خاطرة حزينة عن سورية مكتوبة مؤثرة
يقولون من أنت.. فأقول أنا الأمل والوفاء.
يقولون من أين أنت.. فأقول بلدي الحب والعطاء.
أفلا تدرون من أين أنا.. قد جئت.. جئت من بلد الإيخاء.
سوريا هي بلدي.. بلد القوة والكرم والمعطاء.
سأقف بجانب بلدي.. ولن أتخلّى عنها في السراء والضراء.
سأدق أسوار المدينة.. سأقف في أعالي الجبال.
هيا ادفعوا بزعم.. الكفرة هيا قاتلوا الأعداء.
يا ليت من أحد يجيب.. ويجعل من قلبي جليد.
نار تحرق أفئدتنا..ونحن صامتون أذلاء.
سوريا لا تضعفي.. فأنا لم يصيبي الجفاء.
سوريا لا تمهّدي للأعداء..لا تجعلي شعبك يتراجع عند اللقاء.
سوريا نستنجد بالله..أن تبقى قوية ولا تنحني للأعداء.
سوريا اصمدي لا تصمتي..ابقي هكذا وسنكثف الدعاء.
سوريا أحبك أحبك..فلا تبخلي علينا بالقوة والعطاء.
كوني كما عهدناك يا سوريا..كوني قويّةً وصامدة.
يا حسرة على أبطالك..وا آسفاه على بلادنا من الغرباء.
في الماضي كانت فلسطين والآن عروبتنا كلها انتهكت.
سوريا اصبري فإنّا بإذن الله سنكشف للعدى الغطاء.
سنرمم أجزاءنا المتفتتة..سنقاتل بكل شجاعة وإيباء.
إليك أيها الوطن الغالي..كل دعاء إلى أبواب السماء.
سلام عليك يا وطني..إنني مشتاقة للارتواء من مائك.
نحن شعب يرفض الظلم، يحارب من أجل الارتقاء.
اشتقت إليك أيها الوطن الحبيب، وإلى النقاء.
كلنا نضحي بكل غالي..من أجل أن نكون أقوياء.
المجد لنا والعز لنا..وبكل فخر أتكلم ولصوتي أصداء.
تتعالى أصواتنا الجبال..لنقول أنت أيها البلد بلد الصفاء.
ستجد أحضاننا مهداةً لك..ستجد قلوبنا عند رؤيتك كالضياء.
وطني..نعم وطني الحبيب.. بؤساً للمتخاذلين الغرباء.
سنحيا والحرية توأمنا..ونطرد منك كل المتحالفين الأغبياء.
إلى أكبر حب عرفته.. في الوجود وعرفه الأبرياء.
إلى وطني سوريا..كلمة حب.
الله يفرج همك.. يا سوريا فديتك.
انا لست في دنيا الخيال ولا الكرى
وكأنّني فيها لروعة ما أرى..
كيف التفتّ رأيت آية شاعر
لبق تعمّد أن يجيد فينهرا
ما جلق الفيحاء غير قصيدة
الله غناها فجن لها الورى
خلع الزمان شبابها في أرضها
فهوا خضرار في السفوح وفي الذرا
حاولت وصف جمالها فكأنني
ولد بأنمله يحوش الأبحرا
أدركت تقصيري وضعفي عندما
أبصرت ما صنع الإله وصورا
إنّي شهدت الحسن غير مزيف
بئس الجمال مزيفاً ومزورا
قصيدة دمشق إن قلت شعرا
دمشق إن قلت شعراً فيك ردده
قلب كأن خفوق القلب أوزان
أنا وليدك يا أماه كم ملكت
ذكراك نفسي وكم ناداك وجدان
منذ افترقنا نعيم العيش فارقني
والهم والغم أشكال والوأن
دمشق إن أشجت الأوطان مغترباً
إني لأوجع من أشجته أوطان
قصيدة هذي دمشق
هذي دمشق.. وهذي الكأس والرّاح
إنّي أحبّ: وبعض الحبِّ ذبّاح
أنا الدمشقيّ.. لو شرحتم جسدي
لسالَ منه عناقيدٌ.. وتفّاح
ولو فتحتم شراييني بمديتكم
سمعتم في دمي أصواتَ من راحوا
زراعة القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلبي (إذا أحببت) جرّاح
مآذن الشّامِ تبكي إذ تعانقني
وللمآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواح
للياسمينِ حقوقٌ في منازلنا
وقطّة البيتِ تغفو حيث ترتاح
طاحونة البنِّ جزءٌ من طفولتنا
فكيفَ أنسى.. وعطر الهيلِ فوّاح
هذا مكان أبي المعتزِّ.. منتظرٌ
ووجه فائزةٍ حلوٌ ولماح
هنا جذوري.. هنا قلبي:هنا لغتي
فكيفَ أوضح.. هل في العشقِ إيضاح
كم من دمشقيةٍ باعت أساورَها
حتّى أغازلها: والشعر مفتاح
أتيت يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامح هيفاءٌ.. ووضّاح
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباح
تقاذفتني بحارٌ لا ضفافَ لها
وطاردتني شياطينٌ وأشباح
أقاتل القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّحَ نوّارٌ:وقدّاح
ما للعروبةِ تبدو مثلَ أرملةٍ
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراح
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالتهِ
إذا تولاه نصَّابٌ :ومدّاح
وكيفَ نكتب والأقفال في فمنا
وكلّ ثانيةٍ يأتيك سفّاح
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاح
قصيدة فوق ثراك الطاهر
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا
فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا..
