أين يظهر الطفح الجلدي لمرض الإيدز
مرض الإيدز
يُعتبر مرض الإيدز، اختصاراً لمُتلازمة نقص المناعة المُكتسَبَة، من أكثر الأمراض خطورة على مرّ التّاريخ، وهو إحد مراحل الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعيّ البشريّ الذي يُصيب بشكل رئيس خلايا T اللمفاويّة، والتي تسوء حالة المريض عندها بشكل مُلاحظ، وتنخفض مناعة الجسم البشريّ ضدّ مقاومة الحالات المرضيّة المُختلِفة كالالتهابات، والأمراض، والأورام. ومن ضمن هذه الحالات الأمراض والأورام التي تُصيب الجلد؛ إذ تُشير بعض الدّراسات إلى أنّ حوالي 90% من مرضى الإيدز يُعانون من أعراض وعلامات جلديّة من طفح وتقرُّحات وغيرها، بل قد يكون ظهورها أُولى مؤشّرات الإصابة بالمرض.[١][٢]
الطفح الجلدي لمرض الإيدز
عند الإصابة بمرض الإيدز تظهر اضطرابات جلديّة مُختلفة لكنّها قد تتواجد لأسباب أُخرى. ويمكن تقسيم الطّفح الجلديّ لمرض الإيدز إلى ثلاثة أقسام على النّحو الآتي:[١][٣]
- الطّفح الجلدي العام: ويُعتبَر أكثر أعراض الإصابة بفيروس العوز المناعيّ شيوعاً، وله أنواع عدّة منها:
- جفاف الجلد: إذ يظهر ذلك على شكل بُقع جافّة وقِشريّة الشّكل ومُثيرة للحكّة أيضاً، تبرز بشكل أكبر على الذّراعين والسّاقين.
- التهاب الجلد التأتُّبي: والمقصود بمصطلح التأتُّبي أنّه مُعرّض للإصابة بحالة فرط الحساسيّة لأن هذه الحالة تكون مُزمنة، وتُسبّب تهيّج الجلد ويظهر طفح أحمر مُثير للحكّة.
- الأكّال العقيديّ: وهي حالة جلديّة مُزعجة للغاية، وعادةً ما يُشبّهها العلماء بالجرب، إذ تُسبّب ظهور عُقيدات على الجلد مُثيرة للحكّة. يصاب بها عادةً مرضى الإيدز الذين يُعانون من انخفاض شديد في مناعتهم.
- التهاب جُرَيبات الشّعر اليوزينيّ: وهو اضطراب جلديّ مُتكرّر مجهول الأسباب، سُمّي بهذا الاسم بسبب كثرة عدد الخلايا اليوزينيّة (إحدى أنواع خلايا المناعة) في الأنسجة المُصابة. يُسبّب هذا المرض ظهور نتوئات حمراء مُثيرة للحكّة فوق بُصيلات الشّعر. ويُلاحَظ أنّ هذا المرض يؤثّر على البُصيلات الموجودة في الجزء العلويّ من جسم المريض. وغالباً ما يُعاني من التهاب جُريَبات الشّعر أولئك المرضى في المراحل المُتقدّمة من المرض.
- الالتهابات الجلديّة: إذ يكون مرضى الإيدز أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بمختلف أنواع الالتهابات وخاصّةً الجلديّة منها، وقد يُؤثّر العديد من أنواع العدوى الجلديّة على مرضى الإيدز، سواء كانت فيروسيّة، أو بكتيريّة، أو فطريّة. أمّا أكثرها شيوعاً فيكون على النّحو الآتي:
- الهربس النّطاقي: ويُسبّب هذه العدوى الجلديّة نفس الفيروس المُسبّب لجدري الأطفال، وتُؤدّي الإصابة به إلى ظهور نُتوءات مُؤلمة على مختلف مناطق الجسم، ومن طبيعة هذا الطّفح الجلديّّ أنّه يؤثّر على المناطق المُشترِكة بالتّغذية العصبيّة الواحدة، ويظهر بشكل أكبر على الأطراف في كلتا الجهتين ومن ثمّ ينتشر نحو جذع الجسم، وقد يكون انتشاره أكبر عند مرضى الإيدز.
