“عِبَارة” بتصريح المتحدث بإسم الجيش المصري تثير حفيظة السودانيين حول تحرير الأمن السوداني لجنود مصريين
أثارت “عبارة” وردت في تصريح المتحدث الرسمي للجيش المصري حول تحرير جهاز الأمن والمخابرات السوداني لقوة عسكرية مصرية تم اختطافها من قبل مسلحين ليبين، أثارت حفيظة السودانيين بمواقع التواصل الإجتماعي وعدوها تقليلاً للمجهودات الكبيرة التي قام بها الأمن السوداني في سبيل إطلاق الرهائن المصريين من العسكريين، وعدم إعتراف من قبل السلطات المصرية لحجم العملية النوعية والمجهود الذي بُذل من الجانب السوداني .
وقد ورد في التصريح “المُقتضب” للناطق الرسمي بإسم الجيش المصري الذي يشكر فيه القوات السودانية في (معاونة القوات المسلحة المصرية فى عودة الدورية المفقودة )، في حين أن عملية تحرير الجنود المصريين قام بها جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني لوحده بحسب تصريح مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن السوداني ووصفه بتنسيق وليس “بمعاونة”.
كما ورد في التصريح المصري الرسمي، ” عودة الدورية المفقودة” بينما هي مُختطفة وليست “مفقودة” والتي أخلت تماماً بالمعنى والوصف الصحيح للعملية النوعية التي قامت بها السلطات السودانية.
وتشير (كوش نيوز) إلى أن تصريحات المصادر الرسمية في الدول تُصاغ بكلماتٍ وعبارات مُحكمة تُحسب فيها الأحرف، وليست مُصادفة مما دعا رواد مواقع التواصل الإجتماعي للقول بقصد المتحدث الرسمي بإسم الجيش المصري وُتعمده التقليل من حجم هذه العملية بقوله أن الدورية كانت “مفقودة” وليست مُختطفة لدى مسلحين ليبين، فيما فسر البعض ذلك لعدم خدش كِبرياء الجيش المصري، وفي السياق قارن ناشطون بين مُعاملة السودان الحسنة في إنقاذ دورية مصرية مختطفة، بينما تقوم ذات الدورية المصرية على الحدود بإعتقال معدنيين سودانيين.
وكان “المركز السوداني للخدمات الصحفية”، المحسوب على الحكومة السودانية، قد نقل عن مصدر أمني قوله إن القوة المصرية، المكونة من ضابط وأربعة جنود، تم تحريرها بواسطة جهاز الأمن والاستخبارات السوداني، في “عملية خاصة تمت بإشراف مباشر من الفريق أول أمن المهندس صلاح عبد الله محمد، المدير العام لجهاز الأمن والاستخبارات الوطني”.
ووصل الخرطوم، يوم الإثنين، خمسة من أفراد الجيش المصري، بينهم ضابط، بعد تحريرهم بواسطة قوة من جهاز الأمن والاستخبارات السوداني، من قبضة مجموعة ليبية اختطفتهم من الحدود المصرية الليبية.
وطبقاً لمعلومات لـ”العربي الجديد”، فإن الجيش المصري أرسل طائرة خاصة في الساعات القليلة الماضية لنقل جنوده للقاهرة، بعد اكتمال إجراءات الكشف الطبي وإجراءات التسليم والتسلم بين الجانبين التي من المتوقع أن تكتمل خلال الليلة.
وبحسب مصادر خاصة لـ”العربي الجديد” أن العملية بدأ تنفيذها الجمعة الماضية، وتمت تحت إشراف مباشر لمدير جهاز الأمن، الفريق صلاح عبد الله قوش، ونفذتها قوة بقيادة ضابط برتبة عميد.
ورغم انتظار الصحافيين ساعات طويلة بمطار الخرطوم لرصد وتصوير الجنود الذين تم نقلهم عبر طائرة لجهاز الأمن من مدينة دنقلا (شمال السودان) للخرطوم، إلا أن تحفظ ممثلين للسفارة المصرية، على عرض الجنود أمام وسائل الإعلام بسبب إرهاقهم وحاجتهم للراحة حال دون ذلك، إذ تم إخراج الجنود بعيداً عن أعين الصحافيين، فيما رفضت السفارة المصرية كذلك إدلاء ممثل منها بإفادات للصحافيين المرابطين في المطار.
وتم تداول صور كثيفة على وسائط التواصل الاجتماعي للمفرج عنهم في مطار دنقلا (شمال السودان) قبل نقلهم للخرطوم.
وفي مؤتمره الصحافي، قال العميد محمد حامد تبيدي، مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات، إن المجموعة المصرية تم اختطافها قبل فترة على الحدود المصرية الليبية، وأن الخاطفين اقتادوهم للجنوب الليبي، وأشار إلى أن عملية تحريرهم تمت بتنسيق بين جهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية السودانية وجهاز المخابرات المصري.
وأضاف أن العملية التي استغرقت عدة أيام تعتبر نوعية بكل المقاييس، وتمت دون خسائر في الأرواح، مؤكداً أن أفراد المجموعة المصرية بصحة جيدة، مبينًا أن العملية تدلل كذلك على حجم التنسيق بين السودان ومصر لخدمة أمن المنطقة، ولم يسمِّ تبيدي المجموعة الليبية التي تورطت في الخطف، واكتفى بوصفها بـ(المتفلتة) .
ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)