أعراض الأمراض

ما هي درجة حرارة الطفل الطبيعية

الطفل والأسرة

يحتاج الأطفال إلى الكثير من الرعاية والاهتمام، ونظراً إلى صغر سِنّهم وقلّة الخبرة لديهم فإنّ كثيراً من الأمور قد تحصل معهم دون أن يتمكّنوا من التعبير عنها، لذلك يحتاج الأهل إلى مراقبة الطفل ومتابعته باستمرار، وعليهم عدم الاعتماد على الطفل في إخبارهم بكلّ شيء من أجل حمايته. ومن الأخطار التي قد يتعرّض لها الأطفال هي تغيّر درجة حرارة أجسادهم؛ فالطفل لا يستطيع التمييز بين درجة الحرارة الطبيعية وبين ارتفاعها أو انخفاضها عن المستوى الطبيعي.

ما هي درجة حرارة الجسم

درجة حرارة الجسم تُعبّر عن مقدرة جسم الإنسان على إنتاج الحرارة أو التخلّص منها، بهدف المحافظة على درجة حرارة الجسم ضمن مدى معيّن وثابت، بالرغم من الاختلافات الكبيرة التي تحدث في درجات الحرارة في الوسط المحيط فيه.[١]

درجة الحرارة الطبيعية عند الأطفال

يُعتبر المعدل الطبيعي لدرجة الحرارة عند الأطفال هو 37 درجة مئويّة، وتتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية بين 36,3 درجة مئوية في الصباح الباكر، إلى 37,6 في أواخر المساء، ولكل طفل مدى مُعيّن لدرجة حرارة جسمه تختلف عن طفل آخر، وارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم يصل إلى 38 درجة مئوية قد ينتج عن ممارسةالتمارين الرياضيّة، أو أخذ حمام ماء ساخن، أو التجوّل في الجو الحار، أو حتى نتيجة لارتداء الكثير من الملابس.[٢]

طرق قياس درجة حرارة الجسم

تختلف قيم درجة حرارة الجسم باختلاف المنطقة المستخدَمة للقياس، ويمكن قياس درجة حرارة جسم الطفل من خلال عدّة طرق، منها:

  • تحت اللسان: وتتمّ عن طريق وضع ميزان الحرارة الإلكتروني أو العادي تحت اللسان وإغلاق الشفتين عليه بإحكام، وبعد مرور الفترة المُحدّدة من الوقت تُؤخذ القراءة كما هي.[١][٢]
  • فتحة الشرج: ويتمّ اللجوء إليها إذا كان الأطفال صغاراً في السن، وعلى الأغلب عند الرُّضع، وفي هذه الطريقة يتم وضع بعض الفازلين على رأس الميزان، ويقلب الطفل على بطنه في حضن الأم أو على مكان مريح، ومن ثم إدخال الميزان بلطف داخل فتحة الشرج بما لا يزيد على 1 سم، ويبقى الميزان داخل فتحة الشرج للمدة المُحدّدة مع الميزان، بعد ذلك تُؤخذ القراءة ويتم طرح نصف درجة مئويّة منها للحصول على القراءة الأكثر دِقّة لحرارة الجسم.
  • تحت الإبط: لا تعتبر هذه الطريقة دقيقة القياس كتلك التي تعتمد الفحص من خلال الفم أو فتحة الشرج، وهنا يوضع رأس الميزان في المنطقة الوسطى من الإبط، مع إغلاق الذّارع عليه، والانتظار للمدة المُحدّدة على الميزان، وبعدها يتم أخذ القراءة والتي قد تكون أقل بمقدار يصل إلى درجة مئوية كاملة من القراءة التي تُؤخذ عن طريق الفم.
  • داخل الأذن: في العادة يُستخدم الميزان الالكتروني لقياس الحرارة من داخل الأذن، وتتم عملية القياس من خلال سحب الأذن للأسفل والخلف إذا كان عمر الطفل أقل من 12 شهراً لتسهيل دخول الميزان، بينما يتم سحب الأذن للأعلى والخلف إذا تجاوز عمر الطفل 12 شهراً، ويتم إدخال رأس الميزان بلطف وحذر إلى داخل الأذن باتجاه الطبلة، وبعدها يتم تشغيل الميزان، والانتظار للمدة المُحدّدة وأخذ القراءة بعد ذلك.
  • من الجبين: وهنا يستخدم ميزان على شكل شريط بلاستيكي، يتم وضعه على منطقة جافة من الجبين والانتظار للمدة المُحدّدة على الميزان، ومن ثم تؤخذ القراءة قبل إزالة الميزان عن الجبين، وتعتبر هذه الطريقة أقل دقة من غيرها، لذلك إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر أو كانت درجة الحرارة عالية، أعلى من 39 درجة مئوية، يُفضّل التأكّد منها باستخدام طريقة قياس أخرى.
  • باستخدام المصّاصة: وهو ميزان حرارة على شكل مصاصة أو لهّاية، يتم وضعها في فم الطفل، ليقوم بمصّها مدّة مُحدّدة، ومن ثم إعطاء قراءة لدرجة حرارة الجسم، وتعتبر هذه الطريقة غير دقيقة أيضاً، ويُفضّل التأكد مرة أخرى من صحّة درجة الحرارة باستخدام طريقة قياس مختلفة إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر أو كانت درجة الحرارة أعلى من 39 درجة مئوية.

أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال

ارتفاع درجة الحرارة هي استجابة طبيعية لجسم الإنسان عند الإصابة بالتهاب أو مرض معين، فارتفاع الحرارة يعتبر عَرَض أو علامة لوجود مرض، وليس مرضاً بحد ذاته، لذلك يجب معالجة المرض المُسبّب بارتفاع الحرارة، بالإضافة إلى محاولة خفض درجة حرارة الجسم، ومن الأسباب الشائعة لارتفاع درجة حرارة عند الأطفال ما يأتي:[٣]

  • الإصابة بالتهاب، فارتفاع درجة الحرارة يساعد الجسم على محاربة المرض وقتل الجراثيم، والجدير بالذّكر أن مدى الارتفاع في درجة الحرارة لا يُعبّر بالضرورة عن خطورة المرض من عدمه، فالتهاب بسيط قد يؤدّي إلى ارتفاع كبير في درجة الحرارة، بينما قد يُحدث مرض خطير ارتفاع طفيف في الحرارة.
  • كثرة الملابس في الجو الحار قد تؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة الأطفال خصوصاً عند حديثي الولادة، لأن أجسامهم لا تزال غير قادرة على تنظيم درجة حرارة الجسم كغيرهم من الأطفال الأكبر سناً، ولأن ارتفاع الحرارة عند حديثي الولادة قد يكون مؤشر لوجود مرض خطير، يجب استشارة الطبيب في حال ارتفاع الحرارة لديهم حتى لو اعتقد أن كثرة الملابس هي السبب.
  • إعطاء المطاعيم للأطفال والرُّضع قد يُصاحبه ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، وهذا لا يدعو للقلق.

علاج ارتفاع الحرارة عند الأطفال

للتّخفيف من أعراض الحُمّى وارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال يمكن اتّباع النّصائح الآتية:[٣]

  • إذا كان الطفل متعباً يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة، كالباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، والأيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، وعلى الجرعات التي تناسب عمر الطفل ووزنه كما يُخبر بها الطبيب أو الصيدلاني.
  • لا يجب إعطاء أدوية خافضة للحرارة إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر قبل أن يتم عرضه على الطبيب لمعرفة السبب في ارتفاع درجة الحرارة.
  • التّخفيف من الملابس التي يرتديها الطفل، واستبدالها بملابس خفيفة وباردة؛ لمساعدة جسمه على التخلّص من الحرارة.
  • تجنّب استخدام حمّامات الثلج أو الكمادات الباردة، فقد تُسبّب الشعور بالقشعريرة وارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • إعطاء الطفل كميّات وافرة من الماء والسوائل لمنع حدوثالجفاف.
  • إعطاء الطفل الحريّة في تناول ما يريده من الأطعمة، وعدم إجباره على الأكل إن لم يرغب في ذلك.
  • مساعدة الطفل على الرّاحة والنوم، ويُفضّل عدم خروجه من المنزل أو ذهابه للمدرسة أو الحضانة أثناء فترة المرض.

انخفاض درجة حرارة جسم الطفل

يحدث الانخفاض في درجة الحرارة عندما تقلّ عن 36 درجة مئوية، وقد تحدث بسبب التعرّض لفترات طويلة للبرد الشديد، أو التعرّض للتيّارات الباردة وغيرها، وتظهر على الطفل بعض الأعراض منها: الارتعاش، وبرودة الأطراف، وفقدان التركيز، وغياب الإدراك، وغيرها، ويجب معالجة الانخفاض في الحرارة بسرعة لأنّها قد تُسبّب توقّف القلب والوفاة.[٤]

زر الذهاب إلى الأعلى