اذاعة مدرسية عن الطعام , مقدمة وخاتمة اذاعة عن اداب الطعام
إذاعة عن آداب الطعام
الحمد لله الذي استخلص الحمد لنفسه، واستوجبه على جميع خلقه، الذي ناصية كل شيء بيديه، ومصير كل شيء إليه، القوي في سلطانه، اللطيف في جبروته، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، خالق الخلائق بقدرته، ومسخّرهم بمشيئته، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم صفوته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله بالمعروف آمرًا، وعن المنكر ناهيًا، وإلى الحق داعيًا. أما بعد:
لم يترك لنا الإسلام خيرًا إلا ودلنا عليه، ومن هذا الخير أن علمنا آداب الأكل.
ونحن هنا في هذا اليوم ( …….. ) الموافق ( ……… ) من شهر ( ………. ) لعام ( ………. ) خصصنا الحديث عن آداب الأكل.
نبدأ بالقرآن الكريم:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ * فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ * وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [سبأ: 40 – 45].
♦ ♦ ♦
ثاني فقراتنا حديث وشرح:
حديث وشرح
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ما عاب النبي طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه” رواه البخاري.
شرح الحديث:
أرسل الله تعالى رسوله رحمة للعالمين، وأسوة حسنة للمؤمنين، وجعل منه المثل الأعلى في الخلق الكريم، فكان هاديًا بفضل الله رب العالمين بأقواله وأفعاله، حريصًا على أن يزود أمته بمكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب.
ويحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه وهو من أكثر الصحابة ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم وأعرفهم به، أنه ما ذم طعامًا قط قدِّمَ له، ولكن كان يأكل مما ترغبه نفسه، فإن لم تمل نفسه إلى طعام تركه، من غير أن يذمه، أو ينفر أحدًا منه، وقد قدم إليه ضبٌّ وكانت العرب تأكله، فلم يأكل منه، واعتذر بأنه لم يألفه، ولم يعرفه في أرض قومه، ولكنه لك يعبه، ولم ينفرهم من أكله.
وهذا يدل على عظيم أدبه ومراعاته لشعور الآخرين، فإن طبائع الناس مختلفة، والطعام الذي يحبه شخص قد ينفر منه آخر، يُضاف إلى ذلك أن ذم الطعام يشعر بالاستخفاف بالرزق الذي أنعم الله علينا به.
لذلك كان أدب النبي – في الطعام – دافعًا لنا، إلى رعاية حق الغير، ومذكرًا لنا بنعمة الله تبارك وتعالى علينا.
فعلينا جميعًا أن نعلم أن الطعام رزق، تفضل به الله علينا، فلا يجوز أن نعيبه، بل يجب أن نشكره سُبحانه وتعالى على عظيم نعمه؛ فاللهم لك الحمد والشكر، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
♦ ♦ ♦
نصل إلى كلمتنا الصباحية:
الإقلال من الطعام علاج
في زمن الجاهلية – وقبل مجيء الإسلام – كان الاعتقاد السائد أن كثرة الأكل هي أمر جيد، بل تجدهم يأكلون بشراهة، ويتبارون أيهم يأكل أكثر. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرّهم على هذه العادة السيئة، بل قال: “ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطن! حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنَّفَس” صححه الألباني.
هذا الحديث الشريف هو قاعدة أساسية في علم التغذية، والأطباء اليوم ينصحون بذلك، وانظروا معي إلى البلاغة النبوية: “ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطن” فهذا تأكيد من النبي صلى الله عليه وسلم أنك عندما تملأ بطنك طعامًا وشرابًا، فإن هذا شرّ لك، وبالفعل هذا ما يؤكده الأطباء اليوم!
كذلك عندما نتأمل كتاب الله تعالى نجد قاعدة طبية رائعة، يقول تعالى: ﴿ يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].
