لتسهيل الولادة وفتح الرحم
لتسهيل الولادة وفتح الرّحم
هناك عدّة أمور يمكن أن تقوم بها الحامل لتسهّل عمليّة ولادتها، أو أعشاب تقوم بشربها لتسهيلها وتخفيف أوجاعها، ومن ذلك:
- استخدام عشبة رعي الحمام خلال الأسبوعين الأخيرين من الحمل، وذلك لتسهيل المخاض، ولكن يجب تجنّب استعمال رعي الحمام بصورة عامّة في فترة الحمل المبكر، لأنّها من الممكن أن تتسبّب بالإجهاض، ولا يجب استعمال عشبة رعي الحمام أثناء الحمل إلا تحت إشراف طبيب متخصّص ولديه خبرة في طبّ الأعشاب. (1)
- استخدام فطر مهماز الشيلم (الإيرغوت)، وقد استخدم منذ القدم لتسهيل عمليّة الولادة، وجاءت هذه التّسمية أي “مهماز”، لأنّ شكله يشبه الأصبع الخلفيّة لدى الدّيك. والشيلم هو نبات من الفصيلة النّجيلية، ذو سنابل تشبه الشّعير والشّوفان، وهو من الغلال المعروفة الغذائيّة. وقد استعمل فطر الإيرغوت في الصين من مئات السّنين، وذلك من قبل القابلات لمساعدة النّساء الحوامل في الولادات الصّعبة. ولكنّ فطر الإيرغوت لا يمكن استعماله إلا تحت إشراف طبّي، وذلك نظراً لتأثيره السّام. (2)
- استخدام نبات الباباي، وهو نبات عشبيّ كبير، يتشكل على هيئة شجيرات صغيرة إلى متوسطة، وفي نهايتها تاج يتكوّن من أوراق راخية كبيرة، وتستخدم ثمارها غير النّاضجة في تسريع عمليّة الولادة وتسهيلها. (3)
- عمليّة صعوبة أو سهولة الولادة مرتبطة بالحامل نفسها؛ حيث يجب عليها عند دخولها في الشّهر التاسع أن تعمل على تهيئة نفسها للولادة، حتى تسهّل على نفسها ولا تُعرّض مولودها للخطر، لذلك يجب على كلّ حامل من المتوقع ولادتها في أي لحظة أن تكثر من الحركة وخصوصاً المشي؛ حيث أنّ الإكثار من المشي بطرق معقولة يعمل على تسهيل عمليّة الولادة، ويُساعد كذلك على تثبيت رأس الجنين داخل الحوض، ممّا يساعد في نزوله، بالإضافة إلى ذلك يجب على الحامل ممارسة التمارين الرّياضية المناسبة، والتي تسهّل من عمليّة ولادتها، وتساعدها على تضييق الرّحم، وتقوية العضلات السّفلية من جسمها.
- أكل التّمر بنسب معقولة، حيث يعمل التّمر على تسهيل عمليّة الولادة. فقد أُجريت دراسة استقصائيّة ما بين 1 فبراير/شباط 2007 إلى 31 يناير/كانون الثاني 2008 في جامعة الأردن للعلوم والتكنولوجيا، وذلك لمعرفة أثر تناول التّمر في أواخر أشهر الحمل على المخاض والولادة. وقارنت هذه الدّراسة ما بين 69 امرأة تناولن ستّ حبّاتٍ من التّمر بشكلٍ يومي قبل موعد ولادتهنّ المتوقّع بأربعة أسابيع، و45 امرأة لم يتناولن ذلك.
وقد لوحظ من خلال هذه الدّراسة أنّ النّساء اللاتي تناولن التمر أظهرن توسُّعاً في عنق الرّحم لديهنّ أكثر من المجموعة الأخرى بنسبة مرّة ونصف، كما كانت نسبة بقاءَ الأغشية الجنينيّة سليمةً أكثر من المجموعة الثّانية بنسبة مرَّة وثُلث.
