التهاب الدم وأسبابه
التهاب الدم
التهاب الدم أو كما يعرف أيضاً في باسم تعفّن الدم، هو حالة طبية خطيرة مهدّدة لحياة المريض الناجمة عن رد فعل مناعي ساحق استجابة للالتهاب معين، ويسبب تهتك في الأنسجة وفشل في الأعضاء ويؤدي إلى الموت، وقد اختلف العلماء على تعريفه ولكن أفضل تفسير طبي له هو حالة تسمم ناتجة عن وجود مسبب المرض وسمومه في الدم.
حيث تحدث هذه الحالة المرضية عندما يبدأ جسم الإنسان بإفراز بعض المواد الكيميائية المناعية إلى الدم بشكل كبير لتحفز جهاز المناعة الذي يعمل على مهاجمة مسبّبات المرض البكتيرية، ولكن هذا يهيج المناعة في كافة أنحاء الجسم بشكل غير مسيطر عليه وذلك يؤدي إلى الإضرار بالأنسجة والأعضاء.
وهذه الاستجابة المناعية العالية تضر بالأعضاء، حيث يتجلّط الدم في الأوعية الدموية المحيطة بالأعضاء والأطراف، فيؤدي ذلك لحرمانهم من التغذية والأكسجين. وفي الحالات الشديدة من المرض يتم تعطيل أكثر من عضو معاً ممّا يؤدي مشاكل كبيرة والموت.[١]،[٢]
أعراض التهاب الدم
لأن تسمّم الدم من الممكن أن يبدأ في أي مكان في الجسم، فله مجموعة واسعة من الأعراض:[٣]،[٤]
- من أول الأعراض التي تظهر على المريض هي تسارع النَّفَسإلى أكثر من 20/دقيقة.
- تقلّبات في الحالة العقلية للمريض.
- تغير في الحرارة، إما ارتفاع ورعشة، أو انخفاض حاد فيها.
- حصر البول وقلته.
- تسارع بنبضات القلب إلى أكثر من 90/دقيقة.
- الإعياء والتقيؤ.
- الإسهال أو توقف الأمعاء عن العمل.
- الوذمة، وهي انتفاخ الجسم الناتج عن تجمع السوائل فيه.
- انخفاض في ضغط الدم.
- تناقص في عدد الصفائح الدمويّة.
- ارتفاع في مستوى السكر في الدم.
- ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء.
- انخفاض نسبة الدم المؤكسد.
- البطء في إعادة التروية للأنسجة.
- وفي الحالات الشّديدة أو ما تسمى بالصدمة السُمّية تترافق مع هذه الحالة المرضية عدّة أعراض رئيسة، بالإضافة لانخفاض شديد في ضغط الدم ممّا يؤدّي إلى الإصابة بنوع من الصدمة التي تعمل على إفقاد أعضاء الجسم المهمة والحساسة لوظائفها الحيويّة وعلى رأسها الرئتين، والكليتين، والجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلى الكبد.
أسباب وعوامل اختطار التهاب الدم
هناك أسباب عديدة لحدوث التهابات الدم وأهمها الالتهابات البكتيرية، وأقل أهميةً الالتهابات الفيروسية والفطرية، مثل: الالتهاب الرئوي، والتهاب الكلية، وعدوى التجويف البطني، ومن الأسباب التي تعتبر من عوامل الخطر الكبر أو الصغر في العمر، وضعف الجهاز المناعي لدى الإنسان، ودخول وحدة العناية المركزة والمكوث فيها، والعيش بالأجهزة الطبيّة كالأنابيب التنفسيّة وغيرها، والإصابة البالغة بالجروح أو الحروق، ومرضى السكري.[٣]
تشخيص المرض
يعتبر تشخيص هذه الحالة المرضية من الأمور المعقدة وذلك نظراً للتشابه الكبير بين الأعراض الناجمة عن هذه الحالة المرضية وبين العديد من الأعراض المرضية الأخرى، لهذا فإنّ الطبيب المختص يُخضع المريض عادة لفحوصات مختلفة من أجل الكشف وتحديد المرض بدقة، ومن هذه الفحوصات:[٢]
- فحوصات الدم:
- للكشف عن الإصابة بالعدوى البكتيرية.
- للكشف عن اختلال في وظائف الكبد والكلى.
- للكشف عن اختلال في عوامل تخثّر الدم.
- فحوصات نسبة أكسجة الدم.
- للكشف عن اختلال المعادن والأملاح.
- فحوصات مخبرية أخرى:
- فحوصات البول.
- فحص إفرازات الجروح إذا كان المريض مجروحاً.
- فحص الإفرازات الرئوية.
- الصور الإشعاعية:
- الأشعة السينية، لكشف عن الالتهابات خاصةً الصدرية لتجنّب تعريض المريض للأشعة بشكل كبير.
- الصور الطبقية، لتكشف التهبات في منطقة البطن بصورة أوضح.
- التّصوير التلفزيوني، للكشف عن التهابات في الكبد أو المبايض.
- الرنين المغناطيسي، ويساعد في الكشف عن التهابات الأنسجة الرخوة.
علاج المرض
أما علاج هذه الحالة المرضية فيستوجب التدخل الطبي المباشر والفوري والتشخيص السريع بهدف الحدّ من مضاعفاته المرضية، وفي الحالات المرضية المزمنة، والتي تعمل على تهديد حياة المصاب بشكل كبير فيتم إجراء العديد من العلاجات والإسعافات الضرورية، والتي تتضمّن المحافظة على سلامة التنفس، والمحافظة على نبض القلب، ومن الإجراءات العلاجية التي تقدم المريض:[٢]،[٣]
- الأدوية:
- المضادات الحيوية الشمولية، حيث يبدأ الطبيب بإعطاء المريض هذا النوع من المُضادّات الحيويّة إلى أن يتم التعرف على المُسبّب الرئيسي فيتم إعطاؤه المضاد الحيوي المناسب.
- مضيقات الأوعية الدموية، لمحاولة رفع ضغط الدم.
- جرعات قليلة من الكورتيكوستيرويد، لتقليل من حدةجهاز المناعة.
- الإنسولين، لخفض أو الحفاظ على مستوى السكر في الدم.
- مثبّطات لجهاز المناعة.
- مهدئات ومخفضات الألم.
- العلاجات الداعمة:
- كميات كبيرة من السوائل الوريدية.
- مدعمات التنفس الميكانيكي.
- غسيل الكلى إذا استوجب ذلك.
- الجراحة لإزالة مُسبّب الالتهاب.
هذا المرض يعتبر من الأمراض القاتلة فكلما أسرع المريض بالوصول إلى الطبيب تزيد فرصه على البقاء حياً، ورغم ذلك نسبة المرضى الذين يموتون منه إذا تم تشخيصهم تقارب ثلاثين بالمئة لمن لديهم تسمم شديد، أما بنسبة للمرضى الذين يصلون لمرحلة الصدمة السمّية فيرتفع هذا الرقم ليصل إلى ما يقارب الستين بالمئة.[٥]