أعراض الأمراض

ما هي أعراض هبوط السكر

هبوط السكر في الدم

هبوط السكر في الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia) هو وجود مستويات منخفضة من السكر في الدم، ويُعدّ السكر مصدر الطاقة الرئيس في الجسم، وتختلف الأسباب المؤدية إلى هبوط السكر؛ منها ما هو مرتبط بالأدوية التي تُستخدَم في علاج مرض السكريّ، ومنها ما هو غير مرتبط بمرض السكريّ.[١] يحدث هبوط السكر في الدم نتيجة اختلال التوازن بين هرموني الجلوكاجون (بالإنجليزية: Glucagon) والإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)،[٢]فالإنسولين هو الهرمون الذي يساعد الجسم على الاستفادة من الجلوكوز أو السكر الموجود في الطعام لتزويد الجسم بالطاقة أو لتخزين الجلوكوز لحين الحاجة له، ويقوم بتنظم مستويات السكر ضمن الحدود الطبيعية،[٣] أمّا الجلوكاجون فهو هرمون معاكس في وظيفته للإنسولين، ويُفرَز كردّ فعل عند هبوط السكر في الجسم، وفي الحالات التي يحتاج فيها الجسم لكميات أكبر من السكر مثل القيام بالتمارين القوية.[٤]
عندما ينخفض السكر إلى ما يقرب الثمانين مغ/ديسيليتر في الدم، ينخفض مستوى الإنسولين لدرجة تمنع حدوث هبوط السكر في الدم، ولكن عندما يقل مستوى السكر أكثر، يرتفع هرمون الجلوكاجون وهو خط دفاع الجسم الأول ضد هبوط مستوى السكر الشديد في الدم، ويعدّ هومون الإبينيفرين (بالإنجليزية: Epinephrine) الهرمون الثاني الذي يحارب هبوط السكر في الدم، ويلعب هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) والكاتيكولامينات (بالإنجليزية: Catecholamines) الأخرى دوراً في ذلك أيضاً.[٢]

أعراض هبوط مستوى السكر في الدم

عندما يصل مستوى السكر في الدم إلى ما دون ال 50 مغ/ديسيليتر، تبدأ أعراض هبوط السكر بالظهور، ويتأثر الدماغ بشكل أوليّ بسبب ذلك؛ لأنّ الدماغ يعتمد بشكل أساسي على السكر للحصول على الطاقة، إلا في حالة الصوم التي يستخدم فيها الدماغ الأجسام الكيتونية (بالإنجليزية: Ketone bodies) كمصدر للطاقة، وعلى عكس باقي أعضاء الجسم، لا يستفيد الدماغ من الأحماض الدهنية الحرة كمصدر للطاقة.[٢] من الأعراض التي يمكن أن تظهر على المريض عند هبوط السكر في الدم ما يأتي:[٥][٦]

  • خفقان القلب.
  • تعب عام.
  • شحوب الجلد.
  • الارتعاش.
  • زيادة التعرّق.
  • الإحساس بالجوع.
  • الانفعال.
  • الإحساس بالوخز حول الفم.
  • البكاء أو الصراخ أثناء النوم.
  • الصداع.
  • الإحساس بالدوخة.
  • الإحساس بالقلق.

عندما تسوء حالة الشخص، وينخفض مستوى السكر في الدم أكثر وأكثر، يمكن أن تظهر على المريض الأعراض الآتية أيضاً:[٥]

  • تشنجات.
  • التشوش وتغير في تصرفات المريض، كأن لا يتسطيع الشخص إنهاء مهامه الروتينية.
  • الاضطرابات البصرية، كغباش في الرؤية.
  • فقدان الوعي.
  • عندما ينخفض مستوى السكر في الدم بدرجة كبيرة، يمكن أن يتصرف الشخص كالمخمور.

أسباب هبوط السكر في الدم

هناك عدة أسباب تؤدي إلى هبوط السكر في الدم منها ما يأتي:

  • هبوط السكر بسبب أخذ كميات كبيرة من الإنسولين.[٢]
  • بعض الأمراض الحرجة، مثل التهاب الكبد الحادّ، واضطراباتالكلى، والجوع لمدة طويلة الذي يمكن أن يحدث في اضطراب الأكل المُسمّى بفقدان الشهية العصابيّ (بالإنجليزية: Anorexia nervosa).[٧]
  • اضطرابات في أيض الكربوهيدرات في الجسم، وفي العادة يتمّ تشخيص هذه الاضطرابات في عمر صغير.[٢]
  • قصور الغدة الكظرية.[٢]
  • شرب الكحول بكميات كبيرة، حيث إنّ شرب الكحوليات دون تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى منع الكبد من تحرير الجلوكوز المخزن فيه إلى مجرى الدم، ممّا يؤدي إلى هبوط السكر في الدم. [٧]
  • الإصابة بالورم الإنسوليني (بالإنجليزية: Insulinoma).[٢]