وبلغت نسبة الولادة الطبيعيّة في المجموعة الأولى، أي من تناولنَ التمر، 96٪؛ أمّا في المجموعة الثّانية، فقد بلغت 79٪. وانخفض استخدام المجموعة الأولى للأوكسيتوسين (المحرّض للولادة) إلى النّصف تقريباً.
كما بيّنت الدّراسة أنّ مرحلةَ ما قبل الولادة كانت أقصرَ لدى مجموعة النّساء الأولى مُقارنةً بالمجموعة الثّانية؛ فقد استغرقت المجموعة الأولى 510 دقائق، والمجموعة الثانية 906 دقيقة (إلى النّصف تقريباً). وخلصت الدراسة إلى أنّ تناول التمور قبل الولادة بأربعة أسابيع يقلّل بشكلٍ كبير حاجةَ الحامل إلى عمليّة تحريض الولادة، كما يؤدّي ذلك إلى ولادة أفضل. (4)
- الاستحمام بالماء الدّافئ، وخاصّةً عند ظهور أعراض الولادة على الحامل، ممّا يسرّع الطلق وفتح عنق الرّحم.
- هناك بعض الوضعيّات التي تساعد الحامل في الولادة، منها وضعية الرّكوع والمشي.
وفي النّهاية يجب على المرأة الحامل أن تكون في حالة نفسيّة عالية، ,أن تكون برفقة الذين تحبّهم وترتاح لوجودهم أثناء عمليّة الولادة، وأن تتحلى بالهدوء والصّبر، وتبتعد عن التّفكير في كلّ الأمور التي تزعجها، وتشغل بالها بالطفل الذي سيدخل السّرور إلى قلبها وإلى العائلة.
الرعاية قبل الولادة
إنّ التغييرات المرتبطة بالحمل تشمل جميع أنماط الحياة، ومن أهمّ النّصائح التي يمكن تقديمها للحامل حول ما يجب وما لا يجب فعله خلال الحمل، ما يلي: (5)
- اكتساب مقدار صحّي من الوزن خلال الحمل. كما يجب على المرأة الحامل استشارة طبيبها لمعرفة المقدار الصحّي من الوزن المناسب لها.
- ممارسةَ الأيروبيك لمدّة ساعتين ونصف على الأقلّ أسبوعياً، إلاّ في حال منعها عن ذلك الطبيب المختصّ أو الجهة التي تقدّم لها الرّعاية. ويجب أن يكون مستوى التّمارين معتدلاً؛ ومن الأفضل توزيع التّمارين على مدار الأسبوع.
- قراءة الكتب، ومشاهدة أشرطة الفيديو، والتّواصل مع الأمّهات اللواتي يعشن نفس التجربة، كما يمكن للحامل أيضاً أن تسأل طبيبها أو الجهة التي تقدّم لها الرّعاية عن دورات تعليميّة حول الولادة، وذلك لمساعدتها في الاستعداد لولادة طفلها.
- الامتناع عن التّدخين، وعن الكحول وعن تعاطي المخدّرات.
- عدم الاستحمام بالماء السّاخن جدّاً، أو استخدام أحواض المياه السّاخنة، أو استخدام السّونا (الحمام البخاري).
- الحصول على قسط وفير من النّوم.
- إيجاد طرق للسّيطرة على الإجهاد.
الرعاية بعد الولادة
تسمّى الفترة التي تلي الولادة باسم فترة ما بعد الولادة، وخلال هذه الفترة يرجع جسم الأمّ تدريجيّاً إلى حالته الطبيعيّة قبل الحمل. ومع أنّ الطفل الوليد يكونَ محور اهتمام الأمّ، إلا أنّها يجب أن لا تهمل رعايةَ نفسها بعد الولادة. ومع كلّ التغيّرات التي تصيب جسم الأم، يجب عليها أن تعلم ما هو طبيبي، وما هو مؤشّر أو علامة على مرض ما، أو مضاعفات جانبيّة. واهتمام المرأة بنفسها هو الخطوة الأولى نحو اهتمامها بوليدها.
