صراع الحضارات
صراع الحضارات
يُعرف صراع الحضارات أيضاً بصِدام الحضارات؛ يُشير هذا المُصطلح إلى الاختلافات السياسية والاقتصادية والمُندلعة بين الدول القومية خلال الفترة التالية للحرب الباردة، وتشمل كلّاً من الحضارات الإسلامية والصينية واليابانية والهندية والغربية والأفريقية وأمريكا اللاتينية، وتُعزى الأسباب بالدرجة الأولى لهذه الخلافات إلى الاختلاف الثقافي فيما بينها.
يُمكننا تعريف صراع الحضارات بأنّه عبارة عن إطار تَحاوري بين عددٍ من الثقافات المختلفة فيما بينها، نظراً لسعي كلٍّ منها إلى فرض ذاتها وثقافتها على الأخرى، وبالتالي يُهيمن الصراع الرهيب والطغيان الإنساني على هذه الحضارات.
نظرية صراع الحضارات
قدّم الدكتور المغربي المهدي المنجرة في الحادي عشر من شهر فبراير عام 1991م شَرحاً عميقاً لمفهوم صراع الحضارات؛ وجاء ذلك خلال لقاءٍ له مع مجلّة المرأة الألمانية، وقدّم خلاله تفسيراً للمُصطلح مُعتبراً أنّ الحرب الحضارية الأولى تقتصر على حرب الخليج الأولى، وقال بأنّ صراع الحضارات قد تأسس بعد مروره بثلاث مراحل رئيسية لها أثر على مر التاريخ، وخاصّةً خلال القرون الأخيرة الأولى.
جاء مُصطلح صراع الحضارات في أطروحة “صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي” لمؤلفه العالم السياسي الأمريكي صامويل هنتنجتون نشرها عام 1993م؛ حيث قَدّم نظريّةً ليصف ما يدور حول الحضارات الكبرى المُشاركة في الحرب الباردة، وجاءت هذه النظرية بمثابة ردٍّ مباشر لما قدمه تلميذه فرانسيس فوكوياما من أطروحة تحت عنوان نهاية التاريخ والإنسان الأخير.
الأنظمة المؤثرة في صراع الحضارات
- النظام الأول: يتمثّل هذا النظام بالمرحلة التي تمكّن فيها الإنسان من اكتشاف النظام الزراعي، وبناءً عليه فقد نشأت عددٌ من الإمبراطوريات الزراعية الكُبرى وخاصّةً في المنطقة القائمة حول البحر الأبيض المتوسط ومصر واليونان ورومانيا، وعُرفت هذه الحضارات بأنها من أولى الحضارات المتصارعة فيما بينها.
- النظام العالمي الثاني: شَمِلَ هذا النظام ما عاشه الإنسان من استبداد وطغيان على مر التاريخ، وتخللّ هذه الفترة قدوم الرسالات السماوية.
- النظام العالمي الثالث: أثرت الحركة التجارية في هذا النظام بشكل كبير؛ حيث أفضى هذا النظام إلى نشأة الفوائض المالية، وتمكّن الإنسان من تحقيق الاكتشافات الجغرافية والقارية وغيرها الكثير..
- النظام الرابع: تُعتبر الثورات من أبرز سِمات هذا العصر؛ حيث شرعت أمريكا بإقامة المُستعمرات والظهور بشكلٍ جليّ، وجاء ذلك على هامش ما حققته أمريكا الجنوبية من ثورات.
- النظام العالمي الخامس: يعتبر العصر الشاهد على نشأة الإمبراطوريات الصناعية الكبرى؛ حيث انتقَل العالم فيها من استخدام البخار بنقلة نوعيّة إلى اكتشاف الطاقة الكهربائية والنووية، وظهور كلٍّ من الرأسمالية والليبرالية أيضاً.