الأدعية والأذكار

ما الهدف من بعثة الرسل

الرسل هم أعظم البشر على الإطلاق، هم الواسطة بين السماء والأرض الذين عبرهم انتقلت الرسالات السماوية من السماء إلى الأرض، عبر الكتب السماوية، والتي جاءت هادية لمن ضل من بنو البشر. فلقد خلق الناس على الفطرة وبعث آدم عليه السلام هو وزوجه حواء، وبعد المعصية هبطوا إلى الأرض وعاشوا بسعادة، حتى حدثت قصة قابيل وهابيل، وهي أس الشرور في العالم، فمن بعدها بدأت الذنوب والمعاصي بالظهور، وبدأت الشرور بالازدياد والتفاقم، لدرجة كبيرة فبعث الرسل والأنبياء نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وإدريس ويونس وأيوب ولوط وشعيب وصالح وهود وزكريا ويحيى ويوسف ويعقوب وهارون وإدريس داود وسليمان واليسع وذا الكفل وغيرهم العديد من الأنبياء.
فبضلال البشر وضيعانهم عن منهج الحق والصراط المستقيم، تاهت الأرض ودخلت في متاهات كبيرة وكثيرة وأنفاق مظلمة لها أول وليس لها آخر من الانحراف والفجور والتكبر والظلم والطغيان. فعبادة الله تعالى ليست لمجرد تأدية العبادات والشعائر المختلفة والحركات والطقوس، بل توحيد الله يكون لسعادة الإنسان ونهضته في الدنيا أيضاً قبل الآخرة.
تتلخص وظيفة الرسل بثلاثة غايات رئيسية، أولاً إرشاد الناس إلى الله تعالى لتوحيده وعبادته إنقاذاً لهم مما وقعوا فيه من ظلم لأنفسهم أولاً ولمن حولهم، ثانياً التأكيد على الأخلاق الحسنة ومحاولة إبعاد الناس عما فسد من الأخلاق، ثالثاً تعزيز الإيجابية عند الناس لإعمار الأرض ومحاولة الوصول إلى الله تعالى عن طريق العلم والمعرفة، فالأنبياء ليسوا أشخاصاً عاديين بل هم فلاسفة عظام أيضاً ومصلحون من الطراز الرفيع نادراً ما يتواجد مثلهم، فيهم صفات البشر الكاملة، فهم قدوة رائعة لكل من يبحث عن القدوة ولم يجدها.
لم يكن اختيار الأنبياء والرسل لتحمل هذا الحمل العظيم بمحض الصدفة بل كان بسبب ما تمتعوا به من صفات عقلية مذهلة وعواطف متأججة ومتدفقة، فلقد جمعتهم قواسم مشتركة متعددة كالتأمل والخلوة بالنفس للتفكر في نشأة الكون وأنه لا بد لهذا الكون من إله يرعاه ويدبر أمره، فكان اختيار الله لهم بسبب استثنائيتهم وتميزهم عن غيرهم، وقدرتهم العقلية على تحمل هذه التركة العظيمة ألا وهي الرسالات، ولقد أيد أغلب الرسل جماعة من المؤمنين وقفوا في صفه وساندوه على ظلم أقوامهم لهم ، فهؤلاء المؤمنون الموحدون المرابطون حول النبي هو ورثتهم وهم أعظم الرسل من بعدهم، كحواريي المسيح وصحابة النبي الأعظم وأصحاب موسى، وهؤلاء الأشخاص هم من تحملوا هم الدعوة والفكرة التي جاء بها نبيهم وأصبحوا منارة تشع للعالم كله نوراً وهدىً.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى