إذا هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكون
أو ربما سخر منك.. بأي شيء وإن كان صغيراً.. بلباسك أو كلامك.. أو أسلوبك
فدافَع عنك شخص ما.. فشعرتَ بامتنان عظيم له.. لأنه كأنما أمسك بطرف ثوبك عندما دفعك غيرك إلى هاوية
مارس هذه المهارة مع الآخرين.. وسترى لها تأثيراً ساحراً
فكاد أن يقع الطبق على الأرض.. فانطلق الأب عليه ثائراً.. لماذا العجلة ؟ كم مرة أعلمك؟
فاحمرَّ وجه الولد واصفرَّ
فقلت أنت: لا.. بل فلان بطل.. رجُل.. ما شاء الله عليه يحمل كل هذا لوحده.. ولعله استعجل لأن هناك أغراض أخرى أيضاً
أي امتنان سيشعر به الغلام لك
لو أثنيتَ على زميل في اجتماع.. بعدما صبّوا عليه وابلاً من اللوم
أو أثنيت على أحد إخوانك.. بعدما انكبّ الإراد الأسرة عليه معاتبين
شاب أحرجه شخص بسؤال أمام الناس: بَشَّرْ يا فلان.. كم نسبتك في الجامعة؟
بالله عليك.. هل هذا سؤال يسأله عاقل أمام الناس؟
فانقلب وجه الشاب متلوناً.. فأنقذته قائلاً بلطف: لماذا ياأبا فلان.. هل ستزوّجه؟!! أو عندك وظيفة له؟ أو
فضحكوا ونُسي السؤال
أو لو عاتبه على دنوِّ معدله الدراسي.. فقلت: يا أخي لا تلمه.. تخصصه صعب.. لكن سيشد حيله إن شاء الله
كان عبد الله بن مسعود.. يمشي مع النبي عليه السلام
فمرا بشجرة فأمره النبي أن يصعدها ويحتزَّ له عوداً يتسوك به
فرقى ابن مسعود وكان خفيفاً.. نحيل الجسم.. فأخذ يعالج العود لقطعه
فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه.. فإذا هما ساقان دقيقتان صغيرتان
فضحك القوم من دقة ساقيه
فقال النبي عليه السلام: ممّ تضحكون؟!.. من دقة ساقيه؟.. والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أُحد كسب محبة الناس فرص يقتنصها الأذكياء
إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن لكل خافقة سكون