أسلوب التحليل الطرحي
تحليل الضوء الأبيض
إن لون الضوء الأبيض الذي نراه هو في الحقيقة ليس كذلك ، وإنما يحتوي على عدة ألوان ولكن عيننا البسيطة المجردة لا تستطيع رؤيتها ، ولكن عند إستخدام وسائط معينة فإننا سنتمكن من تحليل هذا الضوء ورؤية مكوناته وألوانه الحقيقية على أرض الواقع .
نجد أن هناك طريقتان مستخدمتان في الوقت الحاضر لتحليل الضوء هما :
أولاً – طريقة التحليل التكميلي
ثانياً – طريقة التحليل الطرحي
سوف نقوم في الطريقة والحالة الأولى بالقيام بخلط الأضواء الملونة النابعة من مصادرها الأولية والتي تعمل وتقوم هي نفسها بنشر هذا الضوء كما نراه في المصابيح المختلفة وفي شاشات التلفزيون الملونة وغيرها من الوسائط ، ونجد أنفسنا هنا أننا نقوم بعملية التحليل التكميلي لألوان الضوء وذلك بقيامنا بإسقاط الأضواء الملونة على أي سطح أبيض وذلك ليتمكن من القيام بعكس الضوء الساقط عليه كلياً ، وسنجد أن هذا السطح سيعكس لوناً خليطاً من الأضواء الملونة.
وفي الطريقة والحالة الثانية سوف نقوم بعملية خلط الألوان الصادرة والنابعة من مصادر ثانويةٍ مثل الأجسام أو تلك المواد التي لا تقوم هي بحد ذاتها بنشر الضوء وإنما تقوم هنا بعملية التحليل الطرحي لألوان تلك المواد شريطة أن تكون لديها القدرة الجيدة على خلط هذه الألوان بشكل جيد ، و يستخدم هنا عادة الألوان اللبدية.
وسبب هذه الألوان يرجع لكون هذه المواد توجد صبغات بها، تعمل وتقوم على إمتصاص جزء من هذا الضوء الساقط عليها، ثم نجدها بعد ذلك تقوم بعكس ضوء له نفس ألوان الطيف ولكن معدلة مما يعمل على إعطاء لون ما للمادة، و للتسهيل سوف نقوم بتقسيم ألوان الطيف للضوء الأبيض إلى ثلاثة أقسام أخرى مناظرة للون الأحمر واللون الأخضر واللون الأزرق .
ونجد أن جميع الدراسات التي قامت حول تكوين شبكية العين قد أظهرت هذا التقسيم لألوان الطيف إلى ثلاثة أقسام.
أولا ً– قسم التحليل التكميلي حيث يمكن تحليل أغلب “ألوان الضوء” وبالأخص منها اللون الأبيض وذلك بإضافة ثلاثة أضواء ملونة تسمى الألوان الأولية ، شريطة أن يكون من الإستحالة القيام بتحليل أي لون منها عن طريق إضافة أحد اللونين الآخرين. وهذه الألوان هي اللون الأحمر واللون الأخضر وكذلك اللون الأزرق والتي بعد أن نقوم بخلطها معا نحصل على اللون الأبيض.
ويمكن تمثيل هذا أيضا بالطريقة التالية: تتميز الألوان الثلاث الأولية بأطوال موجية تعادل ثلث ألوان الطيف للضوء الأبيض. ونلاحظ أن هذه الطريقة تستخدم في شاشات التلفزيون.
ثانياً – وهي طريقة وأسلوب التحليل الطرحي ويمكننا كذلك تحليل الألوان المختلفة بعد القيام بطرح جزء كبير إلى حد ما من كل الإشعاعات المضيئة للضوء الأبيض ، و من هنا جاءت تسميته هنا بالتحليل الطرحي، فتستطيع المادة بفضل تلك الصبغات المتواجدة فيها من القيام بعملية طرح جزء من هذه الإشعاعات الضوئية الساقطة عليها. ويمكننا أن نختار ذلك الجزء الذي سيتم إمتصاصه بعد ذلك من ألوان الطيف وذلك بواسطة خلط المواد المناسبة والذي بدوره سوف يؤدي إلى خلق وإيجاد لون جديد سيكون مناظراً للضوء الحقيقي المنعكس بعد عمليات الطرح تلك ، وعوضاً عن القيام في دراسة دور تلك الصبغات مباشرةً فسوف نقوم بدل ذلك بنمذجتها وذلك بواسطة المرشحات، حيث سيقوم المرشح ذو اللون” س ” بإمتصاص جميع ألوان الضوء جميعاً ما عدا اللون الخاص به، فإنه سوف يسمح بنفاذه فقط فنحصل على إثر ذلك على الألوان التي يطلق عليها إسم ألوان المادة؛ فإن من الملاحظ أن ألوان الطيف للضوء الأبيض والساقط على مرشح أصفر مثلاً لا تحتوى على الإشعاعات الصفراء .