مستقبل من ذهب
هل تعشق اللمعة .. هل تحب الأصالة .. هل تبحث عن الجمال .. أأنت بلا شك ممن يحلمون باقتناء الأشياء الثمينة و البراقة والجذابة وتجد متعة بالغة في ذلك العمل ؟
انتم ولا شك مغرمون بالذهب والمجوهرات والزمرد والألماس والياقوت والفيروز واللؤلؤ والمرجان وكل فرع وأصل من تلك العائلة الذهبية التي كسبت شعبية جارفة حول العالم وأحبها الناس في كل الأقطار والأوطان .
وفي المقابل وعندما نريد أن نتناول هذه المعاني الزاهية المقربة إلى النفس التواقة إلى القمم والمعالي فإننا قادرين على صياغة مستقبل من ذهب مرصع بالدر والدرر والأحجار الكريمة والجوهر .. أنت من ترصعه بيديك
وتجمله بعقلك وتبثه عبر قلبك الكبير إلى باقي جسمك المتشوق للانجازات والفوز في السباقات والنصر في سجلات الحياة فكن أنت الحدث وتوج نفس فارساً للسباق وبطلاً للنزال بكل شرف وشجاعة وحضور .
ولأننا تعودنا على الأسئلة فسوف نشّكل أنا وإياكم جواهر التاج الملكي التي سوف تضعه على رأسك بعد نجاحك في ميدان الحياة فمبارك لك مقدماً صنيع يديك وقوة تفكيرك وإقبال روحك وإيمان قلبك بما تزرع وتصنع
وتنفذ والى الأمام أيها المبدعون.
سؤال اليوم هو
ما هي الجواهر التي يتكون منها تاج المستقبل الذهبي ؟
الجوهرة الأولى
كن مؤمنا بأن خالقك سبحانه لم يخلقك لك يشقيك بل لك يسعدك فانطلق إلى مستقبلك متسلحاً بالإيمان الراسخ والعقيدة الصافية والسعي الحثيث لرضى الكريم المنان الذي سوف يعطيك بلا حد أو عدد , بصدق نيتك وعلو همتك وإتباعك لما يرضه عنك في السر والعلن , وكن حريصا على فعل كل خير وتجنب كل شر تكن اسعد الناس ما حييت .
الجوهرة الثانية
تفاءل بلا حدود فهو سلاح العظماء والحكماء والزعماء والأنبياء والأثرياء والعلماء .. فلا طعم يعدل طعم التفاؤل ولا رحيق يسمو فوق رحيق الأمل ولا عبير يزهو على عبير التحدي
فتخلص من الأفكار السلبية عاجلا فإن مع العسر يسرا , ولا بد من بقعة ضوء في نهاية النفق مهما طال فإذا دخل اليأس من الباب فخرج من النافذة وتوكل على ملك الملوك فهو حسبك ولا تمتهن الشكوى والتشكي واعلم أن إضاءتك لشمعة بدل أن تلعن الظلال خير لك ألف مره في دينك ودنياك .
الجوهرة الثالثة
أنت جبل ضخم من القدرات والإبداعات والمواهب والطاقات فبادر لاكتشاف نفسك سريعاً وإخراج ما فيها من الدرر الكامنة والأسرار المتفجرة فلقد اختارك الله لأعظم مهمة فأنت خليفته في الأرض لإعمارها ووريث النبوة الشريفة وأنت أفضل خلقه على الإطلاق نفخ فيك من روحه وأرسل إليك أعظم شرائعه وأكمل كتبه وخاتم رسله فانطلق وتخلص من السلبية والركون والدعة وشمر عن ساعديك واكتشف الكنز الذي بداخلك .
الجوهرة الرابعة
الأحلام الكبيرة والطموحات الملهمة هي وقود الناجحين والبارزين وأسياد التاريخ وصناع القرار ورموز المجتمع ونخبة الأوطان وأهل الحل والعقد في جميع أبواب الحياة , فكن صاحب حلم واطمح دائما إلى الأفضل ولا تضعوا لأنفسكم سقفاً وهمياً فكل شئ في متناول يدك حتى ولو بعد حين ولكن لابد تؤمن بقدراتك اللامحدوده , وكن صاحب رؤياً آخاذه ورسالة سامية وأهداف رائدة مكتوبة ودقيقه ومحدده بزمن .
الجوهرة الخامسة
كن رفيقا لإستراتيجية ” رفق ” وهي الإستراتيجية الأمثل لتحديد التوجهات الدراسية والمهنية والمالية لك في الحياة , حيث يقيس حرف ” ر ” رغبة الإنسان في ما هو مقدم عليه عن طريق كتابة تساؤل حول موضوع معين تريد أن تتقدم إليه من تخصص دراسي أو عمل أو تجارة وعبر هذا التساؤل سوف تسبر أغوار نفسك وتقيس مدى ميولك إلى هذا الأمر من عدمه , وإذا فرغت من قياس الرغبة ننتقل إلى حرف ” ف ” وهي دراسة وجود أو عدم وجود فرصة في ما تريد الإقدام عليه ثم يختتم الاختبار عبر حرف ” ق ” وهو رمز قدرة الإنسان لانجاز هذا العمل أو التوجه إلى هذا التخصص أو أداء هذه الوظيفة أو العمل الحر من عدمها .
