التطور الحديث لعلم الاجتماع
علم الاجتماع
على الرغم من حداثة علم الاجتماع كاتجاه أكاديمي في الجامعات ظهر في قارة أوروبا وانتشر منها إلى بقية أنحاء العالم، إلا أنّ جذور دراسات علم الاجتماع كأحد العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة تعود إلى العديد من القرون الماضية، ويهتم المنهج الاجتماعي بدراسة السلوك البشري الاجتماعي لمساعدة قادة الدول المختلفة على وضع السياسات الاجتماعيّة، والاقتصاديّة وغير ذلك.
منذ ظهور علم الاجتماع بصورته الحديثة وهو محل نقاش بين الأكاديميين لوضع تعريف دقيق ومجال محدد للدراسة، ويمكن القول إنّه العلم الذي يهتم بوصف النظم الاجتماعيّة من نشأتها وتطورها، وحتى العلاقات الاجتماعيّة المختلفة، والمقارنة بين المجتمعات على اختلافها وتنوعها، وبذلك هو يدرس الإنسان في محيطه الجمعي ولا يدرس الحالات الفردية للبشر والذي يعدّ أحد اختصاصات علم النفس.
نشأة وتطور علم الاجتماع
تعود بدايات النظريات الاجتماعيّة في العالم إلى الحضارة المصريّة القديمة التي عرفت نظام المدينة المستقلة قبل اليونان بعدة قرون، واستطاع المصريون وضع نظريّة اجتماعيّة بدائيّة لتنظيم المجتمع إلى طبقتين، الأولى الطبقة الحاكمة المقدسة، والثانية طبقة العامة، ثمّ تطور الأمر بعد ذلك إلى ظهور طبقات جديدة مع تطور المجتمع.
عرفت العديد من الحضارات الشرقيّة القديمة نظام الطبقات الاجتماعيّة في الهند والصين، أما في اليونان فوضع كلّ من أفلاطون وأرسطو العديد من النظريات في التنظيم الاجتماعي، من أشهرها كتاب السياسة لأرسطو، وفي الحضارة الإسلاميّة وضع الفارابي نظريته عن المجتمع، وهي توافق نظريّة أفلاطون في تأسيس المدينة الفاضلة، إلى أن جاء ابن خلدون ووضع أساساً لعلم الاجتماع الحديث من خلال ما سماه بعلم العمران البشري.
التطور الحديث لعلم الاجتماع
خرج علم الاجتماع في القرن التاسع عشر الميلادي في القارة الأوروبيّة من رحم الفلسفات الحديثة، حيث صاغ أوجست كانط مصطلح علم الاجتماع عام ألف وثمانمئة وثلاثين ميلادي، وسرعان ما انتشر المصطلح أكاديمياً للدلالة على كلّ دراسة علميّة تخص المجتمع، ووضع هربرت سبنسر أول مؤلف مخصص لهذا الفرع العلمي الجديد في الولايات المتحدة الأمريكيّة باسم علم الاجتماع، وهو أحد الفلاسفة الإنجليز، ومن بعده بدأت كلّ من الجامعات الأوروبيّة والأمريكيّة في إنشاء أقسام مخصصة للدراسات الاجتماعيّة في كليات العلوم الإنسانيّة، وترأّسها فلاسفة كبار أخذوا على عاتقهم وضع نظريات ومؤلفات في التنظيم الاجتماعي، ومن أشهر مؤسسي علم الاجتماع الحديث كلّ من إميل دوركايم، وماكس فيبر، وكارل ماركس، كما تأسست جمعيات علم الاجتماع حول العالم في القرنين التاسع عشر والعشرين ميلادي.