سر مثلث برمودا
يتناقل النّاس كثيراً أخباراً عن حدوث ظواهر غريبةٍ خارجةٍ عن المألوف ، فيقف الإنسان أمامها محتاراً في تفسير سببها ، و من هذه الظواهر ما يكون مبنيّاً على الأوهام و منها ما يكون مبنيّاً على واقعٍ يصعب تفسيره أو معرفة كنهه ، فكثيراً ما يتحدّث النّاس عن رؤية أطباقٍ طائرةٍ في الفضاء و يتوهّمون أنّ هناك عالماً آخر يسكن بجوارنا أو حوالينا ، و الحقيقة العلميّة و الشّرائع السّماويّة تنفي ذلك و تؤكّد أنّ المخلوقات التي خلقها الله سبحانه و تعالى هي الإنس و الجنّ و هي وحدها الخاضعة للاختبار و الامتحان بالإضافة إلى مخلوقاتٍ خلقها الله للتّسبيح و التّقديس و العبادة و هي الملائكة ، فظاهرة رؤية مخلوقاتٍ أو أطباقٍ فضائيّةٍ ظاهرةٌ يفنّدها العلم و العقل و الشّريعة .
و من بين الظّواهر التي شغلت العلماء و أرّقت تفكيرهم ظاهرة مثلّث برمودا ، أو ما يطلق عليه بمثلث الموت أو مثلث الشّيطان ، و يقع مثلث برمودا في المحيط الأطلسي بين برمودا و بورتيريكو و فورت لودريل في فلوريدا ، و سمّي بهذا الاسم لاتخاذه شكل مثلث ، و قد تناقل النّاس عن هذا المثلّث أخباراً عجيبةً غريبةً منها أنّهم وجدوا سفناً خاليةً من الرّكاب و كأنّها هجرها ربانها ، و منها أخبارٌ عن طائراتٍ حربيّةٍ أقلعت من قاعدة فلوريدا و لم يعرف مصيرها ، و كذلك حديث النّاس عن أنّ الطّائرات التي تحلّق أو تمرّ فوق هذا المثلّث تكون عرضةً للهبوط في قاع المحيط و التّحطم قطعاً .
و من بين التّفاسير و النّظريات العلميّة التي تحاول مناقشة هذه الظّاهرة هو وجود طبقةٍ من ثلج الميثان و التي تكسو سطح الماء في مثلث برمودا ، و هذه الطبقة من الثّلج تشكّل حالة عدم استقرارٍ في هذا الجزء من المحيط ، بالإضافة إلى أنّ تفاعل هذه الطّبقة مع الهواء يسبّب حالة من الإنفجارات المتكرّرة و التي قد تكون سبباً في غرق السّفن أو تحطّمها ، و ربما يرجع حدوث المشاكل إلى أخطاءٍ بشريّةٍ تحدث من قبل الطّيارين يتسبّب بها خللٌ فنيّ ، و الرّاجح من مناقشة هذه الظّاهرة أنّها لا تستحقّ الكثير من الرّعب و إنّما تحتاج إلى مزيدٍ من الدّراسة و التّمحيص بالاستناد إلى أدوات البحث العلميّ الصّحيح .