مقدمة وخاتمة عن الأصدقاء , اذاعة مدرسية عن الصداقة
إذاعة مدرسية عن الأصدقاء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سبحان من سبح الرعد بحمده، وهطل الغمام بذكره، يرسل المرسلين مبشرين ومنذرين، وينزل الكتاب بالحق المبين، الله أكبر مِن إله! ما أحلمه على الطغاة! وما أصبره على العصاة! وما أقربه ممن دعاه! وما أقدره على نصر من تولاه! وما أسمعه لمن ناداه!
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا مزيدًا إلى يوم الدين.
أما بعد:
تتوالى الأيام، وتمر اللحظات، وما تزال إشراقة منبركم الإذاعي تطل عليكم كل صباح. وفي هذا اليوم (…………) الموافق (…………) من شهر (…………) لعام (…………)، نستهل هذا اللقاء بالحديث عن الأصدقاء والزملاء؛ فالصاحب ساحِب، والصديق وقتَ الضيق.
وقد ذكر الله جل في علاه، في كتابه الكريم، الأخلاء وهم الأصدقاء، وبين أهميتهم:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [الزخرف: 67 – 73].
وقد بين المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن الجليس نوعان؛ فاختر من تجالس:
الحديث
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل الجليس الصالح، والسوء، كحامل المسك، ونافخ الكِير، فحامل المسك إما أن يَحْذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة”. متفق عليه.
ونسلك طريق الحكماء، لنخرج منه كنوزًا من ضياء:
الحكمة
• كن بطيئًا في اختيار الصديق، وأبطأ في تبديله.
وتعال معي عزيزي الطالب إلى محور حديثنا الأساس وهو السبيل إلى اختيار الأصحاب والأصدقاء:
اختيار الأصحاب والأصدقاء
لعل من أفضل العبارات التي تصوغ شكل الصاحب والرفيق عبارة الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – حيث قال رحمه الله: “ينبغي أن يكون فيمن تؤْثِرُ صحبَتَهُ خمسُ خِصال: أن يكون عاقلاً، حسن الخلق، غير فاسق، ولا مبتدع، ولا حريص على الدنيا”.
ونلمح في العبارة أن المنهي عنه في الصاحب أكثر من المأمور به، وهي إشارة إلى أن الصفة الحسنة إن وجدت في الصاحب فليست كافية للحكم بصلاحه لصحبتك، بل الأهم انتفاء المنهيات حيث إنها علامة الهلاك:
أولاً: العقل، فهو رأس المال ولا خير في صحبة الأحمق، لأنه يريد أن ينفعك فيضرك، ونعني بالعاقل الشخص الذي يفهم الأمور على ما هي عليه إما بنفسه، أو يكون بحيث إذا شرح له فهم، وهذا مفهوم بالفطرة فلا نظن أن هناك من يحب مصاحبة الحمقى، الذين لا يعرفون ما لا يفعلون.
ثانيًا: حسن الخلق فلا بد منه، فرب عاقل يغلبه غضب أو شهوة فيطيع هواه، فلا خير في صحبته، فلا يغرنك صاحب العقل الراجح، إن ساءت أخلاقه فسيؤذيك أنت أولاً بأخلاقه، قبل أن ينفعك بعقله، وإن لم يفعل تنطبع أخلاقه على أخلاقك ولو بعد حين.
ثالثًا: الفاسق، فإنه لا يخاف الله، ومن لا يخاف الله تعالى لا تؤمن غائلته، ولا يوثق به، وهذا والله من درر الكلام فأمر طبيعي للغاية أن من لا يراعي حرمات الله تعالى هل سيراعي حرماتك؟ وهل تأمنه على نفسك ومالك؟ كلا والله وإن ظهر منه عكس ذلك. فعند الملمات والخطوب تظهر الحقائق وتنكشف، وعندها لا ينفع الندم.
رابعًا: المبتدع، فيخاف من صحبته بسراية بدعته؛ فصاحب البدعة يسرب إليك فهمه الخاطئ للإسلام وبدعته، ولا تشعر، فمثلا كثرة مخالطتك للقبوريين، ورؤيتك لما يفعلونه تقذف في القلوب الاعتقاد في القبور، والتبرك بها، والذبح والنذر لها، والدعاء عندها، وهذا من أخطر الأمور.
خامسًا: الحريص على الدنيا، فإن واجب المؤمن أن يتجنب عشرة طلاب الدنيا، فإنهم يدلونه على طلبها وجمعها، ومنعها عن أصحاب الحق فيها، وذاك الذي يبعد العبد عن طلب نجاته، ويقطعه عنها. ويجتهد في صحبة أهل الخير، ومن يدله على طلب الآخرة، وينبغي الحذر من هذه الصفة بالذات؛ فصاحبها قد يكون صاحب عقل راجح، وخلق رفيع، وليس مبتدعًا ولا فاسقًا، ولكنه غافل عن الله تعالى، وليس حريصًا على مرضاته، فتصبح مثله – بعد فترة من الوقت – لا يهمك في هذه الدنيا إلا ذات الدنيا؛ العمل والدراسة والكلية والبيت، وغيرها من الأمور الدنيوية. ولا يصبح في عقلك ولا فكرك حيز ولا مجال لمرضاة الله تعالى والسعي إليها، فيقسو قلبك، أعاذنا الله تعالى وإياك من ذلك.
ومن زاوية التجديد، نخرج ركن الإبداع. ومع فقرة يعجبني ولا يعجبني:
يعجبني ولا يعجبني
يعجبني:
• يعجبني الطالب الذي يصاحب الصالحين.
• يعجبني الطالب الذي يحترم أصحابه.
• يعجبني الطالب الذي يحفظ سر زملائه.
• يعجبني الطالب الذي يسامح أصدقاءه.
• يعجبني الطالب الذي لا يكذب على زملائه.
• يعجبني الطالب الذي لا يغضب من زملائه.
ولا يعجبني:
• ولا يعجبني الطالب الذي يصاحب المهملين.
• ولا يعجبني الطالب الذي لا يحترم زملاءه.
• ولا يعجبني الطالب الذي لا يحفظ سر زملائه.
• ولا يعجبني الطالب الذي لا يسامح أصدقاءه.
• ولا يعجبني الطالب الذي يكذب على زملائه.
• ولا يعجبني الطالب الذي يغضب من زملائه.
دعاء
اللهم إنا نعوذ بك من الدين والجبن والكسل، ونسألك الغنى مع التقى، والقوة مع العدل، والنشاط مع التوفيق
ومع دنو الفراق، نلملم الكلمات، بتحية الإسلام:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته