أقعوا الأزيار لتقيكم من الأمراض
منذ الأربعاء الماضي أصبت بوعكة خفيفة، وبعد أن بلغت أشدها ذهبت إلى الطبيب، وأنا من الفئة التي لاتطيق أبداً مراجعة الأطباء أو تناول الأدوية، ثقافتي “شعبية” بحتة في العلاج، استخدم غالباً أغذية طبيعية تناسب كل مرض مستفيداً من تجاربي وخبرة والدتي متعها الله بالصحة والعافية.
المهم تحت إصرار “أم مهند” وهي تتحلى بثقافة “مدينة” ولدت وتربت وترعرعت فيها طاوعتها وذهبت، سألني الطبيب عدة أسئلة بعضها عادية وأخرى مُدهشة، من المُدهشة قال لي “إنت جاي من بره السودان”!
الصراحة طبيب خلوق وذكي وشاطر هذه الأسئلة لاتقلل منه فقد يكون له فيها مآرب أخرى، المهم أعطاني أدوية ونصحني بتناول مياه صحة أو مفلترة، وعدم شُرب مياه “الحنفية إطلاقاً ” لأن معظم هذه المياه ملوثة.
في طريق عودتنا إلى المنزل سألتني أم مهند في السيارة “إنت لمن الدكتور قال ليك هل بتشعر “بخفقان أو ضربات قلب” ليه قلت ليهو لا? قلت ليها ما بشعر، قالت لا بتشعر، إتغالطنا، طلعت المدام الله يجازيها بالخير عارفه ضربات قلبي وحاسباها أكثر مني .
المهم قصة “تلوث المياه ” دي عملت لي هاجس كبير وخاصة مع الأطفال، ومن دربي طوالي عرجت على مركز وكيل لفلاتر تنقية المياه الأمريكية والألمانية، تقول عايزين نشتري شيفروليه أو مرسيدس.
أعطاني البائع محاضرة في تنقية المياه حافظها صم كأنني زائر لمعرض أجهزة تنقية المياه العالمي، وأنا همي كله في السعر، وهو مدور في الشرح مراحل التنقية وماعارف الضمان ومشغل ليهو نموذج كده لفلتر تشوف الطمي المترسب في أول مرحلة يزرع فيك خوف يخليك تركض ركض لتشتريه.
آخرتها صدمني بأن سعر الجهاز 5 آلاف جنيه، برّاحة لملمت أطرافي على أقرب بقالة وشغال قوارير مياه صحة بالأقساط.
بالأمس حكيت ماحدث لصديق عزيز من أصدقائي مُثقف جداً، قال لي يا عيسابي أنت جادي يازول فلتر شنو ومراحل شنو، دا كلو نصب في نصب على الخلق، عندك الفلتر الطبيعي الربنا حبانا بيهو كسودانيين ومتعنطسين عليهو، الألمان يصنعوا لينا منتجهم الصناعي دا ويبحثوا عن منتجنا الطبيعي في لهفة قلت ليهو دا شنو كمان دا ? .
قال لي الزير بتاع الفخار الواحد دا بخمسين جنيه بس، أمشي بالله أقرأ عنه فقد قرأت دراسة علمية مثيرة عن فوائد الماء بالفخار وشفتها في رقبتي دي .
قال الباحثون أنّ الماء يفقد نسبة كبيرة من قيمته الطبيعيّة أو طاقته الحيوية لدى مروره بالأنابيب والمواسير، فلا يستفيد الشارب عند تناوله مباشرة من حنفية المياه، وقد اصطلح البعض على تسميته بالماء الميّت، ونقصد بذلك أنّ الماء يتوفّر في الطبيعة على شكل جزيئات تتحد مع بعضها بأشكال وروابط هلاميّة وهندسيّة خاصّة، فعندما يمرّ الماء في الأنابيب فإنّ الضغط الواقع عليها يُدمّر هذه الروابط والأشكال؛ فيفقد هذه الطاقة الحيويّة، أمّا آنية الفخار كونها مصنوعة من مادة الفُخار التي تعدّ أقرب المواد الموجودة في الطبيعة إلى الإنسان فإنّه يحتفظ بها، لذا يُنصح بوضع الماء المخصّص لأغراض الشرب أو الطهي داخلها، كي يستفيد جسم الإنسان استفادة قصوى منه.
ويستخدم البعض الماء الموضوع بالفخار لعلاج بعض أمراض الكلى والحصوات بسبب صفائه وخلوّهِ من الشوائب بالترشيح، ممّا يسمح بتنظيف الجسم من السموم، وتطهير المجاري البوليّة خاصّة من يعانون من انسدادات متكرّرة فيها بفعل الرواسب والحصوات، كما يُساعد في علاج مرضى الربو، وحساسيّة الجهاز التنفسي بتخليص المجرى التنفسيّ من الشوائب والبلغم، خاصّة في فترات هبوب الرمال والأتربة، كما أنّ ماء الفخار يساعد في تخفيض نسبة السكر في الدم، لذا يلجأ إليها بعض مرضى السكري، علاوة على أنّه يوفّر الأوكسجين الضروري لطاقة الجسم وصحّة الدماغ، بسبب احتفاظه بالشكل الطبيعيّ للماء الموجود في الطبيعة. تمّ إجراء فحص بحثيّ على الماء في الأواني البلاستيكيّة، والنحاسيّة، والزجاجية، إلى جانب الفخار أو الزير، فظهر أنّ الفخار هو الوحيد الذي استطاع إعادة العناصر الحيويّة للماء، ومُقاومة البكتيريا الضارّة في الماء، ما يؤهّله لأنّ يكون وعاء حفظ مثاليّ للماء الصالح للشرب والطهي .
وصيتي ليكم “أقعوا الأزيار” والعارف محلها يديني خبر .
وفي أمان الله .
بقلم : ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)