مغروره
الغرور من الصفات القبيحة في الإنسان ، يجعله يشعر بان الناس جميعاً لا شيء و هو كل شيء ، مهلا لك بابن ادم ، فكلنا أولاد التسع شهور ، فأعطني سببا للغرور ، و نهايتنا جميعا في القبور ، و اعلم انه لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من الكبر او الغرور ، و المشكلة الأكبر أن البعض لا يفرق بين الغرور و الثقة بالنفس ، فكيف تعرف إن كنت مغرورا أم لا ؟ الغرور هو حالة مرضية تظهر عند إعجاب شخص بنفسه بشكل كبير ربما لمال او جمال او سلطة او علم او غيره من المحاسن ، و الإنسان المغرور يبتعد الجميع عنه و يكرهون أن يتحدثوا إليه ، و يودي بنفسه إلى المهالك ، فقد تصبح الفتاة عانس او يصبح الرجل بلا عمل بسبب غروره ، و غيره من المهالك التي تطارده طوال حياته ، و قد ترى شخصا تعدى به الغرور ليصل به إلى ان يتبرأ من سكنه او بيته او قريته ، و يمكنك ان تعرف ان كنت مغرورا أم لا بسؤال نفسك عدة أسئلة ، و منها هل أنا مستعد لدفع المال من اجل عمليات التجميل ، أو مستعد لدفع المال من أجل شراء سيارة جميلة لأفتخر بها أو ملابس باهظة الثمن ، هل أقوم بالنظر كثيراً إلى نفسي بالمرآة يومياً ، هل تشعر بالحرج من الوقوف مع رجل فقير ، هل تلتقط صورا كثيرا لك في الأماكن الراقية و تظهرها أمام الناس ، و هل تعتقد بأنك مميز عن الآخرين ؟ ، هل تشعر بالحرج عندما ترى شخصا يرتدي مثل ثيابك و كان ذلك الشخص فقير ؟ هل تعتبر انك دائما على حق و تتمسك برأيك مهما كانت ردود الآخرين ؟ ان أجبت على تلك الأسئلة بنعم فأنت مغرورا للغاية ، و يجب عليك ان تحاول ان تلغي ذلك الغرور من نفسك ، و يمكنك أن تقوم بسؤال احد أصحابك المقربين منك و الذين يقولون لك الصدق دائما ان كنت مغرورا أم لا ؟ ، و يمكنك أيضا ان تعرف ذلك من طريقة تعامل الآخرين معك ، فان وجدتهم دائما مبتعدون عنك و لا يريدون ان يقتربوا منك فتأكد بان هناك سببا لذلك ، فحاول ان تسال احدهم و ان يكون من تسأله جريئا لكي يجاوبك بصراحة ان كنت مغرورا أم لا ، و ان تبدأ الملاحظة على كلامك أن كنت كثير التحدث عن نفسك ، او تكرر كلمة أنا كثيراً أثناء حديثك ، و ان وجدت بان هناك ذرة من الغرور بك ، فلا تقف متكاتف اليد و تحافظ على ذلك الغرور ، بل سارع إلى ان تتخلص منه بأي شكل من الإشكال ، و ذلك عن طريق معرفة سبب الغرور و محاولة عدم التباهي به ، فعلينا ان نعلم بأن الله كما ميزك بميزة قد جعل بك عيوب .