وقود الطيران ..!!
:: قد لا تنتبه السلطات لمخاطر ما يحدث، و قد (لا تستحي) ..ولكن إعلان شركات طيران أجنبية عن صعوبات تواجه تسيير رحلاتها إلى مطار الخرطوم لعدم توفر وقود الطائرات بالخرطوم، من الأحداث ذات الوقع المؤلم على أنفس أهل السودان، ومن الأخبار الصادمة لأي مواطن سوداني .. والمؤسف، حسب أخبار إعلام الأمس، أن بعض شركات الطيران العربية والغربية خفضت رحلاتها إلى الخرطوم متأثرة بأزمة وقود الطيران..وعلى سبيل المثال الفاضح، ألغت الخطوط الجوية التركية رحلة الجمعة التي كان يجب أن تكون قادمة من اسطنبول إلى الخرطوم نسبة لعدم توفر الوقود بمطار الخرطوم ..!!
:: وكالعهد دائماً تكذيب الحقائق وتبرير العجز والفشل، نفى المدير العام لمطار الخرطوم عصام الدين أحمد – للسوداني – الغاء بعض شركات الطيران العالمية رحلاتها المقررة الى مطار الخرطوم، لعدم توفر وقود بالمطار، زاعماً بأن الوقود منساب بشكل طبيعي من بورتسودان ومصفاة الجيلي، وموضحاً بأن الخطوط الجوية التركية قد تلقت معلومات مغلوطة بحدوث ندرة في وقود الطائرات بالخرطوم، ولذلك سارعت بالغاء رحلة الجمعة دون التحقق من الادارة المختصة بالوقود بالمطار بوجود وقود أم لا..!!
:: وليس في هذا الحدث فحسب، بل عند كل كارثة وطامة، تُجمًل سلطات مطار الخرطوم قبح الحدث ثم تلوي عنق الحقيقة في وضح النهار.. تأملوا .. لقد ألغت الخطوط التركية رحلتها إلى مطار الخرطوم لأنها تلقت معلومات مغلوطة عن أزمة الوقود بالخرطوم، وعلينا إلغاء عقولنا ثم تصديق حديث عصام .. عفواً، لقد صدق عصام، أي ربما كان مدير طيران تركيا يجلس بجوار ست الشاي – في شارع النيل – ثم سمع (شمارات)، أي زبائنا يتهامسون مع بعضهم عن أزمة وقود بالخرطوم، فأصدر المدير التركي قراراً عاجلاُ بالغاء رحلات شركته إلى مطار الخرطوم .. !!
:: وهكذا تقريباً كل ردود أفعال سلطات الطيران المدني، أي غير منطقية .. (مثلاُ)، قبل سنوات أصدرت المفوضية الأوربية قرارها القاضي بحظر الطيران السوداني عن فضاءات دول الإتحاد الأوربي، وقال الناطق الرسمي باسم هيئة الطيران المدني بمنتهى اللامبالاة : ( لن تتأثر حركة الطيران السوداني بالقرار، لأن شركات الطيران السودانية – أصلاً – لا تسير رحلات إلى دول اوربا)، فتذكرت قصة القرد الذي كان يسرق الناس، ونصحه شيخ الغابة بالكف عن السرقة قبل أن يسخطه دعاء الناس، فسأل الشيخ بمنتهى اللامبالاة : ( ما أنا أصلا قرد، يعني السخط ح يقلبني غزال؟)..!!
:: و ليس مدهشاً أن تتمادى سلطات الطيران المدني في تجميل القبح وتغطية الأزمة الحالية بذاك التبرير غير المنطقي .. والشاهد أن أزمة وقود الطيران في بلادنا ليست ليست بسبب أزمة المال، بل هذه الأزمة إحدى مصائب الإحتكار.. فالمؤسسة العامة للبترول، تابعة لوزارة النفط، لاتزال تحتكر إستيراد وقود الطائرات، ثم توزعها لشركات البترول التي يمكن وصفها بأنها (سمسار)، أي تشتري من المؤسسة العامة، ثم تبعها لشركات الطيران ..ليبقى السؤال المشروع، لماذا لاتستورد شركات الطيران الوطنية وقودها مباشرة، أي بلا أي وسيط إحتكاري من شاكلة المؤسسة العاملة للبترول؟.. ولا إجابة غير أن مثل هذا التحرير يضر بمصالح (القطط السمان)..!!