إزالة التوتر والقلق
رغم أن التوتّر والقلق يصيبان كل إنسان، إلا أنك قد تستغرب إنّ علمت أن التوتّر بمفهومه الحالي لم يكن معروفاً كما هو الآن قبل عام 1950م، ولكن أعراض التوتّر كانت موجودة بالطبع، أما تشخيصه وتسميته فلم تتم حتى ذلك التاريخ، ولأن التوتّر أمر شائع بين كثير من الناس ولأنه من الممكن أن تضع حداً له، فقد جلبنا لك عدة حلول للتخلص من التوتّر والقلق والعيش بسلام داخلي وهدوء، ولكن عليك أن تكون على علم أولاً بما هو التوتّر وما هي مسببات التوتّر.
- ١ ما هو التوتّر
- ٢ كيف نستجيب للتوتّر
- ٣ أعراض التوتّر الزائد
- ٣.١ الأعراض الإدراكية
- ٣.٢ الأعراض العاطفية
- ٣.٣ الأعراض الجسدية
- ٣.٤ الأعراض السلوكية
- ٤ متى يصبح التوتّر زائداً عن الحد
- ٥ أسباب التوتّر
- ٥.١ المسببات الخارجية للتوتّر
- ٥.٢ المسببات الداخلية للتوتّر
- ٦ التعامل مع التوتّر وأعراضه
ما هو التوتّر
إنّ التوتّر هو استجابة طبيعية من جسمك لبعض الأمور التي تخل من توازنك الطبيعي بطريقة أو بأخرى. فعلى سبيل المثال، عندما يواجه جسمك خطراً سواء كان حقيقاً أم لا فإنّ نظام الدفاع في جسمك يستجيب تلقائياً لهذه التغيرات بالهجوم أو الهرب أو التجمد مكانك، فيفرز جهازك الدفاعي هرمونات التوتّر كالأدرينالين والكورتيزون وتعمل هذه الهرمونات على إعلان حالة الطوارئ في الجسم، فيزيد معدل ضربات قلبك وتتقلص عضلاتك ويزداد ضغط الدم ويتسارع التنفس، وهذه الأعراض تزيد من سرعة ردة فعلك وتزيد من تركيز وتهيؤك للكر أو الفر تبعاً للحالة التي تتعرض لها، فهذه الطريقة هي التي تخول جسمك للدفاع عن نفسه، ولا بأس من الشعور بهذه الاستجابة، فهي ما تجعلك تحافظ على تركيزك وحيويتك أثناء عملك، وفي حالات الخطر، تنقذ هذه الاستجابات حياتك فهي تعطي قوة أكبر للدفاع عن النفس، واستجابة التوتّر هذه هي ما تجعلك تقبل التحديات، وهي ما تجعلك في أعلى حالات التركيز أثناء قيامك بعرض ما، أو ترأس اجتماع في العمل، وهي ما تدفعك للدراسة قبل الامتحانات، ولكن إذا ازداد التوتّر عن حده فإنّه يعطي تأثيراً سلبياً على كل من أدائك ومزاجك وصحتك وعلاقتك وحياتك بشكل عام.
كيف نستجيب للتوتّر
من المهم أن تكون على دراية عندما يخرج التوتّر عن السيطرة ويزداد عن حده الطبيعي، فإحدى أخطر الأمور المتعلقة بالتوتّر هو مدى سرعة تسلله وتمكنه من جسدك، وقد يهمل بعض الأشخاص السيطرة على التوتّر ومعالجته حتى يغدو أمراً طبيعياً ومعتاداً ولا يلاحظون حتى مدى تأثيره السلبي عليهم فقد أصبح جزءاً منهم، ويؤثر التوتّر على العقل والجسم والتصرفات ويختلف التوتّر وحدته والاستجابة له من شخص لآخر، فهو لا يؤدي إلى مشاكل جسدية وعقلية خطيرة فحسب، بل قد يتعدى ذلك ويؤثر سلباً وبصورة واضحة على علاقتك مع الآخرين في المنزل والعمل ومكان الدراسة.
