكري الحملي. ولكن، في غالبية الحالات هنالك حاجة لتكرار الاختبار بغية تاكيد تشخيص السكري.
تحضيرا للفحص المعاد (الاضافي)، ينبغي على الحامل التي تخضع للفحص ان تصوم طوال الليلة التي تسبق الفحص. وهنا، مرة اخرى، يتم شرب محلول حلو المذاق يحتوي هذه المرة على تركيز اعلى من الجلوكوز، ثم يتم قياس مستوى السكري في الدم كل ساعة، على مدى ثلاث ساعات.
فحوصات لكشف “مقدمات السكري”:
توصي الكلية الامريكية لعلم الغدد الصم (الجهاز الهرموني – Endocrinology)، عادة، باجراء فحص الكشف عن “مقدمات السكري” لكل شخص لديه تاريخ عائلي من سكري النمط الثاني، للذين يعانون من فرط السمنة، او المصابين بالمتلازمة الايضية (Metabolic syndrome). كما يحبذ ان تخضع لهذا الفحص، ايضا، النساء اللواتي اصبن في الماضي بمرض السكري الحملي.
وقد يوصي الطبيب بالخضوع لاحد الفحصين التاليين لتشخيص “مقدمات السكري”:

فحص السكري في الدم اثناء الصوم
اختبار تحمل الغلوكوز (Glucose tolerance test).
علاج مرض السكري

يختلف علاج السكري، تبعا لنوع المرض، وقد يشمل: رصد ومتابعة مستوى السكر في الدم، الانسولين وادوية اخرى يتم تناولها فمويا. وقد يحتاج بعض المرضى، حتى، الى زرع بنكرياس.
وايا كان نوع السكري، فان مدى النجاح في مقاومته والتعامل مع علاج السكري يتعلق بمدى الحرص والمواظبة على التغذية الصحية، ممارسة النشاط الجسماني والمحافظة على وزن صحي.
علاج السكري بالحفاظ على الوزن الصحي والسليم هو احد المركبات الاساسية والاكثر اهمية في اي علاج، بمختلف انواعه. ويتم الحفاظ على الوزن الصحي بواسطة اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاطات الجسدية:

التغذية الصحية
النشاط البدني
علاج السكري من النوعين الاول والثاني:
العلاج السكري الاولي من النوعين الاول والثاني مرهون برصد ومتابعة مستويات السكر في الدم، سوية مع تناول الانسولين او ادوية اخرى لمعالجة السكري، او كليهما معا:

رصد ومتابعة مستوى السكري في الدم
الانسولين
ادوية يتم تناولها فمويا، او غيرها
الزرع (Transplantation).
علاج السكري الحملي (Pregnancy diabetes):
بهدف المحافظة على صحة الجنين ومنع حصول مضاعفات خلال الولادة، يجب موازنة مستوى السكر في الدم. فبالاضافة الى الحرص على التغذية الصحية وممارسة الرياضة، من الممكن ان يشمل علاج السكري، ايضا، متابعة مستوى السكر في الدم، بل واستعمال الانسولين في بعض الحالات.
يتولى الطاقم الطبي المعالج متابعة مستوى السكر في الدم، بما في ذلك اثناء عملية الولادة. لانه اذا ما ارتفع مستوى السكر في دم المراة الحامل، فقد يفرز جسم الجنين هرمون الانسولين بتركيز عال، مما سيؤدي الى هبوط مستوى السكر في الدم بعد الولادة، مباشرة.
علاج السكري وعلاج مقدمات السكري (Prediabetes):
يستطيع العديد من المصابين بمقدمات السكري، من خلال المحافظة على نمط حياة صحي، اعادة مستوى السكر في الدم الى مستواه الطبيعي (السليم) او على الاقل، منع ارتفاعه الى مستويات مماثلة لتلك التي يتم تسجيلها لدى مرضى السكري من النوع الثاني. وقد يكون من المفيد، ايضا، الحفاظ على وزن صحي، بواسطة ممارسة الرياضة واتباع نظام تغذية صحي.
وقد تشكل الادوية، بعض الاحيان، بديلا علاجيا مناسبا وناجعا لمرض وعلاج السكري, بالنسبة لاشخاص في احدى المجموعات المعرضة للخطر. وتشمل هذه: الحالات التي يتفاقم فيها مرض “مقدمات السكري”، او التي يعاني فيها مريض السكري من مرض اخر، سواء كان مرضا قلبيا وعائيا (Cardiovascular disease)، مرض الكبد الدهني (FLD – Fatty liver disease)، او متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (Polycystic ovary syndrome).
والادوية المقصودة هنا هي ادوية علاج السكري يتم تناولها فمويا، مثل: ميتفورمين (Metformin).
وفي حالات اخرى، ثمة حاجة الى ادوية لموازنة مستوى الكولسترول في الدم – وخاصة من فئة الستاتينات (Statins) وادوية لمعالجة فرط ضغط الدم. ومن المحتمل ان يصف الطبيب جرعة منخفضة من الاسبيرين (Aspirin) كاجراء للوقاية من المرض. ومع ذلك، يبقى نمط الحياة الصحي هو مفتاح النجاح.
الوقاية من مرض السكري

لا يمكن منع السكري من النوع الاول. لكن نمط الحياة الصحي الذي يساهم في معالجة مرحلة واعراض ما قبل السكري، السكري من النوع الثاني والسكري الحملي يمكن ان يساهم ايضا في الوقاية منها ومنعها.

الحرص على تغذية صحية
زيادة النشاط البدني
التخلص من الوزن الزائد.
ويمكن، في بعض الاحيان، استعمال الادوية. فادوية علاج السكري التي يتم تناولها فمويا، مثل: ميتفورمين (metformin) وروزيجليتزون (rosiglitazone) يمكن ان تقلل من خطر الاصابة بالسكري من النوع الثاني. ولكن، يبقى الحفاظ على نمط حياة صحي على درجة عالية جدا من الاهمية

زر الذهاب إلى الأعلى