التفكير بإيجابية
لا يجب على الإنسان أن ينظر إلى الحياة وكأنها عبء عليه، وهي واجب وفرض جاء إليها غصباً وعليه أن يقضيها بأية طريقة كانت، بل يجب عليه الاستمتاع بالحياة بشكل كبير، فالاستمتاع بالحياة يكون بأي طريقة يهواها قلب الإنسان ويكون مقتنعاً قناعة تامة بأنها سوف تعمل على إدخال االسعادة والسرور إلى قلبه ونفسه، حتى يستطيع الإنسان الالتفات إلى أمور حياته الأخرى، والنجاح في حياته. وحتى يستطيع الإنسان ان يستمتع في حياته إضافة إلى أن يتطور وينمو وتتوسع مداركه ويحقق أهدافه لا بد عليه من أن يتبع أسلوب التفكير الإيجابي، فهو الحل الأمثل لمثل هذه الأمور.
من أهم الميزات التي ينضي عليها من يتبع أسلوب التفكير الإيجابي ويتخذه منهجاً في حياته، هي أنه لا يدع السلبيات التي تمر عليه في حياته تثبط من عزيمته أو من إصراره على بلوغ غايته وهدفه، إضافة إلى ذلك فهو يفضل الاستمتاع بحياته على طريقته هو وليس على طريقة غيره، وهو الإيجابي أيضاً هو من يريد أن يكون كما هو يريد أن يكون لا كما يريد غيره له أن يكون، إضافة إلى ذلك فالذي يتبع التفكير الإيجابي هو إنسان قادر يمتلك عدة صفات شخصية جميلة كالصبر، لأن تجاوز العقبات والمشاكل قد يأخذ فترة طويلة، ومن هنا فإن هذا النوع من الناس لديهم نفس طويل جداً فهو يعرف جيداً أيضاً أنه حتى يحقق التغيير المنشود فإنه يحتاج إلى رغبة جادة وحقيقية لذلك.
هناك عدة أمور يجب على المرء اتباعها حتى يصبح إيجابياً، منها على سبيل المثال التركيز على الأمور الهامة وترك الأمور الصغيرة، اضافة إلى انفتاحية الفكر والبعد عن الانغلاقية الفكرية والعصبيات بكافة أنواعهاـ. إلى ذلك يجب عليه أن لا يدع السلبيات تتغلب على حياته وتسيطر عليه، وأن لا يجعل منها عائقاً أمام الوصول إلى غايته المنشودة، وأن يكون معتقداً اعتقاداً جازماً بأنه قادر على تحقيق أي شيء يرغب به أو يريده إن هو أراد ذلك، كما ويتوجب على الإنسان أن يرافق الناس الذين يرى فيهم هذه الصفة، بالإضافة إلى أنه يجب عليه أن يهتم بغذاء عقله من الكتب والقراءة والعلم والمعرفة والفنون بكافة أنواعها.
إلا أن هذا الكلام أصبح مبتذلاً، لثلاثة أسباب؛ أن الناس يريدون التغيير ولكنهم لا يحركون ساكناً من أجل الوصول إلى مبتغاهم، فالناس وخصوصاً في وطننا العربي قد وصلوا إلى حالة يأس كبيرة إذ آن أوان استنهاضهم بشتى الطرق. أما السبب الثاني فهو تسلل اليأس إلى قلوبهم بسبب التفكير الإيجابي نفسه، حيث يرون أن المدراء ورؤساء الشركات وغيرهم يستخدمون هذا الأسلوب لإقناعهكم بأنهم يجب عليهم أن يفكروا بإيجابية ويغيروا من طريقة تفكيرهم السلبية حتى يتطوروا، فعندما يفعلوا ذلك يصلون إلى طريق مسدود ويدخلون في متاهة كبيرة، فهم يرون أن كل جهدهم قد ضاع سدى وذهب إلى من حاول إقناعهم بذلك، والسبب الثال هو أن الناس قد تم إقناعهم بطريقة غير مباشرة بأن التفكير الإيجابي يستخدم فقط لجلب الأموال وتحصيلها وجمعها، ولا يعرفون بأن أعظم المفكرين الإيجابيين في الإنسانية كلها منذ آدم إلى اليوم كانوا ولا يزالون من أفقر الناس