أبرز العوامل الحيوية الموجودة على وجه الأرض
اللغة العربيّة هي لغةٌ جامعة حاوية لكلّ معنى يتعذّر على باقي اللغات أن يحتوي بمثل مخزونها، وسعة المخزون اللغوي لّلغة العربيّة خصوصاً وافقَ أن تكونَ هي لغة القرآن الكريم، فالقرآن كلام الله تعالى هو الكلام الخالد الباقي من دون تحريف أو تغيير، ولغته العربيّة المُبينة هي الحُجّة على كُلِّ البشريّة لأنَّ ما من معنى أفلت من ثنايا اللغة البراقة، بل جمعتهُ وأظهرت كلّ مدلولاته، ومن الجميل في اللغة العربيّة وجود الثنائيات التي نستخدمها في وصف أمرين أو شيئين لهما خواصّ مشتركة وروابط تربط بينهما، ومن هذا المُنطلق سنتحدّث عن إحدى هذهِ الثنائيات التي تصف لنا اللبن والماء.
ماذا يُطلق على اللبن والماء
اللبن هو كلمة يفهم منها البعض الحليب الرائب ولكن المقصود فيها هو الحليب السائل الذي نحصل عليه من ثدي الثدييات كالبقر وغيره، وأيّاً كان المقصود فإنَّ لكليهما فوائد عظيمة وجمّة، ومن أهمّ فوائد اللبن أو الحليب هو احتوائه على نِسب عالية من الكالسيوم التي تعمل على نموّ العِظام والأسنان بالشكل السليم، ولا يخلو هذا الأمر من اللبن الرائب الذي نحصل عليه من الحليب أيضاً، ويقوم اللبن أيضاً بحماية المعدة من والأمعاء ويقوم بالوقاية من الالتهابات فيها، ويعمل كبرنامج غذائي متوازن من خلال تقوية الجسم وجهاز المناعة وامداده بالطاقة النشاط، ويتميّز اللبن بلونه الأبيض الذي منه أطلق عليه وعلى الماء اسم الأبيضان، وعلى الرغم من أن الماء لا لون له إلّا أنَّ تسمية اللون الأبيض أقرب ما تكون للماء من بقيّة الألون الأخرى، واللون الأبيض دليل النقاء والصفاء الذي يتميّز به الماء، واللون الأبيض أيضاً رمز للحياة الصحّة التي يتميّز به الماء، فلا غرابة أن يُطلق اسم الأبيضين على اللبن والماء.
والماء هو من أبرز العوامل الحيوية الموجودة على وجه الأرض، فلا أحد يستطيع الحياة ولا تستقيم الحياة أساسً على كوكب الأرض من دون الماء، ومن ميّزات الأرض التي جعلها الله للأنام هو وفرة الماء فيها والتي لا توجد على كوكب آخر، والماء هو عبارة عن تركيب كيمائي جزيئي يتكوّن من ذرتيّ الهيدروجين وذرّة واحدة من الأكسجين، ويكون هذا المركّب المحتوي على ملايين الجزيئات من الأكسجين والهيدروجين معاً أساساً للحياة وعنواناً لها.
ونسبة الماء على سطح الأرض تعدل ثلثي مساحة اليابسة، وإذا ما قدّرنا أيضاً حجم تواجد الماء في جسم الإنسان أيضاً لوجدناه الأكثر والأعظم، فاللبن يبني الجسم والعظام ويدخل في تركيبه من خلال عناصره الأساسيّة، والماء يتكوّن من الجسد وهو حياةٌ له، فلا بُدَّ عندها أن يكون للجسد حياةٌ بيضاء نقيّة عنوانها الصحّة والحياة ومن خلال الأبيضان اللبن والماء.