حيث جعل الله عدم الإسراف عبادة، يُثاب المؤمن عليها! وهذه روعة الإسلام، لم يقل لك: لا تسرف؛ لأنك ستُصاب بالأمراض فحسب، بل اعتبر أن الإسراف أمر لا يحبه الله، ولا يرضى عنه، وهذا يساعد الإنسان على الاعتدال في الطعام والشراب.
إن هذه الآيات والأحاديث هي دليل صادق على صدق رسالة الإسلام، وأن هذا النبي صلى الله عليه وسلم إنما بُعث رحمة للعالمين، وصدق الله عندما قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].
♦ ♦ ♦
نقف مع طائفة من آداب الأكل والشرب:
من آداب الأكل والشرب
1- التسمية في أول الطعام والشراب.
2- يكره ذم الطعام.
3- يحرم الأكل أو الشرب بالشمال.
4- يستحب الاجتماع على الطعام.
5- يستحب الأكل من جانب القصعة، ويكره الأكل من وسطها.
6- يكره الأكل متكئًا.
7- يستحب الأكل بثلاث أصابع، ولعقها ولعق القصعة.
8- من السنة أخذ اللقمة التي سقطت وأكلها.
9- يستحب تكثير الأيدي على الطعام.
10- يكره التنفس في الإناء، ويستحب التنفس خارجه ثلاثًا.
11- يكره الشرب من فم القربة.
12- يكره النفخ في الإناء.
13- يستحب الشرب والأكل قاعدًا.
14- يحرم الأكل أو الشرب في آنية الذهب والفضة.
15- يستحب التقلل من الطعام والشراب.
♦ ♦ ♦
ونختم بهذه الفقرة:
الأكل والشرب بإسراف يعطل أنظمة الجسم
دراسات كثيرة – كل يوم – تخبرنا بأن الإسراف في الطعام والشراب أمر سيء، ويسبب الأمراض، ويشوش أنظمة عمل الجسم، وهذا ما أمرنا به الإسلام.
الإسراف في الأكل يعطل شبكات كاملة من الجينات في الجسم فيسبب – إلى جانب البدانة – السكري وأمراض القلب. وطور باحثون طريقة جديدة لتحليل الحامض النووي “D.N.A”.
وقال إريك سخادت المدير التنفيذي – لقسم علم الوراثة – بمعامل ميريك للأبحاث “إن البدانة ليست مرضًا ينجم عن تغير فردي في جين واحد. إنها (البدانة) تؤدي إلى تغيير شبكات كاملة”. وحدَّد الفريق شبكات تضم المئات من الجينات، بدت وكأنها خرجت عن القاعدة، عندما تم إطعام فئران بوجبة غنية بالدهون.
وقال سخادت: “اهتزت هذه الشبكة بالكامل، نتيجة تعرضها لوجبة – على النمط الغربي- غنية بالدهون”. ثم انتقل الفريق إلى قاعدة بيانات عن أناس من أيسلندا، تجري عليهم مؤسسة ديكود جيناتكس إنكوربورشن دراسات، ووجد الفريق أن الأشخاص لديهم الشبكات نفسها.
وأعد الفريقان دراسة مفصلة عن ألف عينة دم وقرابة (700) نسيج دهني من المتطوعين الأيسلنديين أنفسهم. وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين سجلوا درجات مرتفعة على مؤشر كتلة الجسم (لقياس البدانة)، أظهروا أنماطًا مميزة لنشاط جينات بأنسجتهم الدهنية، لم تظهر باختبار الحامض النووي المأخوذ من الدم.
يؤكد الباحثون أن الإفراط في الأكل يعطل شبكات كاملة من الجينات بالجسم، فيسبب – إلى جانب البدانة – البول السكري وأمراض القلب. وإن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض، هي الاعتدال في الطعام والشراب وعدم الإسراف.
ختامًا نقول: هذه بعض آداب الأكل، ولكن علينا جميعًا الحرص على التحلي بالآداب التي جاءت بها السنة المطهرة، سواءً في الأكل أم الشرب أم غيرهما من الأعمال.