فيديو.. وأخطر !!
*وكان يمكن لعنواننا أن يكون (فيديو…وأكثر)..
*ولكنا لم نعثر حتى على قليل شيء في فيديو الاغتصاب المتداول الآن..
*ومن ثم فهو لا يستحق أن نراكم فوقه أشياء… لتكثر..
*وقد أراني صديقٌ شريط الفيديو المذكور؛ فأنا لا أملك حساب (واتس)… ولن..
*فاستخدام هذه التقنية ببلادنا يجسد أحد أسوأ مشاكلنا الراهنة..
*مشكلة الرغي… والثرثرة… والنقَّة ؛ ثم لا عمل..
*ومن بعد الفساد – والذي بعده – كان الكلام بلا عمل سبباً رئيسياً في فشل الإنقاذ..
*وفيديو الاغتصاب الشهير تم تداوله من زاوية الفشل هذه..
*وقبل أكمالي المشاهدة أرجعت الجوال لصديقي مغمغماً (هذا ليس اغتصاباً)..
*فالمرأة لا يمكن أن تُغتصب – غصباً – بهذه البساطة..
*بل حتى الزوج لا يقدر على إتيان زوجته دون رضاها… بيسرٍ وسلاسة..
*فالأنثى وهبها الله خاصية (القبض)… كوسيلةٍ للدفاع..
*فما حواه الفيديو – إذن – هو تراضٍ… أو استسلام… أو إباحية سيئة الإخراج..
*نأتي الآن إلى الموضوع الذي يستحق… (الذي بعده)..
*وهو حب الروح – في زماننا هذا – إلى حد استرخاص المال… والوطن… و(الروح)..
*ونعني بمفردة الروح الأولى الأنا… الذات… النفس..
*فهذه أعجب حقبة سياسية – في تاريخ السودان – من حيث الأنانية المتوحشة..
*فكل شيء يهون من أجل الأنا… وكل روح تهون أيضاً..
*ويتحسس الواحد منهم كرسيه… ومكتبه… وربطة عنقه ؛ بتلذذ شهواني مخيف..
*فأنا ومن بعدي الطوفان… فلا شيء – ولا أحد – يهم..
*أنظروا لحجم التعدي على المال العام… وأراضي الدولة… وبيوت السودان بالخارج..
*ثم خط هيثرو… ومباني الحكومة… و(ثغور) البلاد..
*ثم – وهذا هو الأخطر – الأرواح… وما يصاحب ضياعها من تبريرات (أنانية)..
*فليس مهماً إزهاق روح – أو أرواح – جراء فعل حكومي..
*وإنما الذي يهم درء المسؤولية عن الحكومة… والمؤسسة… و(الذات)..
*ولذلك تخلو التبريرات حتى من أدنى مشاعر الإنسانية..
*حتى من الترحم (الشكلي) على روح الضحية… أو أرواح الضحايا..
*حتى من مواساة أسرته – أو أسرهم – بعبارات (عابرة)..
*وحين يسترخص النظام – أي نظام – أرواح أبنائه لهذه الدرجة فهو ينعي (روحه)..
*فهذا هو الحد الأقصى للفشل… وليس بعده سوى (الموت)..
*ويوم الأمس – القريب هذا – لم يشذ وزير صحة الجزيرة عن هذا التسفيه للأرواح ..
*وذلك في سياق (تبريره) لوفيات الحوامل بمستشفى مدني..
*فقد استهل حديثه بعبارة (أول حاجة حالات الوفاة اثنتين فقط…لا أربع)..
*وكأني سمعته يقول (رأسين فقط… فأرين فقط… جروين فقط)..
*ثم – وكالعادة – لا ترحم… لا مواساة……. ولا حتى نبرة حزن..
*فمن يحزن على روح نظام (بلا روح) ؟!!.