احترام الكبير والعطف على الصغير
ان الاسلام دين الحق ودين الاخلاق . لم يقم بترك اي شي ينفع الامة واحترامها الا وقدمه لنا وقام بشرحه فالاسلام اوصانا على احترام الشخص الذي يكبرونا عمرآ وتقديره , واوصانا ايضآ على العطف على الشخص الاصغر منا عمرآ .
ياله من دين عظيم يجعل الامة كاملة صغيرها يحترم كبيرها وكبيرها يعطف على صغيرها .
قال : “ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا” رواه أبو داود والترمذي. اي انه ليس من اخلاقنا ومبادئنا ان لانعطي الكبير حقه من الاحترام والتقدير مهما در منه وتوقير الصغير ومراعاة صغر سنه بالحسنى والقول الحسن والرسول الكريم قد اهتم كثيرا بهذا الجانب وكان اساسه في التعامل مع اصحابه ليعلمنا اسمى القيم واجلها فكان عليه الصلاة والسلام المثل الاعلى في تعاملاته ..ومنها
1.تقديم الكبير على الصغير
كان يبدأ ويقدم الكبير قبل الصغير وله في هذا الجانب القصص والعبر الكثير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح منا كبنا في الصلاة ويقول ” استووا ولا تختلفوا . فتختلف قلوبكم . ليلني منكم أولو الأحلام والنهى(هم الرجال البالغون ) . ثم الذين يلونهم . ثم الذين يلونهم ” قال أبو مسعود : فأنتم اليوم أشد اختلافا . الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح – الصفحة أو الرقم: 432 خلاصة الدرجة: صحيح
2. الترهيب من استخفاف الصغير بالكبير
روى الطبراني في الكبير عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم وإمام مقسط.” والاستخفاف كأن يهزأ به ويسخر منه ويوجه كلاماً سيئاً إليه، وهذا مانراه ونسمعه كثيرا وللاسف الشديد
3. الحياء من الكبير
لأن الحياء خلق يبحث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق الكبير ويدفع إلى إعطاء ذي الحق حقه.
روى ابن ماجة والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه” وروى الشيخان عن أبي سعيد رضي الله عنه قال “لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني”
وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر ان رسول الله قال أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ولا تحت ورقها . فوقع في نفسي أنها النخلة ، فكرهت أن أتكلم ، وثم أبو بكر وعمر ، فلما لم يتكلما ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . فلما خرجت مع أبي قلت : يا أبتاه ، وقع في نفسي أنها النخلة ، قال : ما منعك أن تقولها ، لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا ، قال : ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت . الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: الجامع الصحيح – الصفحة أو الرقم: 6144 خلاصة الدرجة: [صحيح]
اعلى درجات التقدير والاحترام ومثال لامثيل له من افضل جيل لهذه الامه انهم قدوتنا صحابة رسول الله
4 ـ القيام للقادم الصغير
مثال من بيت النبوه في كيف يكون احترام الكبير وانزاله منزلته وتوقير الصغير واعلاء من شأنه روى البخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت:”ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في قيامها وقعودها ـ من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها وقبلته وأجلسته في مجلسها”.
5. حتى الكبير من غير المسلمين
فاخلاقنا وقيمنا تتعدى فتشمل الكافر لاننا نتعامل بقيمنا لابقيمهم موقف لعمر رضي الله عنه ـ مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير يذكر أبو يوسف في كتابة (الخراج) “أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ مر بباب قوم وعليه سائل يسأل ـ شيخ كبير ضرير البصر فضرب عضده من خلفه فقال: من أي أهل الكتب أنت؟ قال يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية، والحاجة، والسن. قال: فأخذ عمر ـ رضي الله عنه ـ بيده فذهب به إلى منزله فرضخ له ـ أي أعطاه ـ من المنزل بشيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم {إنما الصدقات للفقراء والمساكين..} سورة التوبة 60. …. وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه”.