أفضل قصائد الشاعر نجيب سرور
لشاعر المصري ” نجيب سرور” هو من أشهر الشعراء في الوطن العربي ولد في محافظة الدقهلية في عام 1932 وقد لقب بشاعر العقل، وقد برزت ميوله المسرحية في مطلع شبابه فترك دراسة الحقوق والتحق بمعهد التمثيل وحصل على الدبلوم في عام 1956، وقد اشترك في عدد من الأعمال المسرحية، كما درس الإخراج المسرحي حينما سافر في بعثة إلى الاتحاد السوفييتي، وعندما عاد إلى أرض الوطن أنتح الكثير من الأعمال المسرحية والشعرية والنقدية حتى اعتبر من أهم فرسان المسرح المصري في فترة ازدهاره، وله الكثير من الأعمال الشعرية والدواوين الشهيرة التي قد لاقت اهتماما كبيرا من قبل محبي الشعر ولازالت إلى يومنا هذا تحظى بنسبة إعجاب كبيرة مع اختلاف الأجيال، وفي هذا المقال نقدم أفضل ما قاله الشاعر نجيب سرور.
قصيدة كلمات في الحب
آمنت بالحب .. من فيه يبارينى
والحب كالأرض أهواها فتنفينى
إنى أصلى ومحراب الهوى وطنى
فليلحد الغير ماغير الهوى دينى
ماللهوى من مدى
فاصدح غراب البين
هذى غمود المدى ..
أين المداوى أين ؟!
ألوجد يلفحنى لكنه قدرى
يانار لا تخمدى باللفح زيدينى
أنا الظما إن شكا العشاق من ظمأ
شكوت وجدى إلى وجدى فيروينى
جاء الطبيب وقال :
«أنا العليل .. أنا»
يافرحة العذال
فمن أكون أنا؟
تخذت من وحدتى إلفا أحاوره
من لوعة القلب ترياقا يداوينى
رافقت حتى الفراق لأنه قدرى
فيا رفاقى رأيت البعد يدنينى !
بعدت كى اقترب
وقربت كى ابتعد
ياويحه المغترب
ما للهوى من بلد !
ياقلب بالله لا تسكت فإن مدى
من القرون غراماً ليس يكفينى
صفق وزغرد وقل هاتوا سهامكم
يا ليت كل سهام العشق ترمينى
ما نفع نبضك إن لم يستحل دمى
إن لم ترق يا دمى ماذا سيرقينى
مضى الشباب هباء
يا ليت كنا عشقنا
ها نحن أسرى الشقاء
فى العشق هلا أفقنا !!
هجرتكم وشبابى فى الدماء لظى
وجئتكم وحريق الشيب يطوينى
سلوا الليالى هل ضنت بنائبة
سلوا النوائب .. يادور الطواحين !
آمنت بالحب من فيه يبارينى
والحب كالأرض أهواها فتنفينى
قصيدة لزوم ما يلزم
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
” يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام .
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة .
قولوا ” لدولسين ” الجميلة (1) ..
” أَخْطَابَ (2) ” .. قريتى الحبيبة :
” هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة ..
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص ..
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! ” .
( 2 )
– ها أنت تقفز للنهاية ،
– هلا حكيت من البداية .
– ولمن أقول ؟ !
– هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية :
– ألها عقول ؟
– ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر ،
أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر ؟ !
( 3 )
يا سيداتى يا أميراتى الحسان ..
أن لن أقول لكن ما أسْمى بين فرسان الزمان ،
ولتنطق الأفعال من قبل اللسان ..
… … … … … …
من أين أبدأ والظلام ،
يلتفت فى أقصى الوراء وفى الأمام !
عرجاء حتى الذاكرة ..
والذكريات !
يا سيداتى معذرة ..
أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام ،
وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف !
الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بين الكلام ،
الصمت ليس هنيهة بعد الكلام ،
الصمت حرف لايُخَط ولا يقال ..
الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم ؟ !
عجباً .. أتضحك من كلامى السيدات .
