متى يكون القمر بدراً
- ١ القمر
- ٢ خصائصُ القمر الفيزيائيّة
- ٣ متى يكونُ القمر بدراً
- ٤ قمرُ الأرض الآخر
- ٥ المراجع
القمر
القمر هو التّابع الطبيعيّ الوحيد للأرض، وهو خامس أكبر قمرٍ – من حيثُ الحجم – في المجموعة الشمسية كُلّها، والتي تحتوي حوالي 150 قمراً، إذ يتجاوزُ قطره 3,000 كيلومتر، ولذلك يظهرُ بوُضوحٍ شديد في السّماء، فهو والشّمسُ (التي تظهر بنفس الحجم تقريباً) يُعتبران أكبر جسمين يظهران في سماء الأرض، والقمر أصغرُ بكثيرٍ من الشّمس، لكنّه يُعتبر قريباً جدّاً من الأرض؛ إذ تفصلهُ عنها مسافة ثُلْث مليون كيلومترٍ تقريباً. وقمر الأرض كبير الحجم نسبيّاً؛ فهو أضخمُ من الكوكب القزم بلوتو، ويبلغُ حجمه 27% تقريباً من حجم الأرض، ولذلك فهو أكبر أقمار المجموعة الشمسيّة بالنّسبة للكوكب الذي يتبعُه، فمع أنَّ أربعةً من أقمار المُشتري أكبرُ حجماً منه، إلا أنَّ تلك الأقمار شديدة الصِّغرة بالنّسبة للكوكب الذي تدورُ حوله، وهو المشتري. ولهذا السَّبب فإنّ للقمر تأثيراً كبيراً على الأرض، فهو قادرٌ على إحداث تغيّراتٍ طفيفة عديدة في طقسها وتضاريسها بواسطة قوّة جاذبيّته، وتُسمّى هذه قُوى المدّ والجزر، تبعاً لحركة مياه المُحيط التي تُسبِّبُها.[١]
وقد لاحظ الإنسانُ منذ الأزمنة القديمة أنَّ شكلَ القمر كان يتغيَّرُ في كلّ يوم، فيزدادُ حجمه تارةً ويقلّ في تارةٍ أُخرى، وكان هذا التغيّر يحدثُ بنمطٍ ثابت، فاستفادت منه الشّعوب القديمة كوسيلة لاحتساب الأوقات والتّواريخ لمئاتٍ عديدةٍ من السّنين. وتعتمدُ بعض التّقاويم القديمة على الأشهر القمريَّة كأساسٍ لاحتساب الوقت، وأهمُّها الآن هو التّقويم الهجريّ، وفي هذه الحالة تكونُ بداية الشّهر عندما يظهر القمر في طُور الهلال، ومُنتصفه عندما يصل البدر، أي الاكتمال، ونهايته عندما يُصبح مُحاقاً، أي يظهرُ في السّماء مُظلماً بالكامل.[١]
خصائصُ القمر الفيزيائيّة
تُوجد عدّة فرضيّات تُحاول تفسير كيفيّة تكوّن القمر، إلا أنَّ أحدثها وأكثرها قُبولاً بين العلماء هي (فرضية الاصطدام الكبير)، وتقترحُ هذه النظريّة أنَّه أثناء المراحل المُبكّرة من تكوّن الأرض وعندما لم تكُن قد وصلت حجمها وكتلتها الحاليَّيْن بعد، اصطدم بها كوكبٌ آخر بحجم المرّيخ تقريباً، ويُسمّى الآن ثيا (بالإنكليزية: Theya).
