ما هو عود الدارسين
(الدارسين) أو كما هو معروف لدينا بإسم( القرفة)، ونجده عند العطارين ويكون بالعادة مطحوناً على شكل بودرة ،أو على شكل أعواد ، ويتم إستخراجها من شجرة الدارسين الإستوائية التي قد يصل إرتفاعها الى أربعين متراً، وهي دائمة الخضرة،وموطنها الأصلي سريلانكا. عرفت الشعوب منذ القدم أهمية الدارسين في علاج العديد من الأمراض وعرفوا فوائده العظيمة ففي الطب العربي ، عرفها ابن سينا،و ابن البيطار والرازي حيث يقول عنه (مغلي القرفة بالزنجبيل نافع ضد أمراض البرد والزكام )،كما عرفه الصينيون واليونانيون،فقد عرف فوائده الطبيب اليوناني ديسكوريدس وعرفه الهنود ،وكذلك عرفه الفراعنة القدماء،حيث أحضرته معها الملكة حتشبسوت بعد زيارتها للصومال،والفوائد العظيمة للدارسين أثبتته الدراسات الطبية الحديثة ، فهو يعمل على تَنظيم السكر في الدم، كما يعتبر مسكناً للآلام خاصة إلتهاب المفاصل ، كما ثبت فائدته في تنظيم الدورة الدموية التي تنعكس على صحة القلب،كما يعتبر مخففاً لأعراض الإحتقان والجيوب الأنفية،وتسهيل عمليةالهضم.
يدخل الدارسين في الكثير من الخلطات التجميلية ، فيمكن خلط الدارسين مع العسل للحصول على بشرة صافية ،خالية من الشوائب ،كما يمكن خلطها مع اللبن الزبادي للحصول على شعر ناعم وصحي . كما أن خلطة الدارسين مع القرفة لها فوائد طبية متعددة لصحة الجسم ،كما أن تناول الدارسين بخلطه بالعسل على شكل مشروب ، يخفف من نسبة الكوليسترول في الجسم،و يعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم لكن يجب عدم الإفراط في تناول الدارسين فالإعتدال مهم في كل شيئ،فالإفراط في تناوله يؤدّي الى حدوث حالة من الهياج في الجهاز الهضمي وبالتّالي يؤدّي إلى تقرحات ،كما يجب عدم تناول الدارسين للذين يعانون مشاكل صحية في الطحال.
يحتوي الدّارسين على عناصر غذائية وفيتامينات هامّة مثل الصوديوم،والكالسيوم،والفسفور،والحديد،وفيتامين (أ)،وفيتامين(ج)،كما تم إستخراج زيت عطري من اللّحاء،والأوراق. وقد اعتبر الدّارسين من أعظم المطيّبات للطعام لما يكسبه من رائحة زكية،ونكهةطيبة،وفي أيّامنا هذه تم إدخال الدّارسين إلى العديد من الصناعات المختلفة،فتم إدخاله في صناعة معاجين الأسنان والعلكة لمحاربة التسوس والمحافظة على اللّثة،كما تم استحداث مرهماً من الدارسين لعلاج الكلف والنمش والصداع والزكام وآلام الأذن.
لتخزين الدارسين يجب مراعاة عدد من الشروط فيجب وضعها في مكان بارد وجاف وبعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، كما أن وضعه في الفريزر يقلل بشكل كبير من المواد الفعالة فيه . ويعتبر الدارسين على شكل عيدان أفضل من المسحوق، حيث إنّ المسحوق يكون معرضاً لفقد الزيوت الطيارة التي تشكل القيمة الدّوائية والعلاجية للدّارسين.