تشخيص وفحوصات هبوط السكر

يتم تشخيص هبوط السكر في الدم عن طريق ثلاثة معايير، غالباً ما يشار إليها بثالوث ويبل (بالإنجليزية: Whipple’s triad)، ويتضمن المعايير أو العوامل الآتية:[٨]

  • علامات وأعراض هبوط السكر في الدم: ربما لا تظهر هذه الأعراض والعلامات المرضية عند زيارة الطبيب، لذا يمكن أن يطلب الطبيب من المريض الصوم طوال فترة الليل أو لفترة أطول من ذلك، حتى تبدأ أعراض هبوط السكر بالظهور ليتمكن الطبيب من تشخيص المريض. من الممكن أيضاً أن يحتاج المريض للصوم داخل المشفى لمدة أطول، وفي حال هبوط مستوى السكر بعد تناول وجبة الطعام، يجب فحص مستوى السكر بعد تناول وجبة الطعام.
  • توثيق هبوط مستوى الجلوكوز في الدم عند ظهور العلامات والأعراض عن طريق سحب عينة دم لفحصها في المختبر.
  • اختفاء العلامات والأعراض المرضية عند ارتفاع مستوى السكر في الدم.

إضافة إلى هذه المعايير، يمكن أن يقوم الطبيب بفحص المريض سريرياً، ومراجعة تاريخه المرضيّ.[٨]

علاج هبوط السكر في الدم

يتمّ علاج المريض عند هبوط مستوى السكر في دمه بشكل أوليّ لرفع مستوى السكر، ثمّ يتمّ علاج السبب الذي أدّى إلى هبوط السكر في دم المريض لمنع تكرار حدوث الحالة، أما عن العلاج الفوريّ، فيعتمد على الأعراض التي تظهر على المريض؛ فالأعراض الأولية يتم علاجها عن طريق تناول 15غم إلى 20 غم منالكربوهيدرات سريعة المفعول التي تتحول سريعاً إلى سكر في الجسم كعصير الفواكه أو السكاكر، والمشروبات الغازية العادية؛ أي التي تحتوي على سكر، أو أقراص السكر أو هلام السكر، مع العلم أنّه ليس من الجيد في هذه الحالة تناول البروتينات أوالدهون لأنها من الممكن أن تُبطّئ من امتصاص الجسم للسكر. بعد 15 دقيقة، يجب إعادة فحص مستوى السكر في الدم، وإذا كانت مستويات السكر في الدم لا تزال تحت 70 مغ/ديسيليتر، يتم تزويد المريض ب15 إلى 20 غم أخرى من الكربوهيدرات سريعة المفعول، وبعد ذلك يتم تكرار عملية فحص مستوى السكر في الدم بعد 15 دقيقة. يتم تكرار هذه العملية لحين ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى أعلى من 70 مغ/ديسيليتر.[٩]
عندما يصبح مستوى السكر في الدم طبيعياً، من المهم تناول وجبة طعام رئيسية أو خفيفة لاستقرار مستوى السكر في الدم، وتجديد مخزون الجلوكاجون الذي من الممكن أنه تم استنفاده خلال نوبة هبوط السكر. في حال كانت الأعراض شديدة، وأدّى ذلك إلى عدم مقدرة المريض على تناول الكربوهيدرات عن طريق فمه، قد يحتاج المريض إلى تزويده بالجلوكوز عن طريق الوريد أو حقنه بالجلوكاجون، فلا يجب إعطاء الشخص الفاقد للوعي الطعام عبر فمه لأنه من الممكن أن يستنشقه ويصل إلى الرئتين. يجب على الأشخاص الذين يصابون بنوبات هبوط سكر حادّة أن يقتنوا حقيبة الجلوكاجون (بالإنجلزية: Glucagon kit)، ويجب تعليم أقرباء المريض وأصدقاءه كيفية إعطاء المريض حقنة الجلوكاجون عند حدوث نوبة هبوط سكر طارئة.[٩]
لمنع تكرار حدوث حالة هبوط السكر، يجب معرفة السبب الكامن خلف الهبوط من قبل الطبيب وعلاج السبب، فإذا كان السبب هو الأدوية يتم التناقش مع الطبيب لتنظيم جرعة الإنسولين أو الدواء الذي يسبب هبوط السكر، أما إذا كان السبب هو وجود ورم في البنكرياس على سبيل المثال، فيتم استئصال الورم جراحياً، وفي بعض الحالات قد يضطر الطبيب لاستئصال جزء من البنكرياس.[٩]

زر الذهاب إلى الأعلى