أيزنهاور ، ومبدأه السياسي
أيزنهاور ، ومبدأه السياسي
وايت ديفيد أيزنهاور Eisenhower Doctrine ، سياسي عسكري تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 1953 وحتى 1961 ، وهو الرئيس الرابع والثلاثون للولايات المتحدة ، والقائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية ، وقائد أعلى لقوات حلف الناتو عام 1951.
ان لأيزنهاور دورا كبيرا في الضغط على الإتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة وانهاء الحرب الكورية ، كما عمل إيزنهاور على إعادة تنظيم ميزانية الدفاع نحو الأسلحة النووية ، وأطلق سباق الفضاء ، كما قام بتوسيع الضمان الإجتماعي ، بالإضافة لإنشائه نظام الطرق السريعة بين الولايات وبعضها البعض .
مبدأ إيزنهاور :
اشتهر مبدأ إيزنهاوز الذي تضمنه خطابه الذي ألقاه في الكونغرس عام 1957 حول الوضع في الشرق الأوسط ، والذي يتيح لأي دولة المطالبة بالمساعدات الإقتصادية من القوات المسلحة الأمريكية عند تعرض الدولة للتهديد من دولة أخرى ، وكان إيزنهاور يخص بهذه التهديدات تهديد الإتحاد السوفيتي وأي دولة تسيطر عليها الشيوعية الدولية .
من الناحية السياسية فإن المبدأ جاء ردا على احتمال قيام الإتحاد السوفيتي استخدام العدوان الثلاثي ذريعة لدخول مصر ، خاصة بعد المواقف التي اتخذها جمال عبد الناصر باتخاذ الموقف الإيجابي ، وتكوينه قاعدة قوة يستخدمها لإشعال المنافسة بين السوفيت والأمريكان .
لى المستوى الإقليمي هدف إيزنهاوز على مد الأنظمة العرببية بالبديل عن وقوعهم تحت سيطرة جمال عبد الناصر السياسية ، وتقويتهم مع العمل على عزل النظام الشيوعي في العالم وذلك بعزل عبد الناصر ، ولكن مبدأ إيزنهاور باء بالفشل الذريع ، حيث تنامى نفوذ عبد الناصر عام 1959 ، حتى تمكن من تكوين زعامات الدول العربية ، بما فيها العراق والسعودية ، ثم تدهورت علاقات عبد الناصر مع السوفيت بعد فترة ، مما هيئ الفرصة للولايات المتحدة للتحول إلى سياسة التكيف مع عبد الناصر .
كما هدف مشروع أيزنهاور لملء الفراغ الإستعماري في المنطقة العربية بدلا من انجلترا وفرنسا والذي كانت مبدأه تتمثل في :
– تفويض الرئيس الأمريكي السلطة لإستخدام القوة العسكرية في الحالات التي يراها ضرورة لضمان السلامة إقليميا ، وحماية الإستقلال السياسي لأي دولة ، او مجموعة من ا لدول في منطقة الشرق الأوسط ، إذ طلبت تلك الدول المساعدة لقاومة أي اعتداء عسكري تعرضت له من أي جهة تسيطر عليها الشيوعية .
– تفويض الحكومة في تفويض برامج المساعدة العسكرية لأي دولة أو مجموعة من دول المنطقة إذا ما أبدت استعدادها لذلك ، وتفويضها لتقديم العون الإقتصادي اللازم لهذه الدول لدعم القوة الإقتصادية لها وحفاظا على استقلالها الوطني .
شككت غالبية الدول العربية في مبدأ أيزنهاور حيث اعتبروا أن الصهيونية الإستعمارية تمثل الخطر الحقيقي ، وبالرغم من ذلك فقد استغلت بعض الدول الفرصة للحصول على المساعدات الإقتصادية والعسكرية ، ومن تلك الدول مصر وسوريا اللتان كانت تدعم من قبل الإتحاد السوفيتي ، وعارضتا في البداية مبدأ أيزنهاور وكلا منهما حصل على المساعدات الأمريكية حتى قيام حرب 1967، ومن أمثلة الدول التي تم تطبيق مبدأ إيزنهاور أيضا ومبادئه العسكرية عليها لبنان ، حيث تدخلت الولايات المتحدة بناء على طلب من رئيس لبنان كميل شمعون .