أعراض التوتّر الزائد
فيما يلي أهم الأعراض والإشارات التحذيرية الشائعة للتوتّر، فإن كنت تعاني من كثير من هذه الأعراض فأنت على الغالب تعاني من التوتّر الزائد عن الحد
الأعراض الإدراكية
- مشاكل في الذاكرة.
- عدم القدرة على التركيز.
- رؤية الأشياء السلبية فقط.
- أفكار متوتّرة ومتسارعة.
- القلق الدائم.
الأعراض العاطفية
- المزاجية.
- الغضب السريع.
- عدم القدرة على الاسترخاء.
- الشعورة بالوحدة والانعزال.
- الإحباط والشعور العام بعدم السعادة.
الأعراض الجسدية
- الآلام الجسدية.
- الإسهال أو الإمساك.
- الغثيان والدوخة.
- آلام الصدر وسرعة نبضات القلب.
- نزلات البرد المتكررة.
الأعراض السلوكية
- الأكل بصورة أكثر أو أقل.
- اضطرابات النوم.
- عزل نفسك عن الآخرين.
- التخلي عن وتجاهل المسؤوليات.
- تعاطي الكحول أو المخدرات أو السجائر.
- عادات التوتّر (كقضم الأظافر).
ولكن عليك أن تتذكر أن هذه الأعراض يمكن أن تكون نتيجة مشاكل صحية أخرى، إذا اعتقدت أنك تعاني من أعراض التوتّر، عليك مراجعة الطبيب للتأكد من ذلك فالطبيب يمكن أن يحدد إذا ما كانت الأعراض التي تشعر بها مرتبطة بالتوتّر أم لا.
متى يصبح التوتّر زائداً عن الحد
لأن التوتّر يمكن أن يسبب أضراراً جسيمة بصحتك الجسدية والنفسية، لذلك فإنه من المهم أن تضع حداً له وأن تتنبه أنك الآن قد تخطيت حدود التوتّر الطبيعية، ولكنه ليس بالأمر السهل تحديد قاعدة عامة للتوتّر الزائد عن الحد فالناس مختلفون ويختلفون في ردود أفعالهم تجاه الصدمات والمواقف التي يتعرضون لها،ولكنك يمكن أن تلقي نظرة على علاقاتك بالآخرين وعلى مظهرك وعلى عواطفك لتعرف إذا ما كان التوتّر قد نال منك أم لا. ومن المهم أن تعرف الأمور التي من شأنها أن تؤثر على الحد من توتّرك:
- الدعم: يمكن لشبكة من أصدقائك وأفراد عائلتك الإيجابيين أن تشكل دفعة قوية لك وحداً رادعا للتوتّر،وبالمثل فكلما زاد انطوائك ووحدتك زادت أعراض التوتّر وحدته.
- قدرتك على التحكم: سيكون من السهل عليك أن تتحكم في حدة التوتّر وشدته إذا كنت تملك الثقة بنفسك وبقدراتك،فهذا يساعدك على فرض نوع من السيطرة على حياتك، أما إذا كنت تشعر أن أمور حياتك خارجة عن السيطرة دائماً فأنت غالباً تعاني من التوتّر.
- مواقفك وتوقعاتك: إن الأشخاص الإيجابين هم عادة الأقل تعرضاً للتوتّر فهم يستطيعون أن يتمالكون أنفسهم ويخوضوا التحديات ولديهم حس من الدعابة ويتقبلون التغير الجزئي في حياتهم.
- القدرة على التعامل مع عواطفك: من المهم أن تدرك أنك قد لا تجد دائماً من يدعمك ويقف بجانبك في توتّرك، لذلك عليك أن تتعلم أن تفعل ذلك بنفسك، فالقدرة على إحداث توازن في مشاعرك هو أمر مهم جداً وهو كذلك مهارة مكتسبة يمكن تعملها مهما كان عمرك.
