النظرية العلمية
النظرية العلمية هي عبارة عن مجموعة من النصوص والمعادلات التي تقدم تفسيراً للأحداث والظواهر الطبيعية التي قام العلماء بوضعها عن طريق المشاهدة والتجربة، فتكون القدرة على إخضاع النظرية العملية وتقديمها للتفسيرات للأحداث العلمية جزءاً أساسياً لوصفها بذلك.
ومن أهم السمات التي تميز النظرية العلمية هي قابليتها للخطأ والصواب فلا تكون النظرية العملية ثابتة ولا شك فيها بل إنّ العديد من النظريات يتم إخضاعها للتجربة وإثبات خطأها، وتكون النظرية العلمية في العموم مؤقتة ولا تصف الواقع بشكل دقيق كليّاً إذ إنّها قابلة للتكذيب أو التطوير مع مرور الزمن فعلى سبيل المثال كان الناس في البدايات يفرضون أنّه لا يمكن للإنسان أن يستطيع الطيران وهذا ما تم إثبات عكسه في أيامنا هذه إذ استطاع الإنسان الطيران بعد عدد من المحاولات والتجارب وهو ما أصبح أمراً عاديَاً في أيامنا هذه.
وتختلف النظرية العلمية عن الحقيقة والقانون العلمي فمع العلم بأنّه لا يوجد ما يسمى بالحقيقة الأزلية في العلم فمن الممكن أن يتم إثبات خطأ أي نظرية أو حقيقة علمية بعد عدد من السنين فما لا جدال في صحته في أيامنا هذا قد يكون هو نفسه الخطأ الأعظم بعد عدة أجيال، لكن الحقيقة هي عبارة عن ظاهرة أو حدث يمكن ملاحظته وقياسه وتم إثباته باستمرار عن طريق التجارب المختلفة، أمّا القانون العلمي فهو محاولة وصف هذه الظواهر الكونية باستخدام طرق عدة كالمعادلات الرياضية أو النصوص التي تصف سلوك الأجسام والمواد في الكون كقوانين نيوتن للحركة أمّا النظرية فهي محاولة تفسير السلوك أو الظواهر للمواد في الكون عن طريق الأدلة التي نحصل عليها من الحقائق في العادة، فعلى سبيل المثال يمكن اعتبار سقوط الأجسام على سطح الأرض حقيقة لا يختلف عليها اثنان على كوكب الأرض، وقد أوجد العالم إسحاق نيوتن القانون العلمي الذي يفسر هذه الظاهرة وهو ما يعرف بقانون الجاذبية لنيوتن، أمّا النظرية التي تقوم بتفسير هذا السلوك فهو النظرية والتي قام اسحاق نيوتن بوضعها عندما شرح سلوك الجاذبية بين الأجسام ومن ثم قام آينشتاين بوضع تصحيحات لنظرية الجاذبية لنيوتن التي تم استخدامها في الميكانيكا الكلاسيكية إلّا أنها لا تزال تُستخدم حتى يومنا هذا إذ تقدم تقريباً قريباً للدقة لسلوك الأجسام نتيجة لقوى الجاذبية.
وهنالك عدد من النظريات التي تم وضعها وتغيرت مع مرور الزمن فعلى سبيل المثال هنالك نظرية الانبعاثات في علم البصريات لابن الهيثم والتي قال فيها أنّ العين تقوم ببعث إشعاعات للقيام بعملية الرؤية وهو ما تم إثبات عكسه في علوم الفيزياء الحديثة إذ تعد العين مستقبلاً للأشعة وليست مرسلاً لها.