بعد التّصادُم الكارثيّ اندمج جزءٌ ضخمٌ من كُتلة ثيا مع كوكب الأرض، إلا أنَّ كميّةً عملاقةً أيضاً من صُخور الأرض وقمر ثيا تحطَّمَت وتطايَرَت إلى الفضاء، وتجمَّعت تلك الصّخور لتُكوّن القمر الحالي. وللقمر تركيبٌ كيميائيُّ معدنيُّ؛ ففي أعماقِه نواةٌ صغيرة جدّاً لا يتجاوزُ حجمها على الأرجح 1% أو 2% من حجمه الكُليّ، مُكوَّنةٌ بمُعظمها من الحديد، بالإضافة إلى بعض الكبريت والعناصر الأُخرى. وللقمر طبقةٌ من الدّثار تقع بين نواته وقشرته (مثل الأرض تقريباً)، وهي مُؤلَّفةٌ من الحديد والمغنيسيوم، وتمتدُّ لمسافة 1,330 كيلومتراً، وتعلُوها قشرةٌ رقيقةٌ بقُطر 70 كيلومتراً تقريباً، وهي تتألَّفُ من الأُكسجين، والسّيليكون، والمغنيسيوم، والحديد، والكالسيوم، والألومنيوم. لا تُوجد على القمر أيّ ظواهرَ جُيولوجيّة، ولذلك فإنَّ العاملَ الوحيد في تغيير شكلِ سطحه هو سُقوط النّيازك والكويكبات عليه.[١]
متى يكونُ القمر بدراً
البدرُ في اللّغة العربيَّة هو القمرُ كامل الاستدارة،[٢] يكونُ القمر بدراً في مُنتصف دورته حول الأرض، بالضّبط في ليلة اليوم الرّابع عشر من الشَّهر القمريّ، والتي يُقَال لها ليلة البَدْر. والشّهر القمريّ هو الفترة الزمنيّة اللازمة لدوران القمر حول الأرض، والتي تبلغُ 27.3 يوماً تقريباً. والبدرُ هو أحد الأطوار الكثيرة التي يمرّ بها القمر كلَّ شهر، والتي يزدادُ حجمه فيها حتّى يُصبح دائرةً كاملةً ساطعةً، ومن ثمَّ يخفتُ ببُطءٍ ليُصبح دائرةً مُظلمةً مرّةً أُخرى.[٣]
يعود السَّببُ في توالي أطوار القمر إلى أنَّ القمر يدورُ بصُورة مُستمرّة حول الأرض، وأثناء دورانه تسقطُ عليه أشعَّة الشّمس بزوايا مُختلفة. وعندَ النّظر إلى القمر من على سطح الأرض سيبدُو وكأنَّ نصفهُ مُضيءٌ دائماً، ونصفه (الذي لا يظهرُ عندها للرّاصد) مُظلمٌ دائماً. ولكنَّ القمر لهُ مدار حول الأرض وليس الشّمس، وعند النَّظر إليه من على الأرض يبدو وكأنَّه يقتربُ من الشّمس، ووقتها يُصبح مُظلماً، أو يبتعدُ عنها، ووقتها يُصبح بدراً. لو كان يُوجد أيّ جسمٍ غير القمر يدورُ حول الأرض فكانت ستكونُ له نفس الأطوار تماماً. وتُسمّى مراحل القمر كالآتي:[٤]
- المُحاق (دائرةٌ مُظلمة تماماً).
- هلال أوّل شهر (هلالٌ يكبُر).
- الرّبع الأول (نصفُ قمر).
- أحدب مُتزايد (قمرٌ حجمه أكبر من النّصف وأقلّ من البدر).
- البدر (دائرةٌ مُكتملةٌ).
- أحدب مُتناقص (نفس الأحدب المُتزايد لكنّه يتقلَّص).
- الرّبع الثّالث (نصفُ قمر).
- هلال آخر الشّهر (هلال يصغُر).
يحدُث كسوف الشّمس دائماً عندما يكونُ القمر في طُور المُحَاق؛ لأنَّه يكونُ بجانب الشّمس، ولذا يُمكن أن يصدف وأن يمرَّ من أمامه تماماً كما يُرَى من بعض بقاع الأرض. وأمّا الخُسوف فلا يحدثُ سوى في طُور القمر البَدْر؛ لأنَّ القمر يكونُ في الجهة المُقابلة للشّمس تماماً من السَّماء، وبالتّالي يُمكن أن يحدثَ وتحجبَ الأرض نورَ الشّمس عنه.[٣]
قمرُ الأرض الآخر
انتشر في خلال سنة 2015 بعض التّساؤلات عن إصدار ناسا خبراً أصاب النّاس بالصدمة، حيث قيل إنّ ناسا قد أعلنت أنّ للأرض قمراً آخر سيظهر في تشرين ثاني (نوفمبر) لعام 20155، واسمه كرويثن 3753، لكن تمّ تفنيد هذا الخبر وتوضيح أنّه كُويكب يدور حول الشّمس كما الأرض، وصدف أن تقاطع مع مدار [[كيف تدور الأرض حول الشمس|الأرض]ي في عام 1986م عندما تم اكتشافه، وفي الحقيقة لا يمرُّ هذا الكُويكب بجوار الأرض سوى مرّة واحدة كلّ ثلاثة قرونٍ ونصف، وهو جزءٌ من مجموعةٍ كبيرةٍ من الكُويكبات التي تقعُ قرب الأرض، ويمرُّ واحدٌ من هذه الكُويكبات بين الأرض والقمر مرَّة كل أسبوعٍ تقريباً، ومرّة كل فترةٍ طويلةٍ جدّاً يصطدمُ بعضها بالأرض أو القمر.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت Charles Q. Choi, [Moon Facts: Fun Information About the Earth’s Moon “Moon Facts: Fun Information About the Earth’s Moon”]، Space.com, Retrieved 13-11-2016.
- ↑ “البَدْر”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2016.
- ^ أ ب Fraser Cain, “WHAT ARE THE PHASES OF THE MOON?”،Universe Today, Retrieved 13-11-2016.
- ↑ حمزة المزيني، “فَهْمُ أطوار القمر”، صحيفة الشرق، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2016.
- ↑ Jessica Orwig, “Think twice before you say that Earth has two moons”، Business Insider, Retrieved 13-11-2016.