وتعتبر هذه الإستراتيجية من أهم و أيسر التقنيات المستخدمة لاتخاذ أي قرار يتعلق بأمر هام يخص مستقبلك يحتاج إلى دراسة وبحث ثم اتخاذ قرار صائب على أساس علمي مجرب ومتقن بأذن الله .
الجوهرة السادسة
لا تجامل في ما يخص مستقبلك أو حياتك وكن جزئيا وصريحاً ولا تقدم أي تنازلات في هذا الباب حيث أثبتت الدارسات الأخيرة بأن أكثر من 50 % من طلاب الثانوية العامة لا يختارون تخصصاتهم بأنفسهم بل يختارها لهم الوالدين أو يتأثرون بأصدقائهم ويقلدونهم تقليدا أعمى أو يتلقون ضغوط من أطراف أخرى مما يلقي بظلال سلبية على الأمر بكل أسف .
وهذا له انعكاس خطيرا على مستقبلك الذي لن يقطف ثماره إلا أنت ولن يندم على التفريط فيه إلا أنت فكن مستقلاً في هذا الباب واحرص بعد دراسة الأمر من جميع الجوانب و على الاستشارة فهي عنوان الحضارة
واختم جميع الأعمال لك بعد ذلك باستخارة علام الغيوب سبحانه .
الجوهرة السابعة
بعد أن تكتشف ذاتك وتخطط لمستقبلك وترسم ملامحه ابدأ التنفيذ للوصول إلى الهدف بلا هوادة أو تراخي
أو برود وكنوا جادين ما استطعتم وأعلنوا الحرب على التحديات والصعوبات والمفاجأة واقهروها بلا تردد واحملوا راية الحياة بكل ثقة وحلم وتجلد واعلموا أن النجاح في الحياة لا يوهب الأذكياء إنما يوهب أهل الصبر والتحمل والقوة والذاتية والإرادة الفولاذية التي لا تلين ولا تستكين
ولا تتراجع مطلقاً مهما كانت العوائق واعلم انك لا تنتهي عندما تفشل ولكن تنتهي عندما تستسلم .
الجوهرة الثامنة
أكثر من الخيرات والطاعات والقربات والصالحات فهي مفتاح خفي لكل نجاح وتألق , وهي أس وأساس لكل المعجزات التي أمام ناظريك , فلرب بر فتح لصاحبه الثروة , ولرب قيام ليل فتح لصاحبة العزة . ولربما قبلة على رأس يتم فقد القائد والقدوة أو صدقة وضعت في جوف مكروب لا يجد قوت يومه أو مساعدة لصاحب حاجة أغلقت بوجهه الأبواب وتقطعت به السبل صدح بعدها بدعوة لامست عرش السماء فتحت لصاحبها مجدا لا يموت ولا يفنى شاهداً بالخير على صاحبه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
الجوهرة التاسعة
احرص على الاقتراب من الناجحين والبارزين و المتفوقين والايجابيين والفاعلين والطموحين واستفد منهم ما استطعت فالتربية بالقدوة من أهم أنواع التربية الحديثة نجاحاً وتأثيرا وتحقيقاً للنتائج الرائعة , فاتخذ لك نماذج براقة في الحياة لك تحاكيها وتستفيد منها مع تمتعك بالشخصية المستقلة
واهرب من الفاشلين والمستهترين والمثبطين والسطحين والسلبيين و كل عالة على هذا الكوكب حيث هم بلا هدف أو مشروع أو فائدة هروب الشاة من الذئب ولا تقترب منهم إلا بهدف إصلاحهم وتوعيتهم وانتبه من أثرهم السلبي عليك في حياتك فلا تتأثر بهم ولكن اثر عليهم .
الجوهرة العاشرة
تمتع بإدارة مميزة للذات حيث الإدارة الرشيدة والواعية للوقت والمال والأولويات والعلاقات والضغوطات والانفعالات والقرارات ,
واحرص بكل عزم وإرادة على تحقيق التوازن في سداسية الحياة الهامة والتي تتمثل في الجوانب الروحية والشخصية والأسرية والاجتماعية والعملية والمالية , واعلم انك لن تستطيع أن تنجح في إدارة احد مهما كان قريبا منك سواء على المستوى العائلي أو العملي أو الاجتماعي طالما أنك لم تستطع أن تدير نفسك بكل تعقل وحكمة , وضبط وربط , فكن رئيس مجلس إدارة نفسك الذي يجلب إلى حياته وحياة من حوله ووطنه وأمته كل نجاح ورقي وتميز.