الأمومة والطفولة
كيف اعلم طفلي الهدؤ
تبحث كل أمٍ عن الطرق والوسائل التي تجعل الطفل ينشأ بطريقةٍ هادئةٍ داخل البيت وأمام الناس، وتربية الأبناء بشكلٍ عامٍ تحتاج إلى الصبر قبل أي شيءٍ آخر، فلا بدّ أنّه على الوالدين الصبر على تصرّفات الطفل؛ حيث يكون لا يعلم ولا يقدِّر عواقب تصرفاته، كما يجب على الوالدين معرفة طبيعة ابنهما قبل تقرير أسلوب التربية المناسب له، وتقدير احتياجاته ورغباته، ولكن يبقى جميع الآباء يحلمون بالطفل الهادىء المطيع الذي لا يُسبّب لهم المشاكل مع الآخرين بل على العكس يحبون أن يكون اجتماعياً وذا شخصيّةٍ لطيفةٍ، فما هي الطرق التي يمكن للوالدين اتباعها من أجل تربية ابنهم ليكون طفلاً مُطيعاً وهادئاً.
تربية الأبناء على الهدوء
- في البداية لا بدّ على الوالدين التيقّن أنَّ الطفل كالكبير لا يحبّ أن يُؤمر أو يُجبر على فعل أمورٍ هو لا يرغبها وإنّما يُحاول دائماً تقليد الآخرين، لذلك فعند الرغبة بغرس سلوكٍ معينٍ في شخصية الطفل لا بد من الوالدين القيام بهذا الفعل أولاً لأنّ الطفل سيقلدهما ويستطيع الوالدين بذلك إيصال ما يرغبون به بكل سهولةٍ، فمثلاً عند الرّغبة بغرس التحدّث بصوتٍ منخفض يجب عليهما أولاً التحدّث فيما بينهما بهذه النبرة من أجل أن يقلّدهما الطفل فيعتاد على الصوت الهادىء.
- الابتعاد عن ممارسة الضغط على الطفل؛ لأنّ ذلك قد يؤدّي إلى نتائج عكسيةٍ بحيث يصبح الطفل عدوانياً وأكثر مشاغبةً.
- إشراك الطفل بالنّشاطات المختلفة التي تعمل على امتصاص الطاقة الزائدة التي قد يمتلكها؛ فبَعض الأطفال يُعانون من النشاط الزائد وبالتالي لا يُمكن للوالدين الضغط على هذه النوعيّة من الأطفال للتصرّف بهدوءٍ، وإنما يجب إعطاؤهم الفرصة المناسبة لتفريغ طاقاتهم.
- استخدام أسلوب المكافأة للطفل عندما يتصرّف بطريقةٍ هادئةٍ وذلك لتشجيعه على الاستمرار، فجميع البشر يحبون أن يشعروا بالإطراء والمديح عند قيامهم بتصرّفٍ جيد، فما بالك بالأطفال الذين يتأثرون جداً بالمكافآت والجوائز، وهذا من شأنه أنْ يُعزّز هذا السلوك الحسن لديهم.
- الابتعاد عن الازدواجية في التربية؛ لأنّ الأطفال أذكى مما نتوقّع، ويلاحظون التغيير في أي وقتٍ، فالخطأ الذي يقع فيه أغلب الآباء هو تعنيف الطفل على السلوك الخاطىء في البيت وأمام العائلة ولكن عند وجود الناس فإنّهم يمتنعون عن إظهار عدم الرضا عندما يتصرّف ابنهم بطريقةٍ غير مناسبةٍ ممّا يجعل الطفل يستغلّ هذا الأمر للتصرّف بطريقةٍ غير لائقةٍ أمام الناس والتسبّب بالإحراج للوالدين.