انسى مشاكلي
كيف أنسى مشاكلي
لكلِ منّا في هذه الحياة قصة ، و لكل منّا مشاكل يواجهها ، تؤرقه و تعكر صفو حياته ، سواءً كانت مشاكل في العمل ، مشاكل مع العائلة ، أو ظروف سيئة نمر بها ، أو خسارة أقرب الناس إلينا ، أو قد تكون أخطاء اقترفناها بأيدينا بحق أنفسنا ، فلا أحد منا تخلو حياته من الهموم و المشاكل ، فيسيطر علينا الشعور بالحزن و تستحوذ الأفكار السلبية على تفكيرنا ، ونندم على ما فات ، و نفقد توازننا في تسيير أمور حياتنا ، فنشعر بأننا عاجزين عن فعل شيء ، سوى أن نستمر في التفكير في الماضي و مشاكله.
و في بعض الأحيان ، قد تتطور الحالة عند البعض بأن تتحوّل إلى أمراض نفسية مزمنة ، تستدعي المعالجة النفسية ، لذلك لن يفيدنا التفكير في الماضي و مشاكله ، و الندم على مافات لن ينفعنا بل و إنما سيزيد من شعورنا بالحزن و الكآبة ، لذلك علينا أن نكون أقوى من المشاكل التي نواجهها ، و أن نعمل بعزيمة و إصرار على حل هذه المشاكل و التخلص منها .
لكن كيف أستطيع أن أنسى مشاكلي
علينا دائماً أن نتذكر أنه ما من أحد تخلو حياته من المشاكل ، فلا نيأس ، فليس هنالك ما يستحق أن نقضي عمرنا في الحسرة و الندم عليه ، فلكل مشكلة – مهما كبُرت أو صغُرت – حل ، فإذا كانت أعظم مشكلة في الوجود و هي الكفر لها حل ، ألا و هو الإسلام ، فما بالنا بمشاكلنا التي لا تقارن بهذه المشكلة . فالهموم و المشاكل يكمن مصدرها من الصراعات التي تحدث بين أنفسنا و تحديات الحياة و عقباتها ، فنُشغل أنفسنا بها و نتوتر لأجلها ، لكن علينا دائماً التذكر بأن كل هذه المشاكل هي ابتلاء من الله تعالى ، و أنهاو سيلة للتكفير عن خطايانا و آثامنا ، كما قال – صلى الله عليه و سلم – : ” ما أصاب المؤمن من همٍّ و لا حزنٍ حتى الشّوكة يشاكها إلا كفّرت بها عن خطاياه ” ، فهذا سيخفف عنا و علينا أن نيقن دائماً أن لكل أزمة نمر بها نهاية ، و أن الهموم و المشاكل التي تواجهنا هي من سنة الحياة .
علينا أن نتحلى بالصبر ، فكما يُقال : ” الصبر مفتاح الفرج ” ، فأي مشكلة لا يمكن حلها بين يومِ و ليلة ، فكل مشكلة تحتاج إلى وقت حتى نستطيع حلها ، و يجب أن نتحلى بالإرادة القوية التي لا تهزها أي مشكلة، و علينا أن نتعامل مع مشاكلنا بتأنِ و صبر و بكل حنكة ، و لا نجعل هذه المشاكل تسيطر علينا ، و تحد من قوتنا و قدراتنا ، فالإستسلام لهذه المشاكل عيب كبير ، و علينا أن نعلم دوماً بأن الإنسان القوي هو الذي يواجه مشاكله و يتغلب عليها .
الهمّ يكون إمّا لشيء حاضر أو مستقبلي ، و قد كان النبي الكريم عليه الصلاة و السلام يستعيذ منه دائماً ، حتى لا يسيطر عليه و على تفكيره ، لذا فواجبنا كمسلمين الإقتداء بالنبي عليه الصلاة و السلام ، بالإستعاذة من الهمّ والحزن دائماً .
و من الأعمال التي من شأنها أن تنسينا همومنا و مشاكلنا ، السعي بين الناس بالخير و كفالة اليتيم و تفريج كروب الآخرين ، فعندما نحس بنِتاج أعمالنا فستتولّد لدينا القوّة و العزيمة لمواجهة مشاكلنا .