- مدى استعدادك وخبرتك : كلما زادتك معرفتك عن التوتّر وأسبابه وأعراضه ومدته، كلما زادت قدرتك على التحكم به والحد منه.
أسباب التوتّر
إنّ الأسباب التي تؤدي إلى التوتّر متنوعة ويختلف تأثيرها من شخص لآخر، قد تكون مثلاً جدولاً مضغوطاً أو علاقة متوتّرة، وبالمثل فإنّ أي عمل يجهدك كثيراً ويتطلب منك تركيزاً كبيراً يمكن اعتباره عملاً موتراً وقد تتضمن هذه الأعمال أموراً إيجابية كتحضيرات الزواج أو شراء منزل أو الحصول على ترقية، وبالطبع فالتوتّر لا يتنج دائماً عن عوامل خارجية بل يمكن أن يكون نابعاً من داخلك كالقلق الدائم حيال شيء قد يحدث أو قد لا يحدث، أو أفكارك السلبية المتعلقة بالحياة. ومن المهم أن تراقب تعاملك مع الأمور المسببة للتوتّر، فالازدحام المروري مثلاً قد يوترك ويجعلك على أعصابك، بينما قد يكون الازدحام أمراً محبباً بالنسبة لآخرين حيث يعطيهم فرصة أكبر للاسترخاء والاستمتاع بالموسيقى مثلاً.
المسببات الخارجية للتوتّر
- التغييرات الجذرية في الحياة.
- العمل و الدراسة.
- العلاقات المتوتّرة.
- الأزمات المالية.
- الانشغال الزائد عن الحد.
- الأطفال والعائلة.
المسببات الداخلية للتوتّر
- القلق الدائم.
- التشاؤم.
- الرسائل السلبية.
- التفكير المتزمت وعدم المرونة.
التعامل مع التوتّر وأعراضه
- تجنب مصادر القلق: وبرغم أنه قد يكون أمراً صعباً أحياناً أن تتخلص من الأشخاص أو الأشياء التي تسبب لك التوتّر، إلا أنه من المهم أن تتعلم كيف تخفف من تأثير هذه الأمور عليك.
- إذا لم يكن بإمكانك تغيير الأشخاص أو المواقف التي تصيبك بالتوتّر، يمكنك أن تغير فكرك ونظرتك تجاهها وتعاملك معها، حاول أن تسيطر على ردود أفعالك وأن تكون إيجابياً حيال ما يوترك، فالتكيف من الموترات هو من أهم الأمور التي ستحتاج لتعلمها من أجل حياة خالية من التوتّر.
- تقبل الأمور التي يمكنك أن تغيرها، بدلاً ممن إرهاق نفسك بالتفكير من الأمور التي تسبب التوتّر والتي لا حلّ لها، يمكنك ببساطة أن تتقبّل تلك الأمور فابحث عن الإيجابية حتى في أكثر المواقف سلبية، وحاول أن تتعلم درساً مما حدث،
- خصص وقتاً للاسترخاء، فاليوغا والتأمل والتنفس بعمق كلها أمور تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتّر.
- مارس الرياضة بانتظام: إن تخصيص وقت للرياضة وممارستها بصورة منتظمة يساعد بشكل كبير على تخطي التوتّر وتجنبه، ويساعد على تقبل الأمور بإيجابية.
- تناول غذاء صحياً: فالأجسام التي تتم تغذيتها بصورة صحية تستطيع التعامل مع التوتّر والضغوطات بصورة أفضل من غيرها، فابدأ بتناول فطور صحي وقلل من كميات الكافيين والسكر التي تتناولها في غذائك اليومي وتخلص من الكحول والنيكوتين.
- احصل على ما يكفي من النوم: فقلة النوم تؤدي إلى التوتّر وتجعل تفكر بصورة غير منطقية فحافظ على هدوء أعصابك عن طريق أخذ قسط كاف من النوم.