حضارة بلاد الرافدين
- ١ بلاد الرافدين
- ٢ مفهوم حضارة بلاد الرافدين
- ٢.١ المكونات الحضارية
- ٢.٢ اللغة والفكر
- ٢.٣ العلوم
بلاد الرافدين
يُشير مصطلح بلاد الرافدين أو بلاد ما بين النهرين إلى المنطقة الجغرافيّة الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا، والتي تضمُّ حاليّاً مناطق كلّاً من العراق الحديث وسوريا والأجزاء الواقعة بين نهري دجلة والفرات في تركيا، وقد شهدت تلك المنطقة قيام أحد أوائل المراكز الحضاريّة في العالم القديم؛ حيث عرفت أكثر من دولة حققت سيطرة سياسية وحضارية على مناطق كبيرة، إلى جانب التراث الثقافيّ الذي ظل أثرُهُ باقياً إلى يومنا هذا.
مفهوم حضارة بلاد الرافدين
المكونات الحضارية
يكادُ يتّفق الباحثون على تعريف الحضارة بأنها تشمل كلّ الإنتاج الماديّ والمعنويّ لشعب ما، لذا فإن المكوّنات الحضاريّة لبلاد الرافدين شديدة الأهميّة في كونها سابقة على العديد من الحضارات التي أخذت منها وتأثرت بها، فقد ظهرت في تلك المنطقة أساليب زراعية أدّت إلى استقرار أعداد كبيرة من السكان الذين بدأوا في التّعرف على الطبيعة من حولهم فأنتجوا أفكاراً جديدة؛ من فلسفات، وقوانينن وأساطير مختلفة، وديانات، كما اهتموا بالعلوم الفلكيّة والحساب والطبّ في إطار محاولاتهم للبقاء، وعرفوا التنظيم بأشكالٍ ثوريّة شملت الأنظمة الحكوميّة، والاقتصاديّة، إلى جانب الحياة الثقافية لتلك الحضارات التي تمثّلت في الفنون والألعاب والتقاليد الأُسَريّة والعادات الاجتماعيّة.
اللغة والفكر
اختراعُ السومريون لأول لغة مكتوبة في منطقة بلاد الرافدين كان العامل الأهمّ في حفظ المظاهر الحضاريّة المختلفة وتطويرها، وعلى الرغم من أنّها ظلّت لغة الكتابة الدينيّة والعلميّة إلا أنّ اللغات الأكديّة والآراميّة أصبحت أكثر انتشاراً واستخداماً في فترات لاحقة، وقد استخدمت تلك اللغات المكتوبة في حفظ الآداب والأساطير والقوانين، خاصة الأدب البابلي الذي خلّد ملحمة “جلجامش” التي اعتبرت رائدة في الأدب الإنسانيّ، كما أرجع بعض الباحثين أصول الفلسفة إلى حكمة بلاد الرافدين التي دُوِّنت في أشكال حواريّة أو أشعار وأناشيد، وذلك قبل انتقال تلك الأفكار إلى اليونانيّة بدراسة الفلاسفة اليونان المبكرين في بابل.
العلوم
اهتمت الدُّوَل والمُدُن في بلاد الرافدين بالعلوم التي استخدموها لأغراض دينيّة وحياتية، وأهمها علم الفلك والنجوم، الذي استخدم للتنبؤ بالظواهر الطبيعية إلى جانب التنجيم، وقد استخدمت تلك المعارف في وضع تقسيم للعام الواحد مدته اثنا عشر شهراً، مع وجود موسمَيْ الصيف والشتاء، وفي مجال الرياضيات والحساب فقد كان البابليون أول من وضع قواعد عامّة للمساحة، واستطاعوا من خلالها التعرّف على قياسات محيط الدائرة وحجم الأسطوانة والمخروط، كما وضعوا مقياساً خاصاً بهم للمسافة وهو “الميل البابليّ”، ويساوي أحد عشر كيلومتراً، ووضعوا نظاماً للعدّ يعتمِدُ على تقسيم الوحدة إلى ستين جزءاً، والذي أصبح مصدرَ تقسيم الساعة الحديثة، كما قالوا إنّ الدائرة عبارة عن ثلاثمئة وستين درجة، واستخدموا الأسابيع كوحدة لقياس الزمن كما في العصر الحديث.