أين تتجلى قيمة حاسة البصر
حاسة البصر
لا يعرف قيمة البصر فعلياً إلا من فقد بصره، أو من كان مبصراً ثم أصيب بالعمى، خاصة أن حاسة البصر هي التي يستطيع الشخص من خلالها التمييز بين الأشياء، والأشخاص، والقدرة على التواصل مع الناس بشكل سهل، وسريع، والتحرك بحرية دون مساعدة من أحد، ورغم التطور التكنولوجي الذي نعيشه، وتقديم التسهيلات للمكفوفين إلاّ أنّ حاسّة البصر تتجلّى في عدة أمور لا يستطيع تقدير قيمتها إلا الشخص المُبصر، وهو ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا.
أهمية حاسة البصر
تتجلى أهمية البصر في عدة أمور نقابلها في حياتنا العملية والعلمية، حيث إن هذه الحاسة تسهل علينا العيش في هذه الحياة على العكس من الأشخاص الذين يعانون من فقدانها، ونطرح منها ما يلي:
جمال الكون
قدرة الله عز وجل، وبديع صنعه لهذا الكون، والتي يعجز العقل عن تخيّلها، لا يحصل التأمل الكامل فيها إلا من خلال النظر، لا أقول هنا أن الإنسان الكفيف لا يستطيع التأمل في قدرة الله وبديع صنعه، فقدرة الله عز وجل تكمن في كل شيء، ولكن أقول التأمل الكامل، والنظر، والانتباه لدقائق الأمور، وللتفاصيل، فإنه لا يحصل إلا بحاسة البصر، فكيف للكفيف أن يتأمل في السماء، والجبال، والبحار، والطبيعة، والكائنات الحية، من حولنا.
التمييز بين الألوان
مهما وصل التطور التكنولوجي إلا أنه لن يتمكن من مساعدة الشخص الكفيف على التمييز بين الألوان ومعرفتها، فالحياة بالنسبة إليه تحمل لوناً واحداً، وهنا تكمن قيمة حاسة البصر، فالإنسان البصير بإمكانه أن يعرف جمال الألوان، ويمايز بينها، ويحدد اللون المفضل له، ويشعر بجمال الأشياء الذي يكمن في ألوانها.
سهولة العيش
حتى يعرف الشخص المعنى الدقيق لهذه الجملة عليه بمعاشرة شخص كفيف، ويلمس المعاناة التي يعيشها في حياته اليومية، فهي ليست بالحياة السهلة، وهي بحاجة إلى إنسان ذي إرادة فولاذية، وقدرة كبيرة على التحمل والصبر، لأنه يعاني من صعوبة في كل شيء، مثل: التحرك في مكان غريب، وتناول الطعام، وارتداء الملابس، والدراسة، والزواج، ومراقبة الأبناء، وكافة تفاصيل الحياة الاجتماعية، وهذا ما لا يجده الشخص المبصر في حياته اليومية.
الإحساس بالكمال
قد يشعر الشخص الكفيف رغماً عنه بالشعور بالشفقة من الأشخاص من حوله، وهذا ما لا يحبذه الإنسان الحر، فالإنسان بشكل عام لا يحب الشعور دائماً بأن الناس من حوله مشفقون عليه، ويتعاملون معه، ويتواصلون معه بسبب هذه الشفقة، فهو دائم الحيرة بينه وبين نفسه عن سبب هذا العطف، وهذا التعامل الطيب من الأشخاص من حوله، وهل هو بدافع الشفقة، أم لأنهم أعجبوا بشخصيته، ورغبة منهم لتوطيد العلاقة معه، وهذه المشاعر لا يشعر بها الشخص العادي، فهو يجد نفسه مماثلاً لمن حوله، وندّاً لهم.