” مم الضحك ؟ ! “
قصيدة احباطات شعرية
الإحباط الأول :
لأن العصر مثل النعش ..
لأنى جثة فى النعش ..
لأن الناس .. كل الناس ..
دمى من قش ..
لأن ..
لأن ..
(المعنى فى بطن الشاعر ،
والشاعر عدو خواء البطن ،
جوعان فى القرن العشرين ،
والإنسان الجائع كلب
كم فى الجيب ؟
ماذاكنت أقول ..
كنت أقول الشعر ..
أشعر أنى ميت ..
فإلى الفول بزيت ! .)
الإحباط الثانى :
بالأمس عدت فى الصباح ..
من رحلة الضياع فى المدينة ..
كان الصباح مثل وجه قرد ..
والشمس مثل إست قرد ..
وحين كنت أعبر الطريق ..
كادت تدوسنى سيارة !
كأنها تخالنى إنسان ..
ياغابة النعال ..
أليس ثم من مكان ..
فى الأرض لا يدوسه إنسان !
(ياقريتى ..
يا ..
قد شوهوها لم تعد تلك التى أحببتها ..
مدينتى كقريتى فى جوف أخطبوط !
علمتنى الغناء يا إخطاب ..
غنيت ، كم غنيت ..
وها أنا أغوص فى رمال الصمت ..
واختنق .
العش يحترق ..
ويهرب العصفور ..
يا أيها العصفور عد ..
يا أيها العصفور عد ..
يا أيها ..
لا فائدة !)
الإحباط الثالث :
ألليل أخطبوط !
مدينتى فى الليل تدعى الهدوء ..
لكننى أموء ..
كقطة جريحة فى البرد ..
مدينتى ابراج ..
والبرد كالكرباج ..
مشيت طول اليوم ..
كما مشيت كل يوم ..
فى الليل والنهار ..
بغير مأوى يامدينة السواح ..
ياجعبة الجراح !
هذا الهدوء مصطنع ..
ألوحش يستريح ..
لكى يقوم فى الصباح ..
يستأنف الهجوم !
الأخطبوط ..
– بطاقتك !
– تفضلوا !
– ما مهنتك !
– كثيرة هى المهن !
لكنه النصيب !
– ما حرفتك ؟
– قد ادركتنى حرفة الأدب !
أنا أقو الشعر !
– وتكتب الأشعار ؟
– وآسف أنا !
ألم أقل هو النصيب ؟!
– هو التشرد .. الشغب ..
هيا معى
( ويثقب الصباح نافذة ..
هذا أنا فى الحبس !
الليل والنهار أخطبوط )!
الإحباط الرابع :
أفتش فيك عن إسمى ..
وانت مدينتى أمى ..
معلمتى .. وملهمتى ..
وقابلتى وقاتلتى ..
افتش فيك ..
اعلان :……………..
سينما :……………..
مسرح :……………..
اذاعة :……………..
تلفزيون :……………..
صحف :……………..
مجلات :……………..
كتب :…………….. !!
الإحباط الخامس :
حين ترون الموت الأسود ..
الطاعون .. بأى مدينة ..
لا يدخل باب مدينتكم للموت مغامر ..
لا يخرج من باب مدينتكم أى مهاجر ..
فالموت الأسود لا يجدى منه هرب ..
لا يعصم منه الطب ..
لا تجدى الحيلة حين يغوص النصل المسموم بقلب!
لا يجدى السيف المدفع ..
لا تجدى الحرب !
لا يجدى غير الصبر الإصرار الصمت ..
والمكر بكل صنوف المكر !
ليس يفل الشر ..
غير الشر ..
( الإحباط الخامس محبط ..
فليعبر من غير هوامش !! )
الإحباط السادس :
لاتنتظر ، أيها الربان إنى متعب ! لا .. تــ .. نــ .. تــ .. ظ .. ز .. نى
لا .. تنــ ..
( ناظم نام ..
تعب الآباء فناموا ..
ماذا فى وسع الأنباء !
لكن .. لكن .. أين أنام ؟! )
الإحباط السابع :
نفس الإحباط الأول ..
( ياللعصر اللولب ..
فلنبدأ من حيث