ميتة وخراب ديار
عندما نتحدث عن إنجازات الشرطة لا نستطيع تجاهل التجاوزات الشُّرطية بحق المواطنين في الشارع، كما في مختلف الأقسام والتي تزايدت وتيرتها مؤخراً ولا تحتاج منا إلى سرد وتذكير ولا نستطيع القبول إطلاقاً بما ظل يردده المسؤولون الشرطيون من عدم وجود تجاوزات تصل حد (القتل) والتصفية الجسدية كما حدث للشاب (المرحوم) الذي تم إطلاق النار عليه بشارع النيل لترتفع روحه إلى السماء دون ذنب جناه يوازي هذا (الموت) السهل !
للأسف يعتصرنا الألم والحزن ونحن نعيد التذكير بهذه الحقائق الآن ونربطها بالحادثة الأخيرة التي راح ضحيتها هذا الشاب ولو كانت هذه التجاوزات لا تصل حد الموت وإهدار أرواح المواطنين ربما تجاهلناها أملاً في أن يتم الإصلاح من داخل المؤسسة الشرطية بدون أن (نشيل حالا) ولكن السيناريو أصبح مكرراً ويحتاج الأمر إلى وقفة حتى تستقيم الأمور ولا يفقد المواطن الثقة في (شرطته) التي من المفترض أن تحرسه وتحميه وتحمي ممتلكاته وتحافظ على روحه .
المتتبع لأداء هذا الجهاز الحساس يجد أن هنالك (تفلتات) ذات حجم مقدر لبعض المنتسبين له وقد تحدثت كثيراً مع القائمين على الأمر راجياً منهم الالتفات لهذا الأمر وحسم هذه التفلتات حتى لا يفقد المواطن مصداقيته في الشرطة التي يأمنها على ماله ونفسه وعرضه وممتلكاته !
وقد كانت لي تجربة شخصية (ذكرتها مراراً) حدثت قبل سنوات عديدة حيث تعرضت وأسرتي لمحاولة ابتزاز واستفزاز وترويع قام بها فردان من (الشرطة) وهما (يركبان) دفاراً يحمل لوحات الشرطة الزرقاء، وقد قمت بواجبي حينها كمواطن يعتقد بأنه (صالح) بالتبليغ للجهات المعنية (قيادات الشرطة) واضعاً أمامهم كل ما يعضد حجتي مطالباً بإخضاع أولئك الأفراد للمحاكمة وفصلهم من هذا الجهاز الحساس الذي من المفترض أن يكون في خدمة الشعب لا إرهاب المواطنين،
وبعد (مساسقة وأمشي وتعال) ومقالات أستحثها فيها بمتابعة الأمر قامت قيادة الشرطة بالتحقيق في الواقعة ومحاكمة من قاموا بهذا الفعل المشين وذلك بعد (سنة وشوية) وهذا بالطبع يعكس (حرص) الشرطة وسرعة أجراءاتها في (معاقبة) أفرادها المتفلتين !
لقد قمت بالإطلاع على البيان الذي أصدرته الشرطة مؤخراً عن الحادث المذكور وللأسف الشديد وجدته بياناً أقل ما يوصف به أنه (سخيف) يخلو من أي مواساة أو حتى (ترحم) على روح الفقيد التي أزهقت (بدم بارد)، بل الأعجب والأضل أن تعمد الشرطة في بيانها (الهذيل) إلى تشويه صورة القتيل بذكرها تفاصيل (للرأي العام) مكانها (القضاء) أوضحت فيها (دون دليل) كمية من المخالفات التي يعاقب عليها (الأحياء) وليس (الأموات)! (شنو يعني أكتلك وأجي أقول لقيت في عربيتك ممنوعات وفي موبايلك ما عارف شنووو) !!؟
بل ذهبت الشرطة في بيانها الذي يتعارض مع كل المبادئ الأخلاقية والقوانين الإنسانية إلى أن القتيل (معتاد إجرام) ولديه العديد من البلاغات والأحكام الصادرة ضده الشيء الذي نفته أسرته (المكلومة) وجعلها تتحدى في بيان لها الجهة التي أصدرت البيان إثبات ذلك على الملأ.
نعم لم تكتفٍ الشرطة باستخدام القوة المفرطة المؤدية إلى الموت مع شاب (أعزل)، بل عمدت في بيانها إلى البحث عما يحسن صورتها أمام المجتمع فوجدته في تفاصيل ما كان عليها أن تسرده و(إن كانت حقيقة) لما فيها من تشويه لسمعة القتيل وعائلته (المحترمة) والمعروفة .
ولنفرض أن القتيل (كارلوس ذاااتو)، فكيف يتأتى للشرطة اغتياله وهو (أعزل) ودون أن يشكل خطراً عليها؟
نحن (كصحافة) نحاول ما استطعنا ونعمل على تجميل صورة الشرطة في ذهن المواطن وإظهارها بمظهر المؤسسة المحترمة التي هدفها الحفاظ على أمنه وروحه وممتلكاته ولكن من المؤسف حقاً أن تقوم (الشرطة) بتسطير مثل هذا البيان الذي يستشف منه أن المواطن هو غريمها الأول والذي إن اغتالته (دون حق) طفقت تشوه في صورته أمام المجتمع (وهو في رحاب الله) في بيان يخلو من (الإنسانية) ويعمد إلى محاولة (التبرير) السمج (الفطير) دون مراعاة لمشاعر أسرته والتي جعلوها ينطبق عليها المثل القائل (ميتة وخراب ديار) !
كسرة :
جاء في بيان الشرطة بأن (المرحوم) كان يوجد داخل عربته زي (نقيب) … يا سلام؟ أفرضو زي (مشير) !!!
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 99 واو – (ليها ثماني سنين وثلاثة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 58 واو (ليها أربع سنوات وعشرة شهور).