خلي (العيش) حرام .. و (السُكر) أيضاً
(1)
> قد يكون صالح عبدالسيد (أبوصلاح) انتبه مبكرا لما يمكن أن تصل له صفوف (العيش) في هذا الزمن.
> فما يجده المواطن من مشقة ورهق وكلفة في سبيل الحصول على (الخبز) يجعلنا نقول إن ابوصلاح قصد بأغنيته (خلي العيش حرام) ، (الرغيف) ولم يكن يقصد (الحياة).
> وليس هناك بعد كبير بين الاسمين فقد سميّ الخبز بـ (العيش) ، لأنه يعيش ، والإعاشة بمعنى الإعالة ، ونقول (معاش) لبعض جنيهات تمنحها الدولة للمعاشيين لا تغني ولا تشبع من جوع.
> بل لا تكفي حتى في (تعرفة) المواصلات وصولا لصرف المعاش والعودة دون صرفه.
> في اللغة يمكن ان تطلق الجزء وأنت تريد الكل ، والعكس صحيح.
> والاستاذ عوض بابكر أعلم بذلك ، حتى لا اتهم بتأويل أغنية صالح عبدالسيد…فمالك (الحقيبة) عوض بابكر الذي لا يسأل غيره عن أغنية الحقيبة في وجوده.
(2)
> بهذا المفهوم الذي حُرّم به (العيش) حسب تأويلنا ، هناك من خرج وحرّم (السُكر) ، والسُكر المقصود هنا بضم السين ، حتى لا ندخل في جدل آخر مع الاستاذ إسحاق احمد فضل الله.
> وعميد معهد إعداد الأئمة والدعاة بجامعة القرآن الكريم د. ناجي مصطفى بدوي كان قد أفتى ، بحرمة تناول السُكر شرعًا، معللًا ذلك بقوله (طالما أثبتت الأبحاث العلمية أن ضرره أكبر من نفعه فهو حرام كالخمر وغيرهُ مما فيه ضرر أكبر من النفع). وأضاف ناجي في خطبة الجمعة بمسجد الجامع العتيق بعطبرة الأسبوع الماضي ، أن السودانيين ينفقون ثلاثة تريليونات جنيه في العام لشراء السكر, وأن نسبة 20% من السودانيين مصابون بداء السكر الذي يسبب لهم الكلى والنوبات القلبية، مشيراً إلى أن تكلفة علاج 6 ملايين مريض عالية جدًا يدفعها المواطن والحكومة، معتبراً أن السكر المكرر مُضر بالصحة ويموت بسببه ثلاثة أضعاف من يموتون بسبب السرطان و(السجائر).
> مثل هذه الفتاوى التي تحرم سلعة مهمة وضرورية مثل (السُكر) بعد ان كانت حلالا في كل السنوات الماضية وفي كل الدول الإسلامية لا يمكن ان تصدر من (إمام) واحد – ما هو أدنى من ذلك يجب ان يصدر من مجمع للعلماء والأئمة.
> د. ناجي مصطفى بدوي من الأئمة الذين يتعمدون الإثارة والجدل ، وهو من الأئمة الشغفين جدا بالإعلام والضجيج.
> يستيقظ د. ناجي مصطفى في كل صباح ليبحث عن (اسمه) ان كان موجودا في الصحف أم لا؟، فان وجده انتشى فرحا وهاتف كل الأهل والمعارف ليخبرهم عن ذلك.
> وفي هذا الزمن الذي ظهرت فيه ثورة مواقع التواصل الاجتماعي أضحى هناك من يدمن الضجة والإثارة والجدل ويبحث عنها بأي ثمن وان كان ذلك على حساب (السُكر) المفترى عليه.
(3)
> في الأغنية السودانية (الفريع البان) والتي أبدع فيها محمد احمد عوض وعبد العزيز محمد داؤود (قلت اشرب مر يبقى مر فوق مر) ، لا استبعد ان يكون الداعية د. ناجي قصد هذا المقطع وهو يحرم (السُكر).
> لقد حرّم القرآن الكريم الخمر والميسر على مراحل – فما بال الداعية د. ناجي رغم مسوغاته (الطبية) التي أكدها عن مضار السكر، يحرمه مرة واحدة هكذا ، وهو الذي يشكل (عماد) المؤمن وطاقته والمؤمن القوي أحب الى الله من المؤمن الضعيف.
> أفهم ان يحرّم السُكر على فئة معينة من المرضى أو ان يوصي بالتقليل منه لعامة الناس ، لكن ان يحرّم مرة واحدة بتلك الصورة فهذا ما لا استوعبه.
> كان يمكننا ان نقبل فتوى د. ناجي مصطفى لو قال ان السكر (مكروه).
> او لو (أجاز) لنا ملعقة أو اثنين مع (المشي) لنصف ساعة بعد تناول الوجبة أو المشروب المسكر.
(4)
> الدولة لم تحرم السجائر والتبغ والتمباك رغم مضارها الأكيدة ، وتعدي مضارها الى أطراف اخرى لا تستعملها بسبب ما تجنيه من مصانع ومزارع تلك السلع.
> اكتفت الدولة في هذه الجانب بلافتات خجولة ثبتتها وزارة الصحة في ولاية الخرطوم على شارع النيل تحذر فيها من مخاطر التدخين والتمباك.
> مع ذلك د. ناجي مصطفى يريد من الدولة ان تحرم (السكر) الذي يعتبر الشيء الوحيد ذا الطعم (الحلو) الذي يستذيقه المواطن السوداني.
> الشيخ ناجي لم يكتف بالصفوف والندرة والدولار الذي قارب من الخمسين ويريد أن يحرم علينا (السكر).
> بأية قدرة يقف المواطن على الصف؟.
> لو أنه حرّم (المشروبات الغازية) لوجدنا في تحريمه هذا منطقاً.
> ولو قال إن القطعة الثانية من (البسبوسة) لا تجوز مع السمنة لقبلنا منه ذلك.
> على هذا فإن السفر عبر طريق التحدي أيام الإعياد يمكن ان يكون في نظر الشيخ حرام شرعاً لما يسببه طريق التحدي من حوادث جسيمة.
> وبناء المنازل على مجرى السيل (حرام).
> وكيلو العنب اذا تجاوز سعره 250 جنيهاً (حرام).
> والتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي لتسببها في إضعاف النظر وإضاعة الوقت (حرام).
(5)
> القطط السمان تأكل (مال النبي) – والشعب (السُكر) يُحرم عليه!!.
> شيخ ناجي / ما حكم الشاي بالبلح بعد العصر مباشرة؟… وهل تجوز (الباسطة) برخصة طبية؟.