حبيبتي أنت فاستلقِ كأغنية
على ذراعي ولا تستوضحي السببا
أنا قبيلة عشاق بكاملها
ومن دموعي سقيت البحر والسحبا
كم مبحر وهموم البر تسكنه
وهارب من قضاء الحب ما هربا
يا شام إنّ جراحي لا ضفاف لها
فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
قصيدة فوق ثراك الطاهر
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا
فيا دمشق… لماذا نبدأ العتبا
حبيبتي أنت… فاستلقي كأغنية
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً.. ما من امرأةٍ
أحببت بعدك.. إلا خلتها كذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها
فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسوار مدرستي
وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها
وكم تركت عليها ذكريات صبا
وكم رسمت على جدرانها صوراً
وكم كسرت على أدراجها لعبا
أتيت من رحم الأحزان… يا وطني
أقبل الأرض والأبواب والشهبا
حبي هنا.. وحبيباتي ولدن هنا
فمن يعيد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلة عشاقٍ بكاملها
ومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكل صفصافةٍ حولتها امرأةً
و كل مئذنةٍ رصعتها ذهبا
هذي البساتين كانت بين أمتعتي
لما ارتحلت عن الفيحاء مغتربا
فلا قميص من القمصان ألبسه
إلا وجدت على خيطانه عنبا
كم مبحرٍ.. وهموم البر تسكنه
وهاربٍ من قضاء الحب ما هربا
يا شام، أين هما عينا معاويةٍ
وأين من زحموا بالمنكب الشهبا
فلا خيول بني حمدان راقصةٌ
زهواً… ولا المتنبي مالئٌ حلبا
وقبر خالد في حمصٍ نلامسه
فيرجف القبر من زواره غضبا
يا رب حيٍ.. رخام القبر مسكنه
ورب ميتٍ.. على أقدامه أنتصبا
يا ابن الوليد.. ألا سيفٌ تؤجره
فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا
دمشق، يا كنز أحلامي ومروحتي
أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟
أدمت سياط حزيران ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا
متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟
سقوا فلسطين أحلاماً ملونةً
وأطعموها سخيف القول والخطبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً
تبيح عزة نهديها لمن رغبا..
هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني
عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا
وعن بساتين ليمون، وعن حلمٍ
يزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا
أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً
ومن يعيد لك البيت الذي خربا
شردت فوق رصيف الدمع باحثةً
عن الحنان، ولكن ما وجدت أبا..
تلفتي… تجدينا في مباذلنا..
من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا
فواحدٌ أعمت النعمى بصيرته
فانحنى وأعطى الغواني كل ما كسبا
وواحدٌ ببحار النفط مغتسلٌ
قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا
وواحدٌ نرجسيٌ في سريرته
وواحدٌ من دم الأحرار قد شربا
إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي
على العصور.. فإني أرفض النسبا
يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌ
أستغفر الشعر أن يستجدي الطربا
ماذا سأقرأ من شعري ومن أدبي
حوافر الخيل داست عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنا.. فلا قلمٌ
قال الحقيقة إلا اغتيل أو صلبا
يا من يعاتب مذبوحاً على دمه
ونزف شريانه، ما أسهل العتبا
من جرب الكي لا ينسى مواجعه
ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
حبل الفجيعة ملتفٌ على عنقي
من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا
الشعر ليس حماماتٍ نطيرها
نحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا
لكنه غضبٌ طالت أظافره
ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا.