أسباب الحمل العنقودي
الحمل العنقودي
قبل التطرق للحديث عن أسباب الحمل العنقودي، علينا توضيح مفهوم الحمل العنقودي والذي يتمثّل بحالة تُصيب السيدة تُشبه إلى حدٍّ كبير الحمل الطبيعي، ولكن في الحمل العنقودي لا وجود للجنين؛ إذ يحدُث تضخّمٌ في حجم المشيمة بفعل وجود بعض الحويصلات أو الأكياس فيها والتي تتجمّع داخل المشيمة فوق بعضها مُشكلةً ما يُشبه عنقود العنب، ومن هنا جاءت تسميته بالحمل العنقودي؛ ففي هذه الحالة يكبر حجم البطن بشكل كبير وغريب ولا يتناسب مع مراحل الحمل المُعتادة.
أسباب الحمل العنقودي
يعود السبب في حدوث هذا الحمل إلى حدوث خلل في عدد الكروموسومات عند حصول عملية التلقيح، وينقسم هذا النوع من الحمل إلى قسمين:
- حمل عنقودي كامل: ويحدث عندما يقوم الحيوان المنوي بتلقيح بويضة فارغة ممّا يعني أنّ الكروموسومات القادمة من الأب سوف تتكرر لتُشكل نسختين من الجينات الذكرية دون وجود أيّة كروموسومات من جهة الأم، ممّا يُشكّل مجموعة من الأكياس داخل المشيمة، وتظهر هذه الأكياس واضحةً من خلال التصوير بجهاز الألتراساوند، والجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الحمل العنقودي هو الأكثر شيوعاً.
- حمل عنقودي جُزئي: وهو أقل شيوعاً من النوع السابق، وفي هذا الحمل يكون داخل البويضة عدد طبيعي من الكروموسومات وهو 23 كروموسوماً قادمةً من جهة الأم، بينما يكون عدد الكروموسومات القادمة من الأب 46 كروموسوماً بدلاً من 23 كما في الحمل الطبيعي، وهذا يعني أنّ الكروموسومات القادمة من جهة الأب تمّ نسخ عددها إلى نسختين، وقد يرجع السبب أيضا إلى تلقيح اثنين من الحيوانات المنوية لنفس البويضة. قد يتكوَّن جنين في الحمل العنقودي الجُزئي ولكن هذا الجنين لا يُمكن أن يبقى حياً، ويقوم الجسم بالتخلص منه لأنه غير طبيعي في جيناته الوراثية.
أعراض الحمل العنقودي
كي تُميّز السيدة بين هذا الحمل والحمل الطبيعي تظهر عليها بعض الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب بشكل فوري، وهذه الأعراض هي:
- نزول دم بكميات كبيرة أو قليلة، والأهم من كمية الدم هو لون هذا الدم الذي يكون إما بنيّاً داكناً، أو أحمر فاتح جداً، ويتكرر نزول هذا الدم باستمرار.
- غثيان يرافقه استفراغ شديد ومُتكرر.
- يكون إفراز هرمون الحمل بكمية كبيرة أكثر من من الكمية التي يتم إفرازها خلال الحمل الطبيعي.
- نزول أكياس صغيرة من المهبل.
- قد يُصاحب هذا النوع من الحمل ارتفاع في ضغط دم السيدة.
تشخيص وعلاج الحمل العنقودي
كي يتأكّد الطبيب من وجود الحمل العنقودي فإنه يجري تحاليل لمعرفة نسبة هرمون الحمل في الجسم، فإن كانت مرتفعةً بشكل أكبر من اللازم، يقوم بتصوير رحم السيدة عن طريق جهاز الألتراساوند لرُؤية إن كان هناك جنين أم لا، وقد يكون هناك جنين كما ذكرنا في الحمل العنقودي الجزئي ولكن هذا الجنين يموت في بداية الحمل. يُمكن علاج هذا الحمل بعدة طرق أهمها:
- إجراء عملية تنظيف للرحم للتخلّص من بقايا الأكياس التي تكونت في المشيمة.
- قد يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى استئصال الرحم؛ حيث تكون الأكياس ملتصقةً بجدار الرحم مما يجعل التخلص منها عن طريق التنظيف أمرا صعباً.
على السيّدة التي مرت بمثل هذه التجربة تأجيل الحمل لفترة لا تقل عن سنة، مع ضرورة متابعة الطبيب كل شهر أو شهرين حتى تزول آثار الأكياس المُكونة للحمل العنقودي تماماً.