يعلم الطبيب المرأة عادةً بوجوب المراجعة بعد الولادة بستّة أسابيع، وذلك لإجراء ما يعرف بفحص ما بعد الولادة. وربّما تكون المدّة أقلّ من ذلك في حال إجراء بضع الفرج، أو في حال حدوث تمزّق مهبلي، أو أيّ مضاعفات أخرى في أثناء الولادة. وخلال فحص ما بعد الولادة، يقوم الطبيب بالتّأكد من أنّ المرأة تتعافى وتُشفى على نحو سليم. ويتضمَّن هذا الفحص فحص الرّحم، وعنق الرّحم، والمهبل. كما قد يجري الطبيب المختصّ أيضاً فحصاً للثديين، بالإضافة إلى فحص ضغط الدم والتحقّق من الوزن.
ولا تنبع أهمّية هذه المقابلة مع الطبيب من أنّها تسمح برؤية مدى شفاء المرأة وتعافيها بعد الولادة فحسب، ولكنّها تسمح للأمّ أيضاً برؤية طريقة تعاملها وتلاؤمها مع حياتها الجديدة، وذلك بعد أن صارت أمّاً. (6)
الولادة الطبيعية
تبدأ أوّل مرحلة في الولادة حين تشعر الأمّ بآلام المخاضّ أو الطلق في بطنها. وينجم الطلق عن تقلص أو شدّ في عضلات الرّحم، كما تحدث هذه التّقلصات بمعدّل تقلصة كلّ عشرين دقيقة تقريباً، وذلك في بداية المخاض. ومع مرور الوقت ينقص هذا الفارق الزّمني بين التقلصات. وعلى الحامل أن تخبر الطبيب أو القابلة حين يصبح الفارق الزمني بين التقلصات خمس دقائق. (7)
وللمخاض ثلاث مراحل، هي:
- مرحلة التّوسع والامّحاء.
- مرحلة ولادة الجنين.
- مرحلة خروج المشيمة.
وقد لا تكون بعض الحوامل في حاجة إلى أيّ أدوية لتعمل على تخفيف الألم خلال الولادة، خاصةً في حال تكرر الولادات. ولكنّ أكثر النّساء يحتجن إلى شيء من التّخدير، وذلك لتخفيف آلام المخاض والولادة. ومن أهمّ طرق تخفيف آلام الولادة:
- الأدوية.
- التّخدير الموضعي.
- التّخدير بالإحصار فوق الجافية.
- التّخدير الشوكيّ، والذي يمكن استخدامه في حال إجراء عملية قيصريّة.
الولادة القيصرية
معظم الأمّهات ينجبن أطفالهنّ عن طريق الولادة الطبيعية. ولكن ربّما تكون وضعيّات للجنين، وقد تجعل الولادة الطبيعية خطيرةً. وفي مثل هذه الحالات يمكن أن يقرّر الطبيب إجراء عمليّة قيصريّة. وقد يقوم الطبيب بإجراء العمليّة القيصريّة في حال رأى أنّها أكثر أماناً من الولادة الطبيعيّة للجنين أو للأمّ. ومعظم العمليّات القيصريّة التي تجرى لأوّل مرّة تتمّ بسبب حدوث مشاكل غير متوقعة خلال عمليّة الولادة. وبعد العملية القيصرية الأولى يمكن للأمّ أو الطبيب اعتماد العمليّة القيصريّة في الولادات التّالية. (7)
ومن أهمّ أسباب اللجوء إلى العملية القيصريّة شيوعاً، ما يلي:
- عدم تحمّل الجنين للمخاض.
- عدم تواجد الجنين بوضعيّة صحيحة.
- ضيق قناة الولادة عند الأمّ.
- عدم توسّع عنق الرّحم بشكل كامل.
- وجود حالات طبيّة طارئة.
ويمكن أن يقترح الطبيب إجراء عمليّة قيصريّة في حال كان لدى الأمّ حالة صحيّة طارئة، مثل:
- السّكري.
- مرض القلب.
- مرض الرّئتين.
- أمراض تنتقل بالعدوى في المنطقة التّناسلية.