الرهائن المصريين .. لحظات وصولهم الخرطوم
لم تكد السلطات السودانية ممثلة في جهاز الأمن والمخابرات الوطني تعلن عن قيامها بتحرير قوات مصرية كانت محتجزة و مختطفة من قبل مجموعة ليبية حتي سارعت وسائل الإعلام المحلية والدولية لتقصي الخبر، ولكن قبل أن تصل معلومات كاملة عن الواقعة كانت إدارة الإعلام في الجهاز أرسلت دعوات للإعلاميين لحضور مؤتمر صحفي في الشأن ذاته وهو مادفع الفضائيات للوصول إلى مطار الخرطوم في زمن قياسي ومنذ الثالثة بعد الظهر، نصبت الكاميرات وامتلأت الصالة المخصصة للمؤتمر بمندوبي وسائل الإعلام الإ أن الزمن المحدد كان يغير على رأس كل ساعة إلى حين وصول الرهائن .
اهتمام قطري
قناة الجزيرة القطرية كانت أكثر الفضائيات اهتماماً بالحدث إذ أفسحت له مساحة واسعة في نشرتها الأخبارية قبل انعقاد المؤتمر الصحفي وهي الوحيدة التي استضافت مراسلها بالخرطوم في نقل مباشر عن الواقعة أما القنوات الأخرى فقد فضلت الانتظار إلى حين الوصول، وقد شكلت الوكالات العالمية مثل وكالة الأنباء الفرنسية ورويترز حضوراَ بارزاَ، حضور لم تنجح فيه التساؤلات التي استبقت وصول المصريين في الحصول على إجابات لها فظلت معلقة، وفي حين تمت الإجابة علي بعض منها في المؤتمر الصحفي ظلت البقية مبهمة .
اصطفاف ولكن !!
المعلومات الأولى قالت إن القوات المصرية التي تم تحريرها وصلت إلى دنقلا من ليبيا وبالتزامن مع ذلك انتشرت في مواقع التواصل الإلكتروني صور للمصريين والقوات السودانية التي نفذت العملية، وبعد صلاة المغرب وصلت الطائرة التي تقل الوفد وهي سودانية ، وبينما اصطفت الكاميرات داخل الممر الذي يقود إلى بوابة الصالة انتظاراً لدخول القادمين كانت سيارات إسعاف قد وقفت خارجها إى الصالة بالجانب الداخلي للمطار قرب الطائرة ، وقد أشار وجود سيارتي إسعاف فقط إلى أن العدد ليس كبيراً كما بين أنهم سيغادرون فوراً دون أن يظهروا أمام الأجهزة الإعلامية التي تنتظرهم بالداخل .
حظر التصوير الخاجي
السلطات يبدو أنها غيرت موقفها من تصوير الرهائن المحررين إذ حظرت تصوير الطائرة وخروج المصورين لتصوير لحظة نزول المجموعة وهو آثار تبرماَ وسط الإعلاميين سيما المصوريين الذين انتظروا لحظة القدوم لفترة طويلة، وبالرغم من المنع الا أن هناك كاميرات نجحت في التقاط صور بعيدة عبر زجاج النوافذ ورصدت لحظة تحرك سيارات الإسعاف وهي تقل القوات المصرية التي تم تحريرها داخل الجنوب الليبي، وبعد التحرك كانت علامات الخيبة تبدو في أوجه الكثيرين ممن نصبوا كاميراتهم إذ غادر بعضهم وهو لم يحظ بلقطة واحدة للطائرة أو الذين نزلوا منها .
تنسيق ثلاثي
بحضور الفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني توقع الحضور أن يكون هو المتحدث في المؤتمر الصحفي إلا أنه غادر بعد وصول الطائرة دون أن يظهر في الكاميرات، أما المنصة فقد أتها اللواء محمد حامد تبيدي مدير إدارة الإعلام بالجهاز واعتذر في مستهل حديثه للإعلاميين عن التأخير في عقد الفاعلية ثم بين بعد ذلك أن العملية تمت بتنسيق بين جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني السوداني والاستخبارات العسكرية السودانية بجانب المخابرات المصرية، واصفاً التنسيق بأنه محكم وبين أن المجموعة المحررة قوامها 5 أشخاص لم يبين رتبهم أو أي تفاصيل أخرى تخصهم.
عملية راقية
تبيدي قال إن العملية تبين مدى التنسيق النوعي والمستمر من أجل خدمة العمل المشترك بين الجهات، وأوضح أن المصريين تم اقتيادهم من الحدود المصرية الليبية إلى داخل الجنوب الليبي بوساطة ما سماها جماعة متفلتة تنشط هناك، مشيراً إلى أن التنفيذ استغرق عدة أيام وتم دون حدوث أي خسائر، وتابع هذه التفلتات والأنشطة المضرة بالأمن والاستقرار في المنطقة مرفوضة ومرصودة مهما كلفت من جهود وزمن وطاقة، مسترسلاً : إذا تم اختطاف مصريين فهم مثلهم عندنا مثل السودانيين، وهم من دولة شقيقة وأشقاء، معبراً عن فخر جهاز الأمن والمخابرات السوداني بالإنجاز الذي وصفه بأنه عملية أمنية راقية وقد تمت بسلاسة.
لؤي عبد الرحمن : صحيفة آخر لحظة
الخرطوم (كوش نيوز)