احقق حلمي
لا يمكن لإنسان أن يعيش بلا حلم يحلم بتحقيقه ليل نهار، أو هدف يسعى جاهداً للوصول إليه، أو يطموح يزيد من سعيه ويعمل على تطوير نفسه لأجله، كل هذه الأمور هي الدوافع وهي النقاط التي ينطلق منها الإنسان وينطلق بها حتى يصل إلى الأمجاد والمعالي، ويجد ما يبجث عنه، فعندما يختم الإنسان حياته، يدرك انه قد فعل كل ما اراد فعله في هذه الحياة ويدرك أيضاً ان هذه الحياة لم تذهب سدىً بل أنها قد امتلأت بكل ما هو نافع وكل ما هو مفيد. ولقد تنوعت واختلفت أحلام الناس بين بعضهم البعض، فهناك من يحلم بالوصول إلى العلم والمعرفة وهناك من يحلم بمساعدة أكبر عدد من الناس وهناك من يحلم بعدم مغادرة هذه الدنيا إلا وله بصمة كبيرة تركها في هذه الحياة وهناك من حول الوسائل إلى أحلام، كمن يحلم مثلاً بأن يصبح غنياً ومن يحلم باقتناء بيت ومن يحلم بتأسيس أسرة ومن يحلم بشراء سيارة، وسواء كان الحلم حلماً كبيراً أو حلماً صغيرة فبالنهاية هو حلم وهو بحاجة غلى التحقيق.
الحلم والعمل لا يفترقان فهما يشكلان معا حالة ثنائية تماماً كما تشكل النفس والجسد ثنائية، ومن هنا فمن يمتلك حلماً يتوجب عليه أن يعمل عملاً مضنياً لتحقيق هذا الحلم، فالحلم لن يتحقق بدون العمل والاجتهاد. وحتى يعطي العمل ثماره المرجوة، يتوجب أن يكون هذا العمل عملاً بوعي وفكر وليس عملاً أهوجاً متخبطاً، حيث يتوجب على الإنسان ان يكون رؤيا كاملة ويعرف اين سيصل اولا، ثم يحدد العمل المطلوب منه بناءً على النقطة التي سيصل إليها، وليس عن طريق أن يحدد نقطة الوصول بناءً على العمل الذي يعمله. ثم بعد ذلك عليه أن ينظم العمل الذي اقتنع بانه المطلوب حتى يصل الإنسان إلى هدفه، وذلك عن طريق وضع برنامج يومي يخصص فيه أوقاتاً لكافة الأمور المطلوبة منه، وأن يلبي حاجات جسمه الأساسية وان يخصص أوقاتاَ أيضاً للترويح عن نفسه، فهذه الأمور مطلوبة وبدرجات عالية وكبيرة لنجاح الإنسان والوصول إلى هدفه، وبمجرد وصول الإنسان إلى الهدف المنشود، يتوجب عليه أن لا يتوقف بل أن يحدد الهدف التالي الذي سيصل إليه، وهكذا إلى أن يصل الإنسان إلى حلمه، ومن هنا نلاحظ أن الحلم ما هو إلا مجموعة أهداف يجري تحقيقها بشكل متتالٍ ومعاً من أجل الوصول إلى الغاية العظمى التي تلبي احتياجات الإنسان وطموحاته.