- المليساء المُعدِيَة: وهو التهاب فيروسيّ يُصيب الأطفال والبالغين على حدّ سواء، يتميّز هذا الالتهاب بظهور نُتوءات ورديّة اللّون أو كلون اللّحم على جلد الشّخص المُصاب، كما أنّ إحدى مزاياه أنّه مُعدٍ وبشكل كبير، ويحتاج كذلك لجلسات علاج مُتكرّرة لضمان الشّفاء منه وعدم عودته. يظهر الطّفح الجلديّ المُصاحِب لهذه العدوى على الأطراف والجزء العلويّ من الجسم عند الأطفال، أمّا عند البالغين وخصوصاً أولئك المُصابين بالإيدز فيظهر الطّفح لديهم على الجانب الدخليّ للفخذ، أو على البطن، أو على المناطق الجنسيّة بسبب الاتّصال الجنسيّ.
- الطّلاوة الفمويّة الشعريّة: ويتميّز هذا الالتهاب الفيروسيّ بظهور عدّة آفات سميكة بيضاء اللّون على اللّسان، ويحتاج للعلاج بمُضادّات الفيروسات للتخلّص منه.
- داء السلّاق الفمويّ: ويسمّى أيضاً بداء المُبْيَضَّات الفموي، وهو التهاب فطريّ يُسبّب ظهور طبقة بيضاء سميكة على اللّسان، ويحتاج للعلاج بالأدوية المُضادّة للفطريات فضلاً عن استخدام غسول الفم.
- الهربس البسيط: وهو التهاب فيروسيّ عادةً ما يُصيب مرضى الإيدز في المراحل المُبكّرة من المرض، ويُسبّب ظهور طفح جلدي أحمر اللّون ذي حدود مُنتظمة ومُرتفع قليلاً عن مستوى الجلد، ويحتوي هذا الطّفح على حويصلات بداخلها سوائل قد تنفجر لتترك مكانها تقرّحات مُؤلمة للغاية، وهنالك نوعان منه: النّوع الأول يُسبّب ظهور الطّفح الجلدي على الشّفاه وحول الفم، أمّا النّوع الثّاني فيظهر طفحه على المناطق التناسليّة.
- الأورام: قد يُصاحب مُتلازمة نقص المناعة المُكتسبة الإصابة بأورام جلديّة مُتعدّدة أهمّها ما يُسمّى بورم كابوسي اللحميّ، وهو نوع من أنواع السّرطانات التي تُصيب بطانة الأوعية اللمفاويّة والدمويّة، وذلك يُسبّب ظهور بقع داكنة على الجلد تتراوح ألوانها بين البنيّ والبنفسجيّ والأحمر. وقد يُصيب هذا النّوع كلّ من الجهاز الهضميّ أو الرّئتين أو الكبد، ولذلك تكون من أعراضه الإصابة بضيق في التنفّس وانتفاخ في الجلد. وقد يدلّ ظهور هذه الأورام عند مرضى الإيدز على انتقالهم من مرحلة العدوى بفيروس العوز المناعيّ إلى متلازمة نقص المناعة المُكتَسَبة؛ أي أنّ مناعتهم انخفضت وبشكل كبير. ويستجيب هذا النّوع من الأورام لمُختلف طرق العلاج، سواءً كانت بالأشعة، أو بالأدوية الكيميائيّة، أو بالجراحة، كما وقد تقلّ فرصة الإصابة به إذا ما تلقّى المريض العلاج بمُضادّ الفيروسات.
علاج الطفح الجلدي لمرض الإيدز
يعتمد علاج الطّفح الجلديّ المُصاحِب لمرض الإيدز على علاج المرض نفسه، ولكن هناك عدّة طرق قد تُساعد في التّخفيف من هذا الطّفح، بل وقد تؤدّي إلى الشّفاء منه في بعض الأحيان، وتكون هذه الطّرق على النّحو الآتي:[٣]
- العناية الذاتيّة: وتشمل أساليب مُعيّنة من شأنها منع ظهور الطّفح الجلديّ أو منع تَفَشِّيه، كارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة، وتجنُّب الاستحمام بالماء السّاخن، وكذلك تجنُّبالتعرّض لأشعّة الشّمس المُباشرة، وعدم استخدام مُستحضرات الجسم الكيميائيّة أيضاً.
- استخدام الأدوية: كاستخدام الأدوية المُحتوية على مُضادّات الهيستامين، أو تلك المُتكوّنة من السّتيرويد، وكذلك استخدام مُضادّات الفيروسات إذا أُصيب المريض بالهربس البسيط أو النطاقيّ، وقد يُساعد استخدام النّيتروجين السّائل أو العلاج بأشعة اللّيزر في التخلّص من المليساء المُعدِيَة، وفي حالة الإصابة بورم كابوسي اللحميّ فقد يتمّ اللّجوء للعلاج الإشعاعيّ أو الكيميائيّ